مايلز فيشر شبيه توم كروز (مواقع التواصل الاجتماعي)

مايلز فيشر شبيه توم كروز (مواقع التواصل الاجتماعي)

وسيم وموهوب ولديه كل مواصفات النجم السينمائي، لكن يعاني من عيب جوهري جعل كل الأبواب تُغلق في وجهه، وهو أنه يشبه الممثل الأميركي توم كروز بشكل لا يصدق. تلك قصة الممثل مايلز فيشر، الذي له الآن أكثر من 3.5 ملايين متابع على “تيك توك” (TikTok) بسبب هذا الشبه.

قد يبدو هذا غريبًا، كيف يشبه توم كروز أيقونة الوسامة في شبابه ويكون ذلك وبالا عليه؟ الإجابة بسيطة: لماذا يبحث المنتجون عن ممثل يشبه نجما موجودا بالفعل، ولا يزال يعمل! فكان على مايلز فيشر شبيه توم كروز البحث عن طرق أخرى حتى يصل إلى الناس، لكن هذه المرة بدلًا من التنصل من هذا التشابه قرر استخدامه.

 

أضحوكة التخرج

كان مايلز فيشر شابا أميركيا عاديا مثل الكثيرين غيره، قرر دراسة الأدب الإنجليزي في الجامعة، فأصبح مؤهلاً لعدة وظائف منها التدريس، وأعظم إنجازاته في هذه الفترة كان اختياره قبيل حفل التخرج لإلقاء خطاب، كان هذا شرفا لا يحظى بمثله سوى طالب واحد كل دفعة متخرجة، لم يظن أن تلك كانت البداية الحقيقية لمأساته التي انتهت بكونه من أهم الحسابات على موقع تيك توك.

كان عليه كتابة الخطاب، ثم حفظه وإلقاءه عن ظهر غيب أمام حوالي 32 ألف شخص، منهم عائلته وأولياء الأمور، بالإضافة إلى فريق العمل في الجامعة. استعد وتمرّن لهذا اليوم الكبير بلا انقطاع، فهو اليوم واحد من ألمع طلاب جامعة هارفارد التي يمتد تاريخها لثلاثة قرون، ولكن عند تقديمه بدلًا من اسمه سمع عبارة “شبيه توم كروز”!

علم في هذه اللحظة أنه تم اختياره ليس لتفوقه الأكاديمي، أو لقدرته على إلقاء الخطابات من الذاكرة، إنما لأنه أضحوكة فصل تخرّج، كانت تلك اللحظة التي انتظرها كثيرًا، لكن بدلًا من ذلك تم إذلاله، فلم يتم تقديمه بعبارات إيجابية مثل “وسيم كأبطال السينما”، هم لم يروا فيه سوى فتى يشبه النجم الأميركي فقط.

شعر في تلك اللحظة كأن هويته سُلبت منه، بالطبع كان يعلم أنه يشبه توم كروز، فكثيرًا ما كان يوقفه الناس في الشارع ليخبروه بذلك، قبل حفل التخرج كان ذلك شيئًا لطيفا، لكن بعد ذلك بدأ يفكر طالما أشبه نجم سينمائي لهذه الدرجة، لماذا لا يصبح واحدًا من النجوم؟

الهجرة إلى هوليود

لهذا السبب انتقل مايلز فيشر إلى لوس أنجلوس عام 2006، وبدلًا من العمل مع وكيل يبحث له عن الأدوار المناسبة قرر استخدام التكنولوجيا لصالحه، في هذه الفترة استحوذت “غوغل” (Google) على موقع “يوتيوب” (YouTube)، وقد جن العالم بهذه المنصة التي تعرض فيديوهات يصورها أشخاص عاديون، لذلك قرر بدلًا من الذهاب بنفسه للبحث عن الأفلام التي تحتاج ممثلين في أدوار بسيطة، تقديم فيديوهات على يوتيوب تجذب المسؤولين عن اختيار الممثلين.

بدأت هذه الإستراتيجية تجني ثمارها ببطء لكن بنجاح، فحصل على أدوار صغيرة في بعض الأفلام والمسلسلات مثل “ماد مين” (Mad Men) و”فتاتان مفلستان” (2 Broke Girls) و”الوجهة النهائية 5″ (Final Destination V)، لكن ظل الناس يعرفونه من الفيديوهات الخاصة به على يوتيوب وليس من ظهوره السينمائي والتلفزيوني.

 

قدم في هذه المرحلة فيديوهات محاكاة ساخرة، سواء حول وكالات الممثلين في هوليود، أو أعمال تلفزيونية وسينمائية شهيرة، وبالطبع توم كروز، بعض من هذه المقاطع تجاوز عدد مشاهداته المليون، ثم بدأت تساوره الشكوك لماذا يشاهد متصفحو يوتيوب مقاطعه؟ بسببه أم بسبب من يحاكيه؟فكل الفيديوهات الأخرى لم تستطع تحقيق العدد نفسه من المشاهدات الخاصة بفيديوهات محاكاة “توم كروز”.

حاول التملص من هذا الفخ بلا هوادة، جرّب الحديث بنبرة صوت ولهجة مختلفة، وغيّر في ملابسه، وتسريحة شعره، لكن دومًا ما كان يراه المخرجون ومسؤولو اختيار الممثلين نسخة شبيهة بتوم كروز، الأمر الذي أثر على مسيرته التمثيلية التي حلم بها في هوليود .

فعلى الرغم من عمله مع ممثلين كبار على شاكلة ليوناردو دي كابريو وكلينت إيستوود وأنجلينا جولي، فإنهم جميعًا لم يثنوا على قدراته التمثيلية، لكن على أوجه التشابه الشهيرة، واكتشف أنه دخل مجال التمثيل حتى يثبت أنه ليس مجرد “شبيه توم كروز”، فوجد الكل يؤكد على ذلك.

الهرب إلى توم كروز

في هذه اللحظة، قرر مايلز فيشر أنه بدلًا من الهرب من توم كروز، سيستخدمه لصالحه، وبدأ في صناعة الفيديوهات بتنقية التزييف “ديب فيك” (Deepfake) التي تمزج بين وجهه ووجه غريمه، هو شخصيًا ذُهل من نتيجة استخدام هذه التكنولوجيا.

ولكن يوتيوب لم يعد المنصة الأكثر جذبا للشباب اليوم، بل ظهر تطبيق تيك توك، لذلك في عام 2021 دشّن حسابًا عليه تحت عنوان “DeepTomCruise”، ومن هنا أخذت حياته منحى آخر، فأول مقاطعه حقق 4 ملايين مشاهدة في أقل من يومين، مع عشرات الآلاف من التعليقات، البعض اعتقد أنه توم كروز بالفعل، لم يعد الناس يقارنوه بتوم كروز بعد الآن، لقد ظنوا بالفعل أنه هو.

قرر مايلز فيشر احتراف صنع هذه المقاطع، مع وضع عدة قواعد أساسية، مثل عدم تقديم أي محتوى غير أخلاقي، أو شيء متعلق بعائلة توم كروز. وعلى الرغم من كونه لم يقابل الأخير قط، فإنه استطاع تقليد كل تفاصيله الصغيرة بناء على مشاهدته أفلامه التي أصبح بعضها أيقونية بمرور السنوات.

يعتقد مايلز فيشر أنه شارك بشكل ما في نجاح فيلم توم كروز الأخير “توب غن” (Top Gun)، أو على الأقل حافظ بشكل ما على شعبية هذا الممثل بين الشباب الصغار من مستخدمي التطبيقات الحديثة مثل تيك توك على عكس نجوم جيله الآخرين، لكن في النهاية ما جعله سعيدًا أنه اليوم يوقفه الناس في الشارع ولا يسألونه “هل أنت توم كروز؟” بل يكون السؤال “هل أنت صاحب حساب DeepTomCruise؟”، فلم يعد ظلًا لكروز الآن، بل نسخة افتراضية منه صنعها بنفسه.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author