دبابة معطوبة وقطع من المعدات الحربية في الحرب الروسية الأوكرانية بطريق سلافيانسك إيزيوم في الرابع من أبريل/نيسان 2023 (الأناضول)

دبابة معطوبة وقطع من المعدات الحربية في الحرب الروسية الأوكرانية بطريق سلافيانسك إيزيوم في الرابع من أبريل/نيسان 2023 (الأناضول)

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” (The Daily Telegraph) البريطانية مقالا انتهى إلى أن الفساد المالي والأخلاقي المستشري في روسيا سوف يسقط الرئيس فلاديمير بوتين، وأن الأمر لا يتعدى أن يكون مسألة وقت فقط إذا أظهر الغرب نفس المرونة في دعم أوكرانيا مثل الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم.

وأضاف المقال -الذي كتبه العقيد السابق في الجيش الأميركي هاميش ستيفن دي بريتون غوردون الخبير في الأسلحة الكيميائية- أن على الذين يعتقدون أن روسيا لا تزال قادرة على استدعاء موجة لا يمكن وقفها من الرجال والعتاد كما في الحرب العالمية الثانية أن يتخلوا عن اعتقادهم هذا.

 

وأشار إلى أن “رجال عصابات بوتين قد نهبوا بلادهم، وطبّعوا الفساد في جميع صفوف الجيش، وبقيامهم بذلك حكموا على أنفسهم بالهزيمة”.

القدرة العسكرية الروسية تنهار حرفيا

وأورد الكاتب الكثير من الشواهد على الفساد داخل القوات المسلحة ودوائر الأعمال والاقتصاد، وقال إن الجميع يعلمون أن الأموال تسحب من الدولة وتحول إلى حلفاء بوتين وأقلياته الثرية (الأوليغارشية)، وكذلك إلى جيبه الخاص.

وأشار إلى أن هذا الفساد عزز قبضة بوتين على السلطة، لكن بالنسبة لقواته في أوكرانيا كانت نتائجه عكسية، لأنه يضعف القدرة الروسية على شن الحرب، كما يقوض قدرة بوتين على السيطرة على الأحداث.

وقال إنه على الرغم من المظاهر فإن الوجود العسكري الروسي في أوكرانيا ينهار بالمعنى الحرفي.

 

 

وسرد العديد من الحوادث التي تدل على تغلغل الفساد داخل الجيش الروسي، مثل اعتقال قائد دبابة روسية الأسبوع الماضي واتهامه بسرقة المحركات من دبابات القتال، وتدهور حال الكثير من جوانب البحرية الروسية، والخسائر الفادحة في العربات المدرعة وبيع مكوناتها الأساسية للخردة أو صيانتها بسعر رخيص.

الفساد في البحرية

وأوضح أن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنيتسوف قد توقفت عن العمل منذ عام 2018 بسبب الإصلاحات الفاشلة والفساد المالي، ولا يُتوقع عودتها إلى الخدمة النشطة حتى عام 2024 على أقرب تقدير.

وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يتم إلغاء السفينة الرئيسية القديمة التي تعمل بالطاقة النووية للأسطول الشمالي “بيتر العظيم” (Great Peter)، ولا يمكن تحديثها بسبب التكلفة العالية للغاية، بالإضافة إلى الغرق الذي لا يُنسى للسفينة الحربية “موسكفا”.

وشدد الكاتب أيضا على أن كثيرين في مجتمع الاستخبارات يعتقدون أنه حتى ورقة بوتين الرابحة (أسلحته النووية التكتيكية التي تم التباهي بها كثيرا) لن تعمل بشكل صحيح بسبب القدم وسوء الإدارة.

وأضاف أن الجنود الأكثر فاعلية في الجيش الروسي هم المجرمون الذين أفرج عنهم الكرملين من السجون في جميع أنحاء البلاد للقتال مع مجموعة فاغنر المرتزقة.

 

وختم بالقول إن الانهيار التام للجيش الروسي سيعتمد كليا على مواصلة الغرب إعطاء أوكرانيا الأسلحة التي تحتاجها لاستنزاف معنويات الروس وقدرتهم على القتال.

المصدر : تلغراف

About Post Author