ذكرت مصادر في صناعة الشحن وبيانات تتبع السفن أن معظم ناقلات الوقود القادمة من أكبر مجمع للتكرير في العالم، الذي تديره شركة ريلاينس للصناعات الهندية، تبحر عبر رأس الرجاء الصالح متجنبة المرور في البحر الأحمر الذي يشهد توترا عسكريا. من جهتها أعلنت رابطة مالكي السفن الألمانية أن تحويل الملاحة عن البحر الأحمر، يكلف كل سفينة مليون دولار إضافي.
ودفعت هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية العديد من شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها جنوبا حول أفريقيا، رغم أن البحر الأحمر وقناة السويس هما أقصر طريق بين آسيا وأوروبا.
وقالت مصادر في قطاع الملاحة إن شركة ريلاينس تعرض في عقود التأجير مع مالكي الناقلات مرونة الإبحار عبر أي طريق، لكنها أضافت أن معظم المالكين يختارون المسار حول أفريقيا.
وأظهرت بيانات شركة مجموعة بورصات لندن (إل إس إي جي) أن ما لا يقل عن 8 ناقلات منذ منتصف فبراير/شباط الماضي سلكت طريق رأس الرجاء الصالح لتزويد أوروبا بوقود الطائرات والديزل.
يذكر أن جميع الناقلات التي تحمل الوقود من شركة ريلاينس للصناعات كانت تمر عبر البحر الأحمر.
وفي سياق ذي صلة أعلنت رابطة مالكي السفن الألمانية، اليوم الثلاثاء، أن تحويل الملاحة عن البحر الأحمر واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، يكلف كل سفينة مبلغا إضافيا قدره مليون دولار.
ونقل موقع “شيبينغ ووتش” عن الرابطة قولها تعليقا على الأوضاع الجيوسياسية، فإن “عمليات التحويل الحالية لتجنب البحر الأحمر تكلف المشغلين مليون دولار لكل جولة”.
ومنذ نوفمبر/تشرين ثاني الماضي غيّرت غالبية شركات الملاحة العالمية وجهاتها بعيدا عن البحر الأحمر، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، خاصة تلك الرحلات المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
ويتكون الأسطول التجاري الألماني من 1800 سفينة بحمولة إجمالية تبلغ 47 مليون طن، مما يجعلها سابع أكبر دولة شحن في العالم؛ وتعدّ ألمانيا أكبر مشغل لسفن الحاويات بحمولة 29 مليون طن.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعلن صندوق النقد الدولي تراجع حجم التجارة في قناة السويس 50% خلال أول شهرين من 2024 نتيجة الهجمات بالبحر الأحمر، مشيرا إلى أن التجارة الدولية تعطلت في الأشهر القليلة الماضية نتيجة الاضطرابات في أهم طريق للتجارة البحرية.
وأضاف أن بعض شركات النقل البحري غيّرت مسارها من البحر الأحمر وقناة السويس نحو رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة أوقات التسليم بمعدل 10 أيام وأكثر، بينما قدّرت الزيادة عبر رأس الرجاء الصالح بمعدل 74%.
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري يشن تحالف تقوده أميركا غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر. ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا مثيرا للانتباه في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الحوثيون اعتبار كل السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.