الشركات الثلاث الكبرى "كانون" و"نيكون" و"سوني" تستحوذ على 84.3% من إجمالي سوق الكاميرات الاحترافية في العالم (غيتي)

الشركات الثلاث الكبرى "كانون" و"نيكون" و"سوني" تستحوذ على 84.3% من إجمالي سوق الكاميرات الاحترافية في العالم (غيتي)

لعل تطور كاميرات هواتفنا الذكية هذه الأيام وصل إلى حد غير مسبوق يجعلنا نستغني عن الكاميرات الاحترافية، وهذا ما انعكس على مبيعات الكاميرات التي أظهرت تراجعا كبيرا من نحو 120 مليون كاميرا عام 2010 إلى نحو 7 ملايين فقط في 2022، بحسب موقع كاميرا بريسم (camera prism) المتخصص.

ولكن كاميرا هاتفك الذكي قد لا تفي بالغرض، أو ربما أنك تطمح لما هو أفضل، فآلات التصوير الاحترافية في نهاية المطاف تتميز بإمكانات أعلى بكثير من هواتفنا الذكية، وبعضها لا يمكن أن تقارن به كاميرا الهاتف.

ولمساعدتك في اختيار الكاميرا المناسبة، سنحاول في هذا التقرير أن نعرض بعض التفاصيل لتبسيط مفهوم الكاميرات الاحترافية، من حيث أهم الشركات المنتجة لها، وأبرز أنواعها، كما سنحاول أن نرشدك في اختيارك للكاميرا التي تلائم احتياجاتك.

ما أفضل الشركات المنتجة للكاميرات الاحترافية؟

قبل أن نتحدث عن الخصائص التكنولوجية للكاميرات، من المهم أن نلقي نظرة سريعة على أفضل الشركات المنتجة لها. فقد أظهرت آخر الإحصاءات، بحسب موقع كاميرا بريسم، أن الشركات الثلاث الكبرى: كانون ونيكون وسوني، تستحوذ على 84.3% من إجمالي سوق الكاميرات الاحترافية في العالم.

وتأتي كانون دائما في صدارة المبيعات، إذ تستحوذ على ما يقرب من نصف سوق الكاميرات في العالم، تليها سوني التي شهدت في السنوات الأخيرة ثورة كبيرة تمكنت بها من القفز إلى المركز الثاني بحوالي ربع السوق، على حساب نيكون التي حلّت ثالثة بحصة تزيد قليلا على عُشر مبيعات الكاميرات العالمية.

ومن الجدير بالذكر أن سطوع نجم سوني في السنوات الأخيرة يرجع في درجة كبيرة منه إلى دخولها عالم كاميرات “الميرورليس” (غير المزودة بمرايا) قبل كانون ونيكون، اللتين تأخرتا عنها في هذا المجال.

ما أبرز أنواع الكاميرات الاحترافية؟

تنقسم الكاميرات الرقمية الاحترافية الحديثة إلى نوعين رئيسيين، هما:

1. كاميرات “دي إس إل آر” (DSLR)، وتعني”الكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة” (digital single-lens reflex)، وتضم طيفا واسعا من الكاميرات، بعضها ميسور التكلفة، وقد يكون خيارا جيدا لمن يخطو خطواته الأولى في عالم التصوير الاحترافي. كما يتميز هذا النوع من الكاميرات بوفرة العدسات المخصصة له، لقدمه في الأسواق (منذ مطلع الثمانينيات)، مما يتيح للمستخدم مساحة واسعة لاختيار العدسة التي تناسبه سعرا واستخداما بحسب الحاجة والهدف من التصوير. فضلا عن تميزه بفترة بقاء أطول للبطارية قبل الحاجة لعادة شحنها.

2. كاميرات “الميرورلس”(Mirrorless)، وهي أحدث من الأولى، وتعني الكاميرات غير المزودة بمرآة، وتتميز بصغر حجمها وخفة وزنها، كما أن لديها القدرة على الضبط التلقائي للصورة (Autofocus) بشكل أفضل. وتعدّ هذه الكاميرات هي الاتجاه الجديد في التصوير الاحترافي، وقد أظهرت إحصائية نشرها موقع شوتكيت (shotkit) المتخصص في التصوير أن 63% من المصورين المحترفين باتوا يستخدمون كاميرات الميرورلس، بينما يستخدم 36% منهم كاميرات “دي إس إل آر”.

An attendee tries out a Canon Inc. EOS-5Ds digital single lens reflex (DSLR) camera mounted with an EF 11-24mm f/4L USM ultra-wide zoom lens at the CP+ Camera and Photo Imaging Show in Yokohama, Kanagawa Prefecture, Japan, on Thursday, Feb. 12, 2015. The largest camera and photo imaging show in Japan, hosted by the Camera & Imaging Products Association, runs through Feb. 15.
اختيار الكاميرا المناسبة يعتمد على وضوح عدة زوايا لذلك يجب تحديد الأهداف منها (غيتي)

كيف أختار الكاميرا المناسبة لي؟

إن اتخاذ قرار الشراء الصائب يتعلق بك أولا، واختيار الكاميرا المناسبة لك يعتمد على وضوح عدة زوايا، يمكن أن نصوغها في الأسئلة الآتية:

• هل تريد الكاميرا للهواية والتعلم، أم للتصوير الاحترافي في مجال متخصص وكسب المال؟ فاختلاف مستوى الاحترافية بين مبتدئ وهاوٍ ومحترف، واختلف الهدف من التصوير، كل ذلك يؤثر كثيرا في اختيار الكاميرا الملائمة لك.

• كم الميزانية التي رصدتها، وما المبلغ الذي يمكنك دفعه لشراء الكاميرا؟ خصوصا إذا علمت أن “استثمارك” لن يكون في الكاميرا فقط، بل في العدسات والملحقات المرافقة لها وغير ذلك من اللوازم، علما أن عمر استبدال الكاميرا يقدّر في المتوسط بـ5 سنوات، خصوصا مع اكتشافات المستقبل التي قد تغير خطط المستهلك وتدفعه إلى التغيير والتجديد.

• في أي بلد تقيم، وما الشركات والمنتجات ومراكز الصيانة المتوفرة في محيطك؟ وهذا عامل ستكتشف أهميته بعد اقتناء الكاميرا، فمعرفة الشركة الأكثر حضورا في مدينتك سيسهل عليك الكثير من الوقت والجهد والمال، من حيث توفر الملحقات والعدسات وقطع الغيار، كما أن وجود سوق للمستعمل يعدّ عاملا مهما خصوصا عند الرغبة في الشراء أو البيع أو الانتقال إلى طراز مختلف.

وعند الإجابة عن هذه الأسئلة، من المهم ملاحظة اختلاف مستوى الاحترافية، واختلاف الغرض من التصوير، فاللوازم التي يحتاجها مصور الأحداث الرياضية تختلف عن حاجة مصور الأعراس أو مصور الطبيعة، كما يؤثر في ذلك الرغبة في الاستفادة من تصوير الفيديو والخصائص المطلوبة له، وغير ذلك من العوامل التي تجعل من الصعب جدا اختيار كاميرا واحدة، واعتبارها الأفضل على وجه العموم.

فإذا كنت من فئة المبتدئين والهواة، وتخطو خطواتك الأولى في عالم التصوير، فإنك غالبا ستجد بغيتك في إحدى كاميرات الميرورلس الآتية:

• “كانون إي أو إس آر 10” (Canon EOS R10): تعتبر من أفضل الخيارات في هذه الفئة، وتتميز بالتركيز البؤري التلقائي على العين لتتبع الهدف، وبإمكانية البث المباشر على اليوتيوب. وتتمتع بالمواصفات الآتية: دقة المستشعر 24 ميغا بيكسل، سرعة الغالق 15 إطارا في الثانية، تصوير فيديو 4 كي بإطار كامل. ويختلف سعرها من بلد لآخر، لكن متوسط سعرها في المتاجر الإلكترونية العالمية يبلغ حوالي ألف دولار.

• “سوني إيه 7 Sony A7 III) “III): تتميز بنظام تركيز بؤري تلقائي للعين فعال للغاية، ونظام تثبيت صورة خماسي المحاور. وتتمع بالمواصفات الآتية: دقة المستشعر 24 ميغا بيكسل، سرعة الغالق 10 إطارات في الثانية، تصوير فيديو 4 كي بإطار كامل. لكن من عيوبها أن سعرها يعتبر باهظا مقارنا بمنافساتها، إذ يبلغ حوالي ألفي دولار.

• “نيكون زد 50” (Nikon Z50): وتتميز هذه الكاميرا بسعرها المعقول (حوالي 860 دولارا) مقارنة بمنافساتها وما تتمتع به من مواصفاته، ومن أهمها: صغر حجمها، وخفة وزنها، لذلك فإنها تعدّ خيارا جيدا للسفر والتصوير اليومي السريع. كما أن دقة مستشعرها تبلغ 21 ميغا بيكسل، وسرعة الغالق 11 إطارا في الثانية، ويمكنها تصوير الفيديو بدقة 4 كي.

أما إذا كنت من المحترفين، فلا شك في أن خبرتك ستدلّك على الكاميرا الأكثر ملاءمة لاحتياجاتك ومجال تصويرك. لكننا نرشح لك كاميرات الميرورلس هذه لمجالات التصوير الآتية:

• التصوير السريع: تأتي في مقدمة الخيارات كاميرا “نيكون زد 8” (Nikon Z8)، وتتميز بسرعة التقاط قصوى تبلغ 32000/1 جزء من الثانية، مما يجعلها مثالية لتصوير الرياضات والأجسام المتحركة بسرعة.

مواصفاتها: مستشعر كامل الإطار بدقة 46 ميغا بكسل، سرعة تصوير مستمر تبلغ 30 إطارا في الثانية، تصوير فيديو 8 كي-60 إطارا في الثانية (8K-60p)، مع وقت تسجيل كبير يبلغ ساعتين. ويبلغ سعرها في المتاجر الإلكترونية العالمية حوالي 4 آلاف دولار، للكاميرا فقط من دون عدسة.

• الفيديو والصور الثابتة معا (الهايبرد): تُعدّ كاميرا “كانون إي أو إس آر 5” (Canon EOS R5) من أحسن الكاميرات التي تجمع بين تصوير الفيديو العالي الجودة والصور الاحترافية، وهي من الأبرز في سلسلة كاميرات كانون.

مواصفاتها: مستشعر كامل الإطار بدقة 45 ميغا بكسل، سرعة تصوير مستمر تبلغ 20 إطارا في الثانية، تصوير فيديو 8 كي-30 إطارا في الثانية (8K-30p). أما سعرها فيصل إلى حوالي 3900 دولار للكاميرا فقط من دون العدسة.

• تصوير الطبيعية: وهنا تبرز كاميرا “سوني إيه 7 Sony A7 IV) “IV)، وتعتبر من أحسن كاميرات سوني للتصوير الاحترافي، وتتميز بأنها مناسبة للتصوير اليومي المتعدد الاستخدامات، كما أنها مناسبة للمتحولين الجدد من نظام “دي إس إل آر” إلى نظام “ميرورلس”.

مواصفاتها: مستشعر كامل الإطار بدقة 33 ميغا بكسل، سرعة تصوير مستمر تبلغ 10 إطارات في الثانية، تصوير فيديو 4 كي-60 إطارا في الثانية (4K-60p)، وسعرها حوالي 2500 دولار للكاميرا فقط من دون عدسة.

ويبقى أن ننصحك عزيزي القارئ باستشارة صديق والاستفادة من تجربته وخبرته، ففي عالم الكاميرات من التفاصيل ما قد لا تكشفها المواصفات والأرقام.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

About Post Author