الملصق الدعائي لمسلسل "كامل العدد+ا" (الجزيرة)

الملصق الدعائي لمسلسل "كامل العدد+ا" (الجزيرة)

رغم سيطرة أبناء الفنانين على المشهد الدرامي في رمضان الجاري، وضعف موهبة بعضهم وأحقية آخرين بتلك الفرص الاستثنائية، فإن شركات الإنتاج -لحسن الحظ- استعانت هذا العام بعدد كبير من الوجوه الشابة من أصحاب المواهب الذين نجحوا في لفت الانتباه إلى قدراتهم في التمثيل رغم خبراتهم الفنية المحدودة.

“كامل العدد” يفتح الأبواب المغلقة

جزء رئيس من نجاح الموسم الأول من مسلسل “كامل العدد” هو الأطفال والمراهقون الذين شاركوا بأدوار رئيسية خلال الأحداث وتميزوا فيها، مثل حمزة دياب، وجيسيكا حسام، ولينا صوفيا، ومالك عماد، وسيليا محمد سعد، ويوسف باسم، ويونس باسم، وهو ما ظهر في صورة انسجام وانسيابية في الأداء بين أبطال العمل الرئيسيين والصغار، وامتد النجاح إلى الموسم الثاني الذي حمل اسم “كامل العدد+1”.

 

تلك الحالة الإيجابية التي حققها المسلسل رمضان الماضي، شجّعت آخرين على فِعل المثل، كما جرى في مسلسل “بابا جه” الذي لعب بطولته أكرم حسني وأُسند عديد من أدواره الأساسية للأطفال.

 

ومن أبرز هذه الأدوار في مسلسل “بابا جه”، دور ابنة البطل الذي جسدته الطفلة لافينيا نادر، التي استطاعت خلاله التعبير عن المشاعر المرتبكة لطفلة عالقة بين مشاكل ذويها وغاضبة كونها تفتقد علاقتها بوالدها، ويؤلمها الأمر حين تكتشف طبيعة عمله “أبا للإيجار” لمن يدفع الثمن، وأنه يفعل لطالبي خدماته كل الأفعال المُحبّة التي لم يعد يمارسها معها.

 

 

ومن البارزين خلال النصف الثاني من رمضان الطفل سليم يوسف، أحد أبطال مسلسل “بدون سابق إنذار”، الذي يؤدي دور طفل ينقلب عالمه فجأة حين يتم اكتشاف إصابته بالسرطان. وبين الألم الجسدي ومشاق التعرّض للعلاج الكيميائي والألم النفسي الناتج عن شعوره بالاختلاف عن أقرانه مما ينتج عنه رغبته في الانزواء، استطاع سليم في تجربته الدرامية الأولى نقل مشاعره للجمهور الذي تعاطف معه وأثنى على أدائه في آن واحد.

 

“المتحدة” تنتصر للوجوه الجديدة

أحد الشباب الجدد الذي أجمع عليه النقاد ورواد منصات التواصل الاجتماعي، المؤلف والممثل أحمد عبد الوهاب، الذي جسّد شخصية “يحيى” ابن المؤذن بمسلسل “الحشاشين” وتأثّر الجميع باغتياله على يد حسن الصباح.

الطريف أنه ظهر ضيف شرف بمسلسل “أشغال شقة” بدور كوميدي مغاير تماما، واستطاع جذب انتباه الجمهور بلزمته الكلامية “فاهم قصدي؟”، حيث لعب دور “فادي” الذي تلجأ إليه الإعلامية ياسمين (أسماء جلال) لمساعدتها على إدارة صفحتها بهدف الحصول على متابعين وإعجابات بالملايين والتحوّل إلى مؤثرة “إنفلونسر” مثل منافستها بالعمل.

 

 

وعلى رأس الممثلات اللاتي أشاد بهن رواد صناعة السينما، تأتي نورا عبد الرحمن -إحدى بطلات مسلسل “صلة رحم”- التي استطاعت بسلاسة ودون اللجوء لأي مستحضرات تجميلية أو مبالغة بالأداء تجسيد شخصية فتاة من منطقة شعبية تقع في حب أحد شباب المنطقة، لكنه يتخلى عنها، فتقع فريسة بين تعلقها به، وكونه نذلا بامتياز.

من المسلسل نفسه برز محمد دسوقي، في دور الشاب السابق الذكر، وهو ما قدمه برشاقة ونعومة، كذلك نجح بشخصية مختلفة تماما جسدها بمسلسل “نعمة الأفوكاتو” واستطاع إجبار الجمهور على التعلّق به.

 

وبالعودة لمسلسل “بدون سابق إنذار”، نجحت الممثلة الشابة جهاد حسام الدين بلعب دور زوجة أحمد خالد صالح، وبرعت في تجسيد دور الزوجة التي تشعر بعدم الاستقرار بسبب التخبطات المادية والقرارات العشوائية التي يتخذها الزوج بالعمل، مما يجعلها تختار الأمان المادي على حساب استمرار العلاقة بأكملها.

وهي الشخصية التي اختلف الجمهور حول سلوكها وصحة قراراتها، مما دفع الأطباء النفسيين لتحليلها علميا ونفسيا، ووفقا لبعض الآراء فقد تفوقت بالأداء على الممثلة التونسية والبطلة الرئيسية عائشة بن أحمد بالتعبير عن دواخل الشخصية.

رُبّ ضارة نافعة

أما مسلسل “خالد نور وولده نور خالد”، رغم الآراء السلبية التي حظى عليها العمل بسبب فقر الكتابة وضعف التمثيل، فنجح الشاب السيد أسامة بتصدر محركات البحث والسبب دور “ميكا” البلطجي الذي يردد جملا وكلمات غير مفهومة طوال الوقت. ورغم اعتراض البعض على سلوكيات ومفردات الشخصية التي يلعبها بالحلقات الأولى، سرعان ما جرى التعامل معه باعتباره صاحب لغة خاصة كوميدية تميزه ولا تُعيبه.

 

نجوم الدراما الخليجية الجدد

ولأن الموسم الرمضاني يضم مسلسلات متعددة الجنسيات حيث يحاول الجميع استقطاب المشاهدين، تألق أيضا نجوم جدد من جنسيات عربية أخرى، من بينهم الممثل السوري وسام رضا الذي شارك هذا العام في مسلسلين من سوريا، وهما “ولاد بديعة” و”مال القبان” بعد ظهوره العام الماضي بمسلسل “الزند”.

ومع أنه نجل الفنان أيمن رضا، فإن الجمهور العربي وجد الفرصة التي نالها مستحقة بدليل قدرته على الرقص بخفة بدوره بمسلسل “ولاد بديعة” بين الكوميديا والحزن الشديد من دون أن تفقد الشخصية اتزانها.

 

 

وفي المسلسل السعودي “خيوط المعازيب” الذي حظي بتفاعل ضخم من المشاهدين، تألق الشاب محمد عبد الخالق بشخصية “فرحان”، والمثير للتأمل أنه انضم للعمل في البداية لأداء دور ثانوي محدود، إلا أن مستواه التمثيلي الفارق أجبر صانعو العمل على إسناد دور رئيس له وهو ما أحسن استغلاله وذاع بفضله صيته في الخليج.

 

 

وأخيرا مع اللبنانية مارلين نعمان التي لم تكتف بإبهار لجنة حكام “ذا فويس” بنسخته الفرنسية، ونجحت عبر دور “فرح” في مسلسل “ع أمل” في تجسيد تطور ونضج الشخصية مع توالي الحلقات. ورغم أنها تخوض تجربة التمثيل بأدوار صغيرة منذ 2019، فإنها لأول مرة تُجبر رواد منصات التواصل على تداول اسمها بكثرة.

المصدر : الجزيرة

About Post Author