زعماء إسرائيل في ذكرى المحرقة اليهودية يتوسطهم نتنياهو (الفرنسية)

زعماء إسرائيل في ذكرى المحرقة اليهودية يتوسطهم نتنياهو (الفرنسية)

“نحن نقترب من اللحظة التي لم تعد فيها ذكرى “الهولوكوست” تمنع العالم من أن يرى إسرائيل على حقيقتها، هذا إن لم تكن هذه اللحظة قد حانت بالفعل”.

بتلك العبارة التي ضمَّنها مقاله في صحيفة هآرتس، أوجز الناشط السياسي الإسرائيلي حجاي إلعاد فكرته القائمة على ضرورة أن تتبنى دولة الاحتلال نهجا مختلفا تجاه الفلسطينيين.

 

وأوضح أن اللحظة التي يعنيها هي تلك المتعلقة باستخدام اليهود “الهولوكوست” التي ارتكبتها ألمانيا بحقهم إبان الحرب العالمية الثانية، ذريعة (أو كقبة حديدية، حسب تعبيره)، لتحميهم من المحاسبة على الجرائم التي ينفذونها في الوقت الحاضر ضد الفلسطينيين “الذين نتشارك معهم الوطن التاريخي”.

وللوصول إلى هذه النتيجة، انطلق إلعاد -الذي ترأس في السابق منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسيلم”– في مقاله من عبارة كتبتها المنظرة السياسية والباحثة اليهودية الأميركية من أصل ألماني حنة آرنت، وجاء فيها أن الحقيقة التي كانت جلية تماما في عام 1955 هي أن اليهود كانوا يعاملون العرب الذين ما زالوا يسكنون أرض فلسطين “بطريقة تكفي في حد ذاتها لحشد العالم كله ضد إسرائيل”.

سترة الصهيونية الواقية

ولكن حدث ذلك في عام 1955، أي بعد عقد من الزمن تقريبا مما سمتها آرنت “نكبة” اليهود الكبرى في إشارة إلى “الهولوكوست”، والتي كانت بمثابة “سُترة الصهيونية الواقية” في الوقت ذاته، حسب ما ورد في مقال “هآرتس”.

لذا، فإن الناشط الإسرائيلي يؤكد في مقاله أن إسرائيل أصبحت، بعد مرور ما يقرب من 70 عاما على الهولوكوست، “مدمنة” على الترويج لمفهوم التفوق اليهودي على الفلسطينيين وقدرتها على الاستفادة من ذكرى “الهولوكوست”، “حتى لا تؤدي الجرائم التي ترتكبها ضد (الفلسطينيين) إلى تعبئة العالم ضدها”.

وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يخترع شيئا من عنده، “لا الجرائم ولا استغلال الهولوكوست لإسكات ضمير العالم”، لكن خلال فترة حكمه خطت إسرائيل خطوة كبيرة أخرى نحو مستقبل يُمحى فيه الشعب الفلسطيني من مسرح التاريخ، لا سيما إذا كان هذا المسرح هو فلسطين “وطنهم التاريخي”.

وأضاف أن إسرائيل تتبع نهجا تدريجيا في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف، بمصادرة الأراضي والمزارع وبناء البؤر الاستيطانية. وأشار إلى أن ذلك بدأ يتخذ مسارا علنيا، بدءا من القانون الأساسي لعام 2018 الذي يعتبر إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، إلى السياسة الأساسية للحكومة الحالية، وأولها وأهمها البيان الذي ينص على أن “للشعب اليهودي حقا حصريا وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل”.

الشعب العنيد

ويعود إلعاد ليقول إن الفلسطينيين، “هذا الشعب العنيد”، لم يغادر المسرح، مضيفا أنه عبر كل سنوات القمع والاستيطان والمذابح في الضفة الغربية، وجولات الصراع مع غزة، وعنف الجيش، وغياب المحاسبة والمصادرة في القدس والنقب والأغوار، وفي كل مكان يحاول فيه الفلسطيني التمسك بأرضه، بدأت خدعة ما يُسمى بـ”الهاسبارا”، أو الدبلوماسية العامة أو الدعاية الإسرائيلية الرامية لتوجيه الرأي العام العالمي، تفقد زخمها ومفعولها، ذلك أن “الحقيقة البديهية” هي أن كل من ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم بشر لهم حقوق، لا يوصم بمعاداة السامية.

الحرب في غزة وما صاحبها من دمار ذي “أبعاد غير مسبوقة” تعيد إلى الذاكرة قصص الكوارث المرعبة الواردة في التوراة، فقد أسالت الحرب الكثير من الدماء وخلّفت دمارا جعلت محكمة العدل الدولية في لاهاي تنظر في تهم تتعلق بالإبادة الجماعية.

 

وختم الناشط الإسرائيلي مقاله بدعوة أبناء جلدته إلى أن يفتحوا أعينهم ويتبنوا نظرة مختلفة للفلسطينيين، تقوم على اعتبارهم “بشرا متساويين معنا”، مضيفا أن هذا يُعد درسا أفضل من “الهولوكوست”.

المصدر : هآرتس

About Post Author