قالت الكاتبة لوبوف ستيبوشوفا -في تقرير نشرته صحيفة “برافدا” (Правда) الروسية- إنه بعد اجتماع في العاصمة الأوكرانية كييف، جمع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، ونائبه ياروسلاف كاتشينسكي، ورئيسي وزراء جمهورية التشيك وسلوفينيا، بيتر فيالا ويانيز جانشا؛ صرح نائب رئيس الوزراء البولندي باقتراح إرسال حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في مهمة حفظ سلام في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه من وجهة نظر القانون الدولي سيكون هذا مقبولا تماما، ولن يكون بأي حال من الأحوال سببا للحرب.
ولفتت الكاتبة إلى أن ادعاء الوزير البولندي غير صحيح؛ وذلك لأن هذا القرار سوف يضع حلف الناتو والدول الأعضاء فيه في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وعلى نطاق أوسع مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مبينة أن السياسيين البولنديين اعتادوا على إلقاء الكلمات التي تؤدي إلى التصعيد، إذ يبدو أنهم يريدون تقسيما رابعا لبولندا أو تدميرا ذاتيا، على حد قولها.
وتنقل الكاتبة عن سيرغي إرماكوف، الخبير في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، قوله إن نائب رئيس الوزراء البولندي ليس بالشخصية التي يمكنها الإدلاء بتصريحات نيابة عن الناتو، لكن وراء اقتراحه رغبة في “تكوين رأسمال سياسي لنفسه”، مضيفا أن الناتو يدرك أن مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية، التي قدمت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، والتي قوبلت بالرفض أدت إلى الأزمة التي نشهدها الآن، إضافة إلى أن الناتو لم يعرب عن استعداده في مساعدة أوكرانيا رغم طلب كييف ذلك، ولن تكون هناك منطقة حظر طيران أو أي شيء من هذا القبيل، لأن الناتو يخشى حقا الاصطدام مع روسيا.
بولندا.. ضبع أوروبا
وتقول الكاتبة إنه لطالما كانت بولندا “ضبع أوروبا” بحسب التعبير المجازي لونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية، مستعرضة “بعض الحقائق التي تقول إن هذه ميزة حقيقية”.
وتوضح الكاتبة أنه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، احتلت بولندا أوكرانيا الغربية وغرب بيلاروسيا، وقتل البولنديون أكثر من 3 آلاف مدني في مدينة تيتييف، كما ذبح الآلاف من جنود الجيش الأحمر الأسرى في المعسكرات البولندية، إضافة إلى أن البولنديين استولوا على فيلنيوس والمنطقة المجاورة لها، أي ثلث أراضي جمهورية ليتوانيا، التي أعادها الاتحاد السوفياتي إلى ليتوانيا بعد الحرب.
وأشارت الكاتبة إلى أن بولندا كانت أول دولة تبرم اتفاقية عدم اعتداء مع ألمانيا النازية، التي تم التوقيع عليها في 26 يناير/كانون الثاني 1934 في برلين لمدة 10 سنوات، وفي بداية الحرب العالمية الثانية هربت الحكومة البولندية إلى الخارج، وعندما دخلت القوات السوفياتية بولندا، لم تعد هذه الدولة قائمة بحكم القانون، لكن لما دخل النازيون كان الدمار أكبر، خصوصا بالنسبة لليهود البولنديين.
وأضافت الكاتبة قائلة إنه بعد الحرب ضمت بولندا المناطق الشرقية من ألمانيا، والتي تشكل ثلث أراضيها الحالية، وتلقت الميزانية البولندية أكثر من 130 مليار دولار، وهو ما يقرب من ضعف جميع التعويضات عن الأضرار، كما أنها توسعت في ساحل بحر البلطيق عبر وارسو من 71 إلى 526 كيلومترا، لذلك يمكننا القول إن بولندا اليوم هي دولة تحمل اسم جوزيف فيزاريونوفيتش ستالين.
وتختتم الكاتبة بأن بولندا لا تدرك ذلك، فهي تعتبر أراضي أوكرانيا مستعمرة لها، كما أنها مستعدة -مثل الضبع- للاستفادة من “بقايا الطعام”، لكن حان الوقت لتشويه سمعتها بوصفها شريكا في نظام بانديرا.