أظهرت صور أقمار صناعية تواصل إعادة انتشار القوات الروسية في مناطق شرقي أوكرانيا استعدادا لعمليات محتملة في إقليم دونباس، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا في مدينة ماريوبول المحاصرة.

فقد أوضحت الصور التي نشرتها شركة “ماكسار” عشرات الآليات والمعدات والتمركزات العسكرية على بعد 8 كيلومترات شرقي الحدود الأوكرانية.

 

وعلى الجانب الأوكراني، رصدت الصور أكثر من 200 آلية عسكرية في إقليم دونباس، كما أظهرت الصور آثار القصف الروسي على مدينة ماريوبول، حيث لوحظ تصاعد الدخان من مباني عدة في الأجزاء الغربية والشرقية من المدينة.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا أكملت تعزيزاتها العسكرية استعدادا لهجوم جديد على مناطق دونباس (جنوب شرق)، واتهم المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية الجيشَ الروسي بالاستمرار في السعي للسيطرة على المناطق المتاخمة لإقليمي لوغانسك ودونيتسك.

 

وتم رصد إنشاء قاعدتين عسكريتين في جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، اللتين يحتمل أن تستخدمهما القوات الروسية في الإمداد ودعم العمليات في ماريوبول وخيرسون وميكولايف.

من جانبه، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى مقتل أكثر من 120 عسكريا أوكرانيا في قصف مدفعي روسي على مواقع عسكرية أوكرانية في بلدة بوباسنايا بمنطقة لوغانسك، وقال كوناشينكوف إن سلاح الجو الروسي قصف 38 منشأة عسكرية أوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن أكثر من ألف من جنود مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا في مدينة ماريوبول المحاصرة، وهي الهدف الرئيسي لموسكو في منطقة دونباس بشرق البلاد التي لم تتمكن بعد من السيطرة عليها.

وذكرت الوزارة في بيان “ألقى 1026 جنديا أوكرانيا من اللواء 36 لمشاة البحرية السلاح طواعية واستسلموا في بلدة ماريوبول، بالقرب من مصنع إيليتش للحديد والصلب، نتيجة للهجمات الناجحة التي شنتها القوات المسلحة الروسية ووحدات جمهورية دونيتسك الشعبية”.

 

كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية أحبطت محاولة فرار نحو 100 جندي أوكراني من المدينة، وأكد تدمير منشآت عسكرية بينها مستودع للذخيرة في كييف باستخدام صواريخ وصفها بأنها فائقة الدقة.

من ناحية أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا لديها دلائل على استخدام الروس أسلحة كيميائية. وأكد زيلينسكي أن الروس استخدموا قنابل فوسفورية وأخرى محرمة دوليا، مطالبا باستخدام كل الأساليب للضغط على روسيا، ولافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه القوة لفعل ذلك.

من جهته، أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي عن قلقه من احتمال لجوء القوات الروسية إلى استعمال سلاح كيميائي في أوكرانيا، لكنه شدد على عدم وجود تأكيدات للتقارير التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن استعمال هذا السلاح عبر مسيّرات في الحرب.

 

 

في المقابل، دعت السفارة الروسية في واشنطن الولايات المتحدة إلى الكف عن نشر ما أسمته الأخبار المضللة بشأن احتمال استخدام روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا، وحثتها على نزع أسلحتها الكيميائية.

وقالت السفارة الروسية إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي لم تفِ بالتزاماتها الدولية، وإن ترسانتها الكيميائية تمثل تهديدا حقيقيا للبشرية.

مساعدات أميركية إضافية

نقلت كل من صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) ووكالة “رويترز” (Reuters) عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية في حربها ضد القوات الروسية، بقيمة 750 مليون دولار.

وسيتم تمويل المساعدات باستخدام سلطة السحب الرئاسي التي يمكن بموجبها للرئيس الأميركي أن يأذن بنقل مواد وخدمات من المخزونات الأميركية دون موافقة الكونغرس، للتعامل مع حالات الطوارئ.

 

وقال أحد المسؤولين إن القرارات النهائية بشأن المساعدات التي سيتم إرسالها لا تزال قيد الدراسة.

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أن البنتاغون يتطلع في هذا الشأن إلى تزويد كييف بطائرات مروحية من طراز “إم 17” (M17)، وعربات همفي (Humvee) المدرعة.

وأضافت الصحيفة أن الخطط الأولية لهذه المساعدات تشمل مسيَّرات وسترات واقية للاستخدام في حال وقوع هجوم كيمياوي أو بيولوجي أو نووي.

وقال البيت الأبيض قبل أيام إنه قدّم أكثر من 1.7 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية عليها يوم 24 فبراير/شباط الماضي.

 

ومن المقرر أن تستضيف وزارة الدفاع الأميركية مسؤولي أكبر 8 شركات لتصنيع الأسلحة الأميركية اليوم الأربعاء، لمناقشة قدرة الصناعات الدفاعية على تلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة إذا استمرت الحرب مع روسيا سنوات.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أشارت إلى أنها تسلم هي وحلفاؤها أكثر النظم فائدة لأوكرانيا، ولا سيما نظامي جافلين المضاد للدبابات وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات.

وأدى الاستخدام المكثف لهذين النظامين وكذلك الفعالية التي أظهرتها القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، إلى زيادة الاهتمام بإعادة تخزين هذه الأسلحة.

أوكرانيا تردّ بخصوص التفاهمات

قال رئيس وفد التفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا إن بلاده ملتزمة بتفاهمات إسطنبول، ولم تغير موقفها.

 

وأفاد أراخاميا الذي يتزعم أيضا حزب “خادم الشعب” الأوكراني -في تصريحات عبر حسابه على تلغرام- بأن المفاوضات مع الجانب الروسي مستمرة عبر الوسط الافتراضي.

وأضاف: خلافا لتصريحات وزير الخارجية الروسي، فإن الجانب الأوكراني ملتزم بتفاهمات إسطنبول ولم يغير موقفه، والفرق الوحيد هو أن الجانب الأوكراني لم يكترث لكافة القضايا الإضافية التي لا تنص عليها تفاهمات إسطنبول، وربما أدى ذلك إلى سوء تفسير الوضع الحالي لعملية التفاوض.

وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في وقت سابق- بأن الجانب الأوكراني رفض التفاهمات التي تمخضت عنها المفاوضات مع الجانب الروسي في إسطنبول، وأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.

 

في حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الجانب الأوكراني بدأ القيام باستفزازات والتراجع عن مقترحاته خلال المفاوضات.

وشهدت إسطنبول نهاية مارس/آذار الماضي مباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، إثر جهود دبلوماسية تركية ترمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين طرفي الأزمة.

 

إجلاء المدنيين

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء إجلاء أكثر من 765 ألف شخص من مناطق الصراع في أوكرانيا منذ بداية الحرب.

 

وأفاد رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف -في بيان- بأن بلاده مستمرة في إجلاء المدنيين من المناطق التي تتواصل فيها الاشتباكات بأوكرانيا.

وأوضح ميزينتسيف أنه بمبادرة من ألمانيا وتركيا وفرنسا، تم إنشاء ممرات إنسانية إضافية من ماريوبول إلى مدينة بيرديانسك، مشيرا إلى أن الممرات الإنسانية تفتح كل يوم لإجلاء المدنيين، في وقت قال فيه عمدة ماريوبول إن أكثر من 100 ألف شخص لا يزالون داخل المدينة في انتظار إجلائهم.

وفي كراماتورسك، قال عمدة المدينة إن أقل من 40 ألفا بَقُوا في المدينة من أصل 165 ألف شخص، مضيفا أن هناك دفعات جديدة من المواطنين يتوقع أن تخرج خلال الأيام القادمة.

ويشكل المتقاعدون وكبار السن الطبقة الكبرى ممن بقي من الأهالي. وكانت إدارة المدنية في مقاطعة دونيتسك أشارت إلى أن بعض المراكز الطبية والخدمية ستتوقف عن العمل، وأن عددا قليلا من المحال سيبقى مفتوحا لتلبية احتياجات الأهالي.

 

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية أن عدد المدنيين الذين قتلوا في منطقة كييف جراء الهجمات الروسية تجاوز 720 قتيلا.

وذكر مدير شرطة منطقة كييف الأوكرانية أندريه نبيتوف -في بيان- أن عدد القتلى المدنيين الذين تم التعرف على جثثهم في منطقة كييف تجاوز 720 منذ بدء الهجوم الروسي، وأوضح أن أكثر من 200 مدني في عداد المفقودين.

وأمس الثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 1892 مدنيا وإصابة 2558 آخرين في أوكرانيا منذ شنّ روسيا عمليتها العسكرية أواخر فبراير/شباط الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *