تحذيرات فلسطينية من تفجير الأوضاع في الأقصى بسبب مسيرة الأعلام ومحكمة إسرائيلية تلغي حكما يسمح بممارسة طقوس تلمودية
حذرت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، من أن سماح السلطات الإسرائيلية للمستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى عبر ما يسمى مسيرة الأعلام الأحد المقبل سيفجر الأوضاع، وحمّلتا إسرائيل المسؤولية كاملة عن التصعيد.
في غضون ذلك ألغت محكمة الاستئناف الإسرائيلية، الأربعاء، حكما أصدره قاضي محكمة جزئية بأن أداء متطرفين يهود طقوسا تلمودية في الأقصى لا يشكل خرقا للأمن، وهو ما أثار غضبا فلسطينيا.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إن الفلسطينيين قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كما فعلوا في قضية البوابات وصفقة القرن على حد تعبيرها، وحمّلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد عبر مسيرة الأعلام المرتقبة، محذرة من أنها ستؤدي إلى تفجير الأوضاع.
من جانبها، حمّلت حركة حماس السلطات الإسرائيلية مسؤولية ما وصفتها بالأثمان الباهظة للسلوكيات العنصرية والمتطرفة وسماحها باقتحام الأقصى والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام يوم الأحد المقبل 29 مايو/أيار الجاري.
وقالت حركة حماس إن تجاوز الحكومة الإسرائيلية للخطوط الحمراء سيفجر الأوضاع، ودعت الوسطاء وصناع القرار في المنطقة إلى الضغط على إسرائيل لكبح جماحها. كما أكدت حماس أن المقاومة لن تتخلى عن واجبها في حماية الشعب الفلسطيني ومقدساته وأنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات.
يأتي ذلك بينما رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوفها، واستدعت قوات احتياط لتأمين ما يسمى بمسيرة الأعلام، حيث نشر المتحدث باسم شرطة الاحتلال خريطة لمسار هذ المسيرة ويظهر مرورها بباب العامود في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وأمر قائد شرطة الاحتلال كوبي شبتاي بنشر الآلاف من رجاله في القدس الشرقية المحتلة وما توصف بالمدن المختلطة، في حين نشر الجيش الإسرائيلي منظومة القبة الحديدية قرب الحدود مع قطاع غزة تحسبا لرد فعل من المقاومة على خلفية مسيرة الأعلام وفق ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن السفارة الأميركية حذرت رعاياها من دخول البلدة القديمة بالقدس بالتزامن مع مسيرة الأعلام.
إلغاء حكم
وقد ألغت محكمة الاستئناف الإسرائيلية، أمس الأربعاء، حكما أصدره قاضي محكمة جزئية كان يسمح للمتطرفين اليهود بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار غضبا فلسطينيا.
وفي ظل “الوضع القائم” المستمر منذ عقود، لا تسمح إسرائيل للمستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحام باحات الأقصى إلا بشرط الامتناع عن ممارسة الشعائر والطقوس الدينية التلمودية.
وطعن 3 شبان من اليهود المتطرفين على قرار منعهم من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة لمدة 15 يوما بسبب أدائهم طقوسا تلمودية داخل باحات الأقصى. وقضت محكمة يوم الأحد الماضي بأن أفعالهم لم تشكل خرقا للأمن.
وأدى ذلك إلى احتجاجات من القيادة الفلسطينية وتهديدات من فصائل المقاومة الفلسطينية وتعهد من إسرائيل بأن يتم الحفاظ على الوضع الراهن.
وأقامت الحكومة الإسرائيلية دعوى استئناف الأربعاء أمام محكمة القدس الجزئية الأعلى درجة والتي أيدت قرار المنع.
وقالت القاضية آينات أفمان مولر -في حكمها- إن الحق في حرية العبادة اليهودية هناك (المسجد الأقصى) “ليس مطلقا ويجب أن تحل محله المصالح الأخرى، ومنها الحفاظ على النظام العام”، على حد قولها.