بخلاف “جوني ديب وآمبر هيرد”.. 5 أعمال وثائقية دارت أحداثها داخل المحاكم
بينما يتابع الجميع التفاصيل الشائكة والاتهامات المتبادلة خلال قضية جوني ديب وآمبر هيرد التي شغلت رواد منصات التواصل الاجتماعي، اشتعلت محاكمة أخرى لا تقل دراما عن الأولى خلال الأسبوع الماضي، عُرفت إعلاميا باسم “واجاثا كريستي”.
ويعود أصل هذه القضية إلى عام 2019 حين اتهمت كولين روني -زوجة لاعب الكرة المعتزل واين روني- ريبيكا فاردي -زوجة لاعب الكرة جيمي فاردي- بتسريب أخبارها الشخصية التي تتداولها عبر حساب خاص على إنستغرام وتسريبها إلى الصحافة الصفراء.
وهي القضية التي شغلت الرأي العام والإعلام في ذلك الوقت، وتكلّفت محاكمتها -التي لم تزد على 9 أيام- ما يقرب من مليوني جنيه إسترليني، في حين قرر القائمون على منصة نتفليكس تحويل أحداث القضية إلى فيلم وثائقي.
ولمّا كانت القصص القائمة على محاكمات وقضايا مثيرة لصُنّاع الأفلام والمشاهدين لما تتضمنه من مفاجآت وأحداث شيقة.. إليكم مجموعة من أشهر الأفلام والمسلسلات الوثائقية التي صوِّرت داخل أروقة المحاكم.
القتل الرحيم
في عام 1992، صدر فيلم “حارس الأخ” (Brother’s Keeper) الذي فاز بجائزة نقابة المخرجين الأميركيين لأفضل مخرج لفيلم وثائقي، بالإضافة لجائزة الجمهور بمهرجان صندانس.
جمعت أحداث العمل بين الجريمة والغموض، إذ استعرض الفيلم محاكمة “ديلبيرت وارد” بتهمة قتل شقيقه قتلا رحيما بعد تدهور صحته ومعاناته طويلا مع المرض.
وبين عدم وجود دليل مادي على ارتكابه الجريمة وشهادات السكان المحليين لمنطقتهم الريفية الذين دافعوا عن الأخوين البسيطين، ومحاولات الصحافة إظهار الأخوين كجاهلين فقيرين، ما قد يدفعهما لارتكاب مثل تلك الجريمة، وإكراه شرطة نيويورك ديلبيرت على توقيع اعتراف لا يعرف فحواه بسبب الأمية، تستمر المحاكمة على أمل الوصول إلى الحقيقة.
“السوشيال ميديا” تقتل
في يوليو/تموز 2014، توفي “كونراد روي” البالغ من العمر 18 عاما منتحرا في سيارته، قبل أن تكتشف الشرطة سلسلة من الرسائل النصية المزعجة من صديقته ميشيل كارتر التي بدت وكأنها تُشجعه على قتل نفسه، الأمر الذي أثار الصحافة والإعلام وأدى إلى تداول أسئلة مثيرة حول دور التكنولوجيا وتأثير منصات التواصل على الصحة العقلية.
هذه القصة تناولها صناع الفيلم الوثائقي “أنا أحبك، الآن أموت” (I Love You, Now Die: The Commonwealth v. Michelle Carter) الذي صدر في 2019 وسلط الضوء على القضية والمحاكمة التي تعرّضت لها ميشيل إثر اتهامها بالقتل غير العمد لروي، وكذلك الطبيعة المتغيرة لنظام العدالة في ظل وجود الإنترنت.
العدالة المزيفة
وإلى جانب الأفلام، صار بعض المنتجين يميلون إلى تقديم المسلسلات المحدودة كونها تستوعب تفاصيل وأحداثا أكثر وإن ظلت قصيرة الحلقات، خاصة في ظل انتشار منصات البث.
من ضمن المسلسلات الوثائقية التي تناولت محاكمات حقيقية وأنتجتها “نتفليكس” المسلسل الأميركي “المحاكمة 4” (Trial 4) الذي صدر في 2020، ومنحه الجمهور تقييما بلغ 7.4 وفقا لموقع “آي. إم. دي. بي” (IMDb) الفني.
أحداث المسلسل تتمحور حول “شون إليس” الذي قُبض عليه في عام 1993 وهو لايزال مراهقا ابن 19 عاما بتهمة قتل ضابط شرطة في بوسطن، وبالرغم من براءته فقد أدانه النظام، ومع ذلك لم يستسلم وظل يحاول إثبات براءته حتى بعد قضائه 22 عاما في السجن.
ونشهد في المسلسل وعلى مدار 8 حلقات النضال الطويل الذي خاضه شون ليس فقط من أجل حريته، وإنما كذلك لفضح العنصرية والفساد في نظام الشرطة ومنظومة العدالة ككل.
قضية غابرييل فرنانديز
“محاكمات غابرييل فرنانديز” (The Trials of Gabriel Fernandez) مسلسل وثائقي قصير آخر من الأعمال الأصلية لنتفليكس، صدر العمل في 2020، وهو دراما ثقيلة ربما تجدها بعض الأمهات غير مناسبة للمشاهدة.
فالعمل يوثّق التجربة المروعة التي تعرّض لها الطفل “غابرييل فرنانديز” البالغ من العمر 8 أعوام، والذي بسبب سوء المعاملة الشديدة التي كان يتعرَّض لها من قِبل والدته وصديقها لفترات طويلة، توفي.
وهو الحادث البشع الذي أثار جدلا عريضا في لوس أنجلوس، ومن ثمّ انتشرت مُطالبات بتحقيق العدالة وتطبيق أقصى عقوبة على المجرمين.
وقد تضمن العمل محاكمتين، الأولى ضد الأم وصديقها، وهما مَن كانا السبب المباشر بالوفاة، أما الثانية فضد الأخصائيين الاجتماعيين الذين تعاملوا باستخفاف واستهتار مع بلاغ سبق وقدمته مُعلمة الطفل مُعربة عن شكوكها حول إساءة معاملته.
قضية “مايكل بيترسون”
“السلالم” (The Staircase) مسلسل وثائقي صدر عام 2004 من 8 حلقات، وهو إنتاج فرنسي باللغة الإنجليزية، تناول بالتفصيل محاكمة “مايكل بيترسون” المُدان بقتل زوجته “كاثلين بيترسون”.
وقد سُمح وقتها لطاقم التصوير بالولوج إلى قاعة المحكمة والوصول إلى محامي الدفاع وعائلة المتهم. وفي عام 2012 عاد المخرج جان كزافييه دي ليستراد لتصوير فيلم بعنوان “الفرصة الأخيرة” (The Staircase II: The Last Chance) لتغطية تطورات القضية.
الأمر نفسه تكرر عام 2018 إذ صدرت 3 حلقات جديدة، قبل أن تُضم الحلقات والفيديوهات كافة مُكونة سلسلة تلفزيونية وثائقية واحدة.
جدير بالذكر أن القصة تحولت إلى مسلسل قصير بالاسم نفسه، بطولة كولين فيرث وتوني كوليت وصوفي تيرنر، أنتجته منصة “إتش. بي. أو” (HBO) وبدأ عرضه هذا الشهر.