رد البرازيليون بغضب على مقتل رجل أسود مريض عقليا ألقته الشرطة في صندوق سيارة للأمن ثم أطلقت غازا داخل السيارة أودى بحياته.

وقد تم القبض على جينيفالدو دي خيسوس سانتوس يوم الأربعاء الماضي لأنه كان يقود دراجة نارية دون ارتداء خوذة، لكن الاعتقال انتهى بمأساة نشرت بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أحد من كانوا في عين المكان.

وتقول صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية في تقرير لها عن الموضوع، إن مقطع اعتقال هذا الرجل ثم اختناقه انتشر انتشار النار في الهشيم.

ويبدأ الفيديو بعرض تفتيش عادي قام به 3 ضباط شرطة لرجل رفع قميصه وفرد ساقيه امتثالا لأوامر الشرطة، وينتمي الضباط الثلاثة إلى شرطة الطرق الفدرالية “بي آر إف” (PRF)، المسؤولة عن مكافحة المخالفات المرورية والتي كثيرا ما تمت الإشادة بها في عمليات الضبط المذهلة لشحنات المخدرات التي تنفذها.

 

ويوم الأربعاء 25 مايو/أيار الماضي ألقت الشرطة القبض على سانتوس، وهو رجل أسود بدين، على أساس أنه كان يقود دراجة نارية دون ارتداء خوذة.

وما هو ملفت في الأمر، حسب الصحيفة، أن هذا الحدث وقع في مدينة أومباوبا، التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة وهي في ولاية سيرغيبي شمالي شرقي البرازيل، حيث من الشائع عدم ارتداء خوذة على الدراجات النارية التي هي أكثر وسائل النقل استخدامًا في المنطقة.

ويظهر في المقطع إلى جانب سانتوس، ابن أخيه واليسون دي جيسوس الذي حاول الاقتراب من الشرطة، وبحسب شهادته، كان ينبههم إلى الاضطرابات النفسية التي يعاني منها عمه، الذي كان في هذه الرحلة بالذات يبحث عن العلاج الذي يتناوله منذ 20 عامًا لمرض انفصام الشخصية.

وفجأة تسارعت الأحداث وتحوّل تفتيش روتيني إلى حدث درامي، إذ انقض ضابطَا شرطة على هذا الرجل فطرحاه أرضا وقيّدا يديه برجليه بسرعة قبل أن يضعاه في صندوق سيارة الشرطة، في وقت قام فيه شرطي ثالث بفك عبوة غاز مدمع وإلقائها داخل ذلك الصندوق.

 

أما ما تلى ذلك فإن لوموند وصفته بأنه دقيقتان طويلتان لا يمكن للمرء متابعتهما قضاهما جينيفالدو سانتوس يصارع الموت قبل أن يسلم نفسه لبارئها اختناقًا.

ويسمع بوضوح، وفقا للصحيفة، المتفرجون حول السيارة وهم يحتجون ويقولون للشرطة “ستقتلون الرجل”، لكن ضباط الشرطة لم يحركوا ساكنا، ولم تفد فيهم صرخات سانتوس من الألم ولا انتفاض ساقيه بعنف.

ويرى الأستاذ في مؤسسة جيتوليو فارغاس وعضو منتدى الأمن العام البرازيلي رافائيل كاديباني أن “هؤلاء كان ينبغي اعتقالهم على الفور لأنهم أقاموا غرفة غاز في عام 2022 في منتصف الشارع”.

وأبرز أن سانتوس “لو كان أبيض اللون لكان قد تلقى تعاملا مغايرا”، مضيفا أن هذا الحدث إن دل على شيء فإنما يدل على أن “قوات الشرطة هذه ملوثة أيديولوجيًا بالبولسونارية”، في إشارة إلى نهج الرئيس البرازيلي الحالي جايير بولسونارو، الذي يتهم بأنه يميني متطرف.

المصدر : لوموند

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *