“حوار على ورق” اسم لمعرض فني يستعد الفنان القطري يوسف أحمد لتقديمه في مدينة طوكيو بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين دولة قطر واليابان.

ويقام المعرض في إطار الاحتفالات بمرور 50 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين قطر واليابان، التي كانت أيضا أول دولة شريكة في باكورة الأعوام الثقافية حين أُطلقت المبادرة قبل 10 سنوات.

 

ويتضمن معرض “حوار على ورق، إرث عام الثقافة قطر- اليابان” 28 قطعة من إنتاج الفنان يوسف أحمد والياباني هاياكي نيشيغاكي، إذ يجمع يوسف أحمد بين الفن والتاريخ وقضايا المجتمع معا من خلال إبداعاته.

يوسف أحمد وهاياكي نيشيغاكي يستعدان لتقديم أعمال مشتركة تعزز التعاون الثقافي بين قطر واليابان (الجزيرة)
يوسف أحمد وهاياكي نيشيغاكي يستعدان لتقديم أعمال مشتركة تعزز التعاون الثقافي بين قطر واليابان (الجزيرة)

لغة للحوار والتفاهم

ويشير يوسف أحمد -الذي يعد أحد رواد حركة الفن الحديث في قطر- إلى مكانة الفن التشكيلي باعتباره جسرا ثقافيا بين الأمم، نظرا لأهميته في نقل تاريخ الشعوب، ويسهم في توصيل وتعريف العالم بثقافة وعادات وتقاليد بلد إلى بلد آخر من خلال اللوحات التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني العميقة لتاريخ الأمم.

 

ويرى أحمد، في تصريح للجزيرة نت، أن الفن يعد لغة التحاور والتفاهم بين الثقافات المختلفة حول العالم، وبالتالي يتم من خلال هذا المعرض “حوار على ورق” والأعمال الفنية التي سيقدمها، مخاطبة الطرف الياباني من أجل تعزيز الحوار والصداقة والتعايش المشترك خاصة من خلال الورق وفن الخط، وهي بمثابة لغات يجيدها الجميع.

ويستعرض الفنان القطري الذي كان مولعا بالورق منذ طفولته المبكرة، أهمية الورق في الحضارات الإنسانية ودوره في تسجيل أحداث الأمم، ضاربا المثل بورق البردي وكيف لعب دورا في نقل تفاصيل دقيقة خاصة بالحضارة المصرية القديمة.

ويشير يوسف أحمد، الذي يطلق على نفسه “مجنون الورق”، إلى أنه سافر إلى اليابان وتايلند ونيبال والهند وغيرها، لأنه كان لديه الشغف الدائم لاستكشاف الأوراق المحلية المصنوعة يدويا، معتبرا أن قيمة الورق في الحضارة الإنسانية لا تقل عن اختراع الكتابة، وأشار أيضا إلى أن الورق بالنسبة لشعوب آسيا وخاصة لليابانيين من الأشياء المقدسة وفق تقاليدهم ومعتقداتهم.

ويضيف أن الورق لعب دورا رئيسيا في تاريخ البشرية، وتتصدر اليابان الريادة في تقديم تقنيات صناعة الورق للعالم، بالإضافة إلى فن الخط، لافتا إلى أن الخط يتجاوز مجرد كتابة الأحرف أو الكلمات، فـ”مفتاح الخط الحقيقي هو أن يكون عقلك وروحك حاضرين في العمل وأن تكتب بقلبك، وبهذه الطريقة نفذت أعمالنا الفنية. كان هدفي هو إبراز أوجه التشابه في الممارسات الثقافية لصناعة الورق والخط بين قطر واليابان”.

وفد ياباني يطلع على ورق سعف النخيل القطري في الاستديو الخاص بالفنان يوسف أحمد (الجزيرة)
وفد ياباني يطلع على ورق سعف النخيل القطري في المكان المخصص للفنان يوسف أحمد (الجزيرة)

سعف النخيل

ويكشف الفنان القطري سر ولعه بالورق، قائلا إنه منذ ما يربو على 4 عقود وهو مجنون بالورق، وكلما سافر إلى أي بلد، قرر شراء أوراق وعندها سأل نفسه لماذا لا يقوم بتصنيع الورق بنفسه؟ فوجد ضالته في سعف النخيل، إذ استطاع بعد تجارب عديدة تصنيع ورق “سعف نخل قطر” الذي أصبح عاملا مشتركا في كل أعماله الفنية.

 

ويشير إلى أنه على هامش الاستعداد لإقامة معرض “حوار على ورق” قرر التعاون مع الفنان الياباني هاياكي نيشيغاكي من خلال استضافته بالأستديو الخاص به لمدة 15 يوما، حاملا لديه عجينة الورق الياباني “الواشي” التي تم دمجها مع عجينة سعف النخل القطري لإنشاء نوع جديد من الورق، وتمت الاستعانة بها في تقديم أعمال مشتركة ليتحوّل الأمر إلى تلاق وتقارب ثقافي قطري ياباني من خلال الورق.

ويأمل يوسف أحمد أن تتم الاستفادة من ورق سعف النخيل القطري واستغلاله باعتباره من الأمور التي تعزز من القوة الناعمة لقطر نظرا لأنه من الأشياء الفريدة التي تتميز بها البلاد، متمنيا أن يتم استخدامه في توجيه الدعوات للمناسبات الرسمية، خاصة وأن قطر مقبلة على استضافة بطولة كأس العالم، وبالتالي يمكن تقديمه بشكل احترافي بحيث يعطي صورة ذهنية إيجابية بأننا نحسن استغلال إمكانياتنا.

وعن الأعمال التي يعتزم تقديمها بمعرض “حوار على ورق” المقرر إقامته في طوكيو في العاشر من يونيو/حزيران الجاري، يوضح يوسف أحمد أن أعماله ستركز على الجوانب المشتركة بين الثقافتين القطرية واليابانية، مستعينا بورق سعف النخيل القطري، والتأكيد على ضرورة الصداقة والسلام والتعايش والإشارة إلى الخط العربي والورق، لافتا إلى أن العنوان الأبرز للمعرض هو “الفن جسر للتواصل والتفاهم”.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *