أورد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية أن عمر الشخص له دور مهم في ارتكاب جرائم إطلاق النار في أميركا، بالإضافة إلى الشعور بالسخط لدى الشباب، وسهولة الوصول إلى الأسلحة، وتعزيز العنف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير أن الأنماط التي ظهرت حول إطلاق النار الجماعي في قواعد البيانات المتنامية، والتقارير المدرسية، والملاحظات الطبية، ونصوص المقابلات تُظهر التقاء مزعجا بين العوامل المذكورة.

 

ونقل عن جهات تشريعية قولها إنه من المحتمل أن ينخرط الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما في سلوكيات اندفاعية وعاطفية محفوفة بالمخاطر، وإن تقديم مكافآت فورية أو قصيرة الأجل، وتحديد السن القانونية لشراء الأسلحة النارية في سن 21 هو وسيلة معقولة لمعالجة مخاوف السلامة العامة.

القصة غير المروية

ونسب التقرير إلى جوناثان ميتزل أستاذ الطب النفسي وعلم الاجتماع بجامعة فاندربيلت الأميركية قوله إن العمر هو القصة غير المروية لكل هذه الأشياء، “أشعر بقوة أنه لا ينبغي أن يكون لدينا أشخاص من 18 إلى 21 مسلحين”.

وذكر أن الولايات المتحدة هي واحدة من دول العالم التي تشهد حوادث إطلاق نار جماعي بشكل منتظم، وأن الأبحاث العلمية أظهرت أن الهجمات تتم بأغلبية ساحقة من قبل رجال تتجمع أعمارهم بشكل مذهل حول سنتين.

وقال أيضا إذا كانت الهجمات على أماكن العمل ينفذها في الغالب رجال في منتصف العمر، فإن إطلاق النار في المدارس يقوم به من هم في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، مشيرا إلى أن الرجال في هاتين الفئتين العمريتين لديهم أيضا معدلات أعلى من الانتحار باستخدام الأسلحة النارية إلى حد كبير.

العنف الاسري
الهجمات على أماكن العمل ينفذها في الغالب رجال في منتصف العمر (غيتي)

وأشار التقرير إلى أن تحليلا نفذته واشنطن بوست لـ 196 عملية إطلاق نار جماعية قُتل فيها 4 أشخاص أو أكثر منذ عام 1966، يظهر أن ما يقرب من 98%، أو جميع الجناة باستثناء 5، كانوا من الرجال، وأن 40% من الجناة تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة وثلث آخر تتراوح أعمارهم بين 30 و45.

وفي ظل النظام القانوني للولايات المتحدة، يعد العمر جزءا مهما من كيفية كتابة القوانين وتحقيق العدالة. وتسمح معظم الولايات للأشخاص بالقيادة في سن 16 عاما، ويسمح القانون الفدرالي بالتصويت في سن 18 عاما والشرب في سن 21 عاما.

الأحلام والأوهام

وفي قصص مطلقي النار الصغار، يقول الخبراء أيضا إنه غالبا ما يكون هناك انفصال بين الحياة التي يعيشونها والحياة التي يعتقدون أنه ينبغي أن يعيشوها، لكن وبينما يعاني معظم الناس من خيبة الأمل هذه، يبدو أن هؤلاء الجناة قد مروا بسلسلة من التغييرات النفسية التي أدت إلى انفجار عنفهم.

ونقل التقرير عن أحد الخبراء أن القاسم المشترك الوحيد بين هؤلاء الجناة هي تخيلات “القوة والعظمة اللامحدودة” والرغبة الشديدة في الحصول على إعجاب الآخرين، وذكر آخر أن “الشعور بالرجولة الضائعة شائع لدى العديد من الجناة”. ويشير ثالث إلى أن الجناة يحاولون استعادة السيطرة من خلال حل “رجولي” بعد فترة طويلة من الإحباط.

وقال فرانك روبرتز مدير معهد منع العنف وعلم الجريمة التطبيقي في برلين إن الخيط المشترك الآخر بين الجناة هو اقتران “تدني احترام الذات، والقلق المفرط، ووجهات نظر كئيبة للحياة، والأهم من ذلك كله، ارتباط اجتماعي ضعيف للغاية بالآخرين”.

المصدر : واشنطن بوست

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *