طالبت الكاتبة الأميركية جينفر روبن في مقال لها بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington post) الجمهوريين داخل الولايات المتحدة باستيعاب خطورة الأسلحة المتطورة التي باتت تحصد أرواح الأميركيين وخاصة الأطفال منهم، والكف عن المراوغة والقول إن تلك الأسلحة “ذات استخدامات عادية”.

وقالت جينفر إن عرض صور الأطفال الذين سقطوا ضحايا في هجمات بتلك الأسلحة الهجومية الفتاكة قد يكون ضروريا لمنع تبرير فظاعة الجرائم التي تقع، أو التقليل من خطورتها، أو إنكارها نهائيا، وضربت مثلا على ذلك بصورة الطفلة الفيتنامية “فان ثي كيم فوك” التي ظهرت في صورة شهيرة وهي عارية وقد تعرضت قريتها للقصف بقنابل النابالم الأميركية، حيث ساهمت تلك الصورة في التأثير على الرأي العام.

National Rifle Association Holds Annual Meeting In Houston
طفل أميركي بيده بندقية “إيه آر-15” التي تصنف ضمن الأسلحة الهجومية الفتاكة (الفرنسية)

وروت جينفر روبن شهادة طبيب الأطفال روي غيريرو الذي قال للمشرعين إنه شاهد جثثا مشوهة لا يمكن التعرف عليها؛ لأطفال في مدرسة أوفالدي بتكساس، وأكد في شهادته أنه رأى طفلين وقد فصل رأسيهما، وتمزقت جثتيهما، وتم التعرف على هويتيهما من خلال الملابس الملطخة بالدماء.

كما نقلت شهادة أم أصيب ولدها في مجزرة بوفالو، وهو إن كان نجا من الموت، إلا أنه أصيب إصابات خطيرة في رقبته وظهره وساقه، وكل ذلك بسبب رصاصة متفجرة من السلاح الهجومي الفتاك “إيه آر-15” (AR-15).

 

وأكدت الكاتبة الأميركية أن الصور البشعة لجثث للأطفال ضحايا الهجمات المسلحة في الولايات المتحدة قد تجعل الجمهوريين يفكرون لأكثر من مرة قبل أن يدافعوا عن أسلحة فتاكة ويقارنوها ببنادق عادية.

وانتقدت جينفر الفكرة القائلة إن من حق كل مواطن أميركي الحصول على أي نوع من السلاح يريد، وقالت إن ذلك يتحدى الفطرة السليمة ولم يكن أبدا هو الأصل، مبرزة أن هذه القناعة تحول التعديل الثاني من الدستور الأميركي إلى فوضى لم يتخيلها أبدا من وضعوه.

National Rifle Association (NRA) annual convention in Houston
بندقية “إيه آر-15” شوهت أجساد أطفال خلال هجمات مسلحة بولايات أميركية (رويترز)

ونقلت عن الجنرال المتقاعد بول دي إيتون قوله في تغريدة على تويتر إن أسلحة مثل “إيه آر-15” هي أسلحة فتاكة ولها نفس الأدوار التي لأجلها يستخدمها الجيش الأميركي.

وانتقدت الكاتبة الأميركية الحجج التي يسوقها مؤيدو استخدام الأسلحة دون قيود، ومن بينها القول إن حظر الأسلحة الهجومية لن ينجح، ونقلت تأكيد باحث في جامعة نيويورك أنه خلال السنوات التي تلت دخول قرار حظر الأسلحة الهجومية حيز التنفيذ عام 1994 انخفض عدد الوفيات الناجمة عن إطلاق نار جماعي بشكل واضح، فيما ارتفعت الأرقام بشكل فوري وحاد خلال السنوات التي أعقبت انتهاء حظر تلك الأسلحة عام 2004.

حوادث عديدة

يذكر أن الولايات المتحدة شهدت خلال الأيام الأخيرة حوادث إطلاق نار كثيرة لقي العشرات حتفهم بسببها. فقد ذكرت الشرطة بداية يونيو/حزيران الجاري أن رجلا قتل امرأتين بالرصاص في ساحة انتظار تابعة لكنيسة في ولاية “أيوا” ثم انتحر.

 

كما قتل 6 أشخاص وأصيب أكثر من 20 بجروح في حادثي إطلاق نار في فيلادلفيا وتشاتانوغا بولاية تينيسي الأميركية في الخامس من يونيو/حزيران الجاري.

وفي حادث منفصل بولاية تينيسي أيضا، أعلنت الشرطة مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 10 جراء إطلاق نار أعقبه دهس سيارات للمارة خلال فرارها من المكان.

ووقع هذان الحادثان في أعقاب عدة حوادث إطلاق نار أسفرت إحداها عن مقتل 10 أشخاص في محل بقالة في بوفالو بنيويورك، فيما أودى آخر بحياة 21 شخصا في مدرسة ابتدائية في أوفالدي بتكساس. ولقي 4 حتفهم في مركز طبي في تلسا بولاية أوكلاهوما.

وأظهر استطلاع نُشر الأحد الماضي أن 62% من الأميركيين يؤيدون حظرا على مستوى البلاد للبنادق نصف الآلية، و81% يدعمون فرض تحقق أعلى من خلفية جميع مشتري الأسلحة.

وأسفرت حوادث إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة الأميركية عن مقتل 18 ألفا و574 شخصا حتى الآن في عام 2022، بما في ذلك 10 آلاف و300 حالة انتحار، وفقا لمنظمة “غان فايولنس آركايفز” التي ترصد عمليات إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.

المصدر : الواشنطن بوست + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *