بيروت- هل المنزل المرتب والنظيف والمنظم جدا لدرجة المثالية هو منزل كله سعادة وبهجة وحيوية وصفاء وهدوء، وبعيد عن الأخطاء والعيوب وخال من التوترات؟ أم أن صخب الأشخاص الذي يعيشون في المكان، وكيف يختارون أن يكون منزلهم مليئا بالحياة والفرح، بعيدا عن الهوس بالترتيب والنظافة والأناقة أكثر سعادة؟
الجزيرة نت التقت بعض السيدات اللاتي أبدين رأيهن، وكان لكل واحدة منهن وجهة نظر مختلفة تعبر عن تجاربهن الشخصية:
قلة الترتيب والسلام الداخلي
ماريا معاوية لا ترى حب النظافة صفة سيئة، غير أن المبالغة فيه تعده من المشكلات النفسية، وكذلك الأمر بخصوص الترتيب فهي ليست “مهووسة” بهذه الأمور المنزلية رغم كون منزلها حديثا وأنيقا، وتم اختيار الأثاث بعناية، لكن تعمه بعض الفوضى بسبب الأطفال، وهذا ليس أمرا معيبا -حسب قولها- فهي تجده أمرا طبيعيا وحتى صاخبا بوجود أولادها، ولا ترغب في التخلص من الفوضى المتراكمة، ولا تجد في نظرية التنظيم البالغ “الراحة النفسية للنساء”، وهي لا تجعل حياتها مرتبكة بسبب قلة الترتيب، وهي قادرة على النجاح وتشعر بالسلام الداخلي، كما قالت للجزيرة نت.
الترتيب والتنظيف للمرأة العاملة
أما الشابة نينال شاهين -التي تعمل في مجال إدارة الأعمال- فتؤكد ضرورة العيش ضمن بيئة مرتبة قادرة على السيطرة على الأمور لتنتج أكثر في عملها، كما أن الترتيب يدعمها نفسيا بعيدا عن الفوضى، وأنها قادرة على الاستمرار في العمل بحماس لأسبوع كامل جديد بانتعاش، مع الشعور بالثقة بالنفس.
وتضيف نينال شاهين أن عملية الترتيب وتنظيف البيت مهمة للمرأة العاملة، تجعلها أكثر سعادة ونشاطا وحيوية.
تغيير الديكور يحدث فرقا
وتهتم شيرين العجمي كثيرا بتغيير ديكور منزلها لكسر الروتين وتغيير النفسية، ولا تكترث كثيرا لمسألة التنظيم والترتيب المنزلي، فتغيير ديكور المنزل يضفي الراحة والطمأنينة وقادر إحداث الفرق في المزاج -حسب العجمي- لأن الترتيب العام لا يخلق هذا الجو الجديد أو يملأ الفراغ الذي يشعر به أصحاب المنزل.
وتشير شيرين العجمي إلى أن ديكور المنزل يصبح جزءا من النظام اليومي للفرد ومن أسلوب حياته، لذلك لا بد من التأثر بكل ما هو حوله، وهي تهتم شخصيا بتغيير ديكور المطبخ وتعده مكانها المفضل والأقرب لقلبها، وبمجرد تفكيرها في تجديده يشعرها بأنها في قمة السعادة والراحة النفسية.
وتنصح شيرين العجمي أيضا بالتخلص من الأشياء الزائدة القديمة التي تأخذ حيزا كبيرا يمكن استغلاله لشيء نافع وأكثر قيمة، وحتى يصبح المنظر أكثر جمالية من قبل.
المنزل انعكاس لقاطنيه
وتشرح المهندسة المعمارية لينا يافوري للجزيرة نت أنه عند تصميم المنزل أو تغيير أثاث المسكن لا بد أن يعكس ذوق وشخصية أصحاب هذا المنزل، ويجب دراسة كافة التفاصيل التي يرغبون فيها، سواء كان ذلك عبر اختيار الألوان أو المفروشات وحتى “الإكسسوارات”، ليشعروا بالراحة والعملية في المكان الخاص بهم؛ فالديكور الداخلي والشخصية مرتبطان جدا ببعضهما البعض، ويمكن القول إن المنزل انعكاس طبيعي لقاطنيه.
المنزل المنظم جدا لا يدل على سعادة أو كآبة
وتضيف يافوري أن المنزل المنظم والمرتب جدا لا يدل على سعادة الأشخاص أو كآبتهم، فهذه المعلومة خاطئة، فتجديد الديكور الداخلي يغير المزاج ويؤثر على الراحة النفسية، فأثاث المنزل وألوانه وبعض تفاصيله من “الإكسسوارات” واللوحات الفنية والحوائط كلها قادرة على تغيير ما نشعر به وإضفاء السعادة والبهجة على نفوسنا، لكن الترتيب الفائق أو الفوضى العارمة لا يدلان على النفسية الكئيبة أو السعيدة، فهنالك نساء يجدن الرضا والراحة بعد رؤيتهن المنزل نظيفا ومرتبا من دون فوضى، لكن هذا لا يدل على أنهن سعيدات، وهنالك سيدات لا يكترثن بالفوضى المتراكمة في كل الغرف ويشعرن بالسلام الداخلي والبهجة.
ولكن -بشكل عام- البيت النظيف والمرتب يعطي الشعور الإيجابي والنشاط ويبعد التوتر والقلق لدى المرأة في أغلب الأحيان. وحسب يافوري فإن مجرد رؤية المنزل نظيفا ومنظما يمكن أن تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر وإنجاز كافة المهمات بتركيز وسهولة أكثر.