“يا رومان..” ذلك النداء الذي اعتاد “الكينغ” محمد منير على أن ينادي به صديقه، الذي شاطره الموسيقى والحياة، في بداية كل أغنية كان يعزفها الموسيقي والموزع الألماني رومان بونكا.

ارتبط اسم رومان بونكا بأغنيات محمد منير منذ ثمانينيات القرن الماضي. وعُرف ارتباط رومان بونكا بمحمد منير في منتصف التسعينيات عند تقديمهما معا نوعا مختلفا عن الموسيقى السائدة، رغم أن التسعينيات كانت حافلة بنجوم الغناء، مثل إيهاب توفيق ومحمد فؤاد ومحمد الحلو وفارس وحكيم، بالإضافة إلى النجوم الذين اختاروا دربا فنيا مختلفا، مثل حنان ماضي وعايدة الأيوبي وأنوشكا، وبالطبع محمد منير الذي كانت أغنياته متميزة بكلماتها وألحانها، خاصة التي كانت بتوزيع وألحان يحيى خليل وفتحي سلامة ورومان بونكا.

 

وداع الأخ والصديق

توفي، أمس الأحد، رومان بونكا صديق محمد منير ورفيق رحلته عن عمر يناهز 71 عاما.

ونعاه منير -على صفحته الشخصية- بكلمات تظهر تلك المحبة العميقة التي يعرفها الجميع قائلا “لقد فقدت اليوم أخي وصديق عمري الموسيقار رومان بونكا، الذي كان بمثابة عمودي الفقري والقاسم المشترك في حياتي الشخصية والعملية. لقد صنعنا تاريخنا معا من الموسيقى الجميلة التي أثرت في كل الأجيال. سأفتقدك، وإلى روحك الطاهرة الرحمة، يا عزيزي رومان. إنا لله وإنا إليه راجعون. أعزي اليوم كل جمهوري وجمهور رومان بونكا”.

بدأت علاقة بونكا بمصر منذ أكثر من 30 عاما، وكانت في البداية بسبب سماعه عزف رياض السنباطي على العود عن طريق الصدفة، وعندما نقب حوله عرف أنه موسيقي مصري، وهنا قرر زيارة مصر، وتعلم العزف على العود.

علاقة رومان بونكا ومحمد منير توطدت منذ نحو 30 عاما، صنعا خلالها تاريخا موسيقيا فريدا (مواقع إلكترونية)

توطدت علاقته بمنير منذ مجيئه إلى مصر عندما استمع إلى موسيقاه، وحضر حفلاته، وتحدث إلى فتحي سلامة الذي كان يعمل مع منير وقتها.

اكتشف بونكا في منير التداخلات الموسيقية المختلفة بين الراب والروك والموسيقى النوبية التي تعد على صلة وثيقة بالموسيقى الحديثة، مثل موسيقى بوب مارلي ومايكل جاكسون، لذلك كان التواصل بين منير وبونكا سريعا وقويا وإبداعيا وأنتج أغنيات لا تنسى مثل ألبوم “الأرض والسلام”، وأغنية “أنا قلبي صفصافة”، و”ايكانالي”، و”رزقنا”، والأغنية الأكثر شهرة “مدد يا رسول الله”.

لم يتعاون بونكا مع منير فقط، وإن كان هو التعاون الأشهر، لكنه تعاون مع الموسيقار عبده داغر ومع حمزة علاء الدين، كما أخرج فيلم “العود” الذي شارك فيه منير وحمزة علاء الدين ورومان نفسه.

مكان في مصر

استقر بونكا في مصر بداية من عام 1982، ووجد لنفسه مكانا في الوقت الذي كان يعد مرحلة تحول بين ذهاب الموسيقيين والمطربين الكبار أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب، وبداية ظهور مطربين محبين للتجريب والبحث عن الموسيقى الجديدة مثل حميد الشاعري وتوزيعاته الموسيقية الحديثة، وفتحي سلامة ويحيى خليل، لذلك كان المناخ الموسيقي مناسبا لاستقبال بونكا وتقبله، ومن هنا بدأت رحلته التي استمرت منذ ذلك الوقت مع محمد منير.

بدايات رومان بونكا الموسيقية

كانت بداية بونكا الموسيقية مع عائلته، وتأثر في بداياته بأشهر عازفي الغيتار الكهربائي، مثل تيري ريبدال، وجون ماكلولين، وغيرهم من عازفي الغيتار الكبار في أوائل السبعينيات.

وكان يتابع الفرق الموسيقية الألمانية وعزف في البداية مع فرقة “إمبرويو” (Embroyo) التي تعد من أشهر فرق السبعينيات في موسيقى الـ”كراوت روك” التي ظهرت في ألمانيا بين نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وقد نزع موسيقيوها إلى التجريب والبحث عن موسيقى جديدة بعيدة عن الموسيقى الأميركية.

وقد تميز هذا النوع من الموسيقى باستخدام الآلات الإلكترونية، مثل الغيتار الكهربائي والدرامز، لكنه اختار دراسة العود والعزف عليه، ولم يتوقف عن التعلم والبحث عن موسيقى جديدة حتى أيامه الأخيرة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *