تعمل الروبوتات على تطهير مسارات الألغام المحتملة خلف الخطوط الأمامية في حرب روسيا على أوكرانيا. وتعد إزالة الألغام أمرًا خطيرًا للغاية، لذا فإن توظيف الروبوتات في المهمة يساعد في حل العديد من المشكلات بضربة واحدة.

يعد هذا النوع من النشاط أمرًا بالغ الأهمية لفتح ممر آمن للأشخاص والمركبات، ويبدو أنه يقتصر على الأماكن التي تعتقد روسيا أنها يمكن أن تعمل فيها بشكل آمن.

 

وللقيام بذلك، قام الروس بنشر “أوران-6” (Uran-6) -وهو روبوت موجّه عن بعدٍ استخدمه الروس في سوريا- لإزالة القنابل المزروعة على جانبي الطريق.

وفي مقطع فيديو نشرته صحيفة “إزفيستا” (Izvestia) الروسية، يمكن رؤية أوران-6 وهو يسير على طريق ترابي يقال إنه مكان خارج ماريوبول في أوكرانيا.

ويأتي هذا الروبوت مزودا بأسطوانة كبيرة ذات سلسلة مدببة أمامه تنفجر أثناء مروره فوق الألغام الأرضية، مما يؤدي إلى تدمير اللغم.

وماريوبول، المدينة الأوكرانية التي اشتهرت بالأحداث الأخيرة، كانت مسرحًا لحرب مميتة منذ ما يقرب من شهرين.

في 17 مايو/أيار الماضي، استسلمت آخر الوحدات الأوكرانية في المدينة إلى روسيا، وتظهر المزيد من اللقطات المنشورة روبوتات “أوران-6” وهي تطهر المناطق المحصنة لشاطئ آزوف في ماريوبول.

وقال صامويل بينديت، المحلل في مركز التحليل البحري والزميل الأول المساعد في مركز الأمن الأميركي، “تعرض وسائل الإعلام الحكومية الروسية أعمال أوران-6 لإثبات أن جيش البلاد يستخدم معدات حديثة ومتطورة”.

Ukrainian Army Tanks And Infantry Train Near Southern Front
آخر الوحدات الأوكرانية في مدينة ماريوبول استسلمت لروسيا يوم 17 مايو/أيار  الماضي (غيتي)

لكن هناك سلبية في الروبوت، إذ لا يزيل “أوران-6” الروسي المخاطر تمامًا من عمليات إزالة الألغام، وهذا يكشف عن محدودية التكنولوجيا المستخدمة في الروبوت.

ويشرح بينديت عاملا آخر لمحدودية الروبوت بقوله “نرى استخداما محدودًا لأوران-6 نظرًا لأن المشغل يجب أن يكون قريبا نسبيا من الروبوت لا يزيد عن عدة مئات من الأقدام، ولذا يتم استخدام أوران-6 عندما تقوم القوات الروسية أو المتحالفة مع روسيا بتأمين المنطقة والتأكد من أنه لا يوجد هناك خطر من الهجمات الأوكرانية”.

ويمكن أن توفر إزالة الألغام بواسطة الروبوت بعض السلامة الأولية على الطرق، مما يسمح للقوات بالتحرك عبرها بأقل قدر من المخاطر.

ومع ذلك، غالبًا ما تتجاهل عمليات المسح الأولية الأجهزة المخفية جيدًا أو الموضوعة بشكل غير ملائم، وقد يستغرق تطهير منطقة من المتفجرات بعد الحرب سنوات، إن لم يكن عقودا.

وقال بينديت “مع استمرار القوات الروسية في تقدمها البطيء عبر الأراضي الأوكرانية، من المحتمل أن تعرض وزارة الدفاع الروسية استخدامات إضافية لأوران-6 في مقاطع الفيديو الترويجية الخاصة بها”.

وأضاف: في الوقت نفسه، هناك الكثير من الأدلة على أن الجزء الأكبر من إزالة الألغام يتم في الواقع بواسطة خبراء المتفجرات، الذين يتعين عليهم التعرف على الألغام بطريقة “المدرسة القديمة” وذلك سيرًا على الأقدام، وتدمير الألغام والذخائر والذخائر غير المنفجرة الأخرى.

وتعد إزالة الألغام مهمة تتطلب عمالة مكثفة وتستغرق وقتا طويلاً، وحتى عندما يتم المسح بواسطة روبوتات مثل أوران-6، لا يزال الإنسان هو من يوجّه الروبوت.

وفي حين أن هذا عمل روتيني ضروري لإعداد عمليات آمنة، إلا أن المناطق غير المطهرة قد تعرقل تدفق الذخيرة والإمدادات الأخرى للجنود بعد التقدم.

وتتقلص المناطق التي يمكن تشغيل أوران-6 فيها بأمان مع استخدام طرفي الحرب في أوكرانيا للمدفعية، بسبب قرب المشغل البشري من روبوت إزالة الألغام.

وقد يكون الجنود مستعدين للمخاطرة بإنسان آلي في مواجهة المدفعية أو الصواريخ القادمة، لكن من غير المرجح أن يعرض مشغلو النظام المؤهلون أنفسهم لأي خطر أكبر مما هم عليه بالفعل.

وعلى الرغم من حديث وزارة الدفاع الروسية عن استخدام عدد متزايد من الأنظمة الروبوتية لحماية أرواح البشر، وجعل المهمات أكثر فاعلية، وهو هدفها الرئيسي في الاستقلال الذاتي العسكري والذكاء الاصطناعي، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *