أسبوع واحد تقريبا يفصلنا عن نهاية مسلسل “البيت بيتي” وهو الخبر الذي أحزن الجمهور المُلتف حول العمل، خاصة أنه من النادر وجود أعمال درامية تجمع بين الكوميديا والرعب سواء في مصر أو الوطن العربي، لكن ذلك لم يمنع رواد منصات التواصل من التنافس على تخمين السر وراء القصر المهجور.

 

أن تضحك رعبا

“البيت بيتي” مسلسل عربي قصير، وهو أحد الأعمال الأصلية لمنصة “شاهد”، بدأ عرضه قبل 3 أسابيع فقط. وبالرغم من أن أبطاله ليس لهم باع بعالم البطولة المطلقة، وحمل ثِقل عمل كامل دون وجود نجوم آخرين، ولو على سبيل المساندة، فإنهم كانوا اختيارا مُوفّقا من المخرج، ونجحوا في جذب المشاهدين على اختلاف اهتماماتهم.

ينتمي العمل لفئتين على طرفي نقيض، إذ لم نشهدهما مجتمعين سويا في الدراما التلفزيونية من قبل وإن سبق وقدمهم إسماعيل ياسين بفيلم “حرام عليك” وفيلم “إسماعيل يس في بيت الأشباح” بالخمسينيات من القرن الماضي.

لذا يُحسب لصناع العمل الميزان الدقيق الذي حسبوا به الأمر، فجاءت الدراما متوازنة والكوميديا تلقائية وكثيفة دون أن يؤثر ذلك على حيز الرعب أو نوعه فيبدو مبتذلا أو سطحيا أكثر منه مُضحكا ومُبررا.

 

يحكي المسلسل عن “كراكيري” سائق التاكسي الذي يعيش مع عائلته الصغيرة، حيث زوجته التي تحدّت أهلها لأجله قبل أن يُحبطها ولا يُحقق طموحاتها المادية. و”بينو” الشاب الثري الطائش واللامبالي بأي شيء سوى السفر والاستمتاع برفقة أصدقاء حوله اعتبروه ماكينة صرف.

يموت والد “بينو”، فيكتشف الأخير أن نصيبه من الميراث قصر لا يعرف عنه شيئا، وحين يذهب للعيش فيه يتقاطع طريقه بالصدفة مع “كراكيري”، ومن ثمّ يبدآن البحث عن السر وراء ذلك القصر المسكون وحكاياته المُريبة، وهو ما يُقدّم خلال إطار من المواقف الطريفة والمتلاحقة.

الكتابة الذكية هي الحل

بخلاف الكاريزما الطاغية التي يمتلكها الممثل كريم محمود عبد العزيز -أحد بطلي المسلسل الرئيسيين- والكيمياء الجارفة التي جمعته مع مصطفي خاطر -البطل الثاني- تظل الكتابة والسرد هما حجر الأساس المركزي التي قام عليه المسلسل ككل.

 

وجاءت الكتابة ذكية وغير معقدة، وتعتمد على كوميديا الموقف والرعب الناتج عن القلق والتوتر لا المعتمد على المؤثرات البصرية التي ما زال صناع الفن في الوطن العربي غير متميزين بها. كذلك اتسم السرد بالإثارة والتصاعد الدرامي دون ملل أو أي حشو للأحداث، وهو إحدى إيجابيات المسلسلات العربية القصيرة التي لا تحتاج إلى المط والتطويل من أجل إكمال الـ30 حلقة.

 

 

مسلسل “البيت بيتي” عمل ذو خلطة سحرية ونجاح جماهيري بَيِّن، لم يحظ به الكثير من الأعمال الكوميدية الأخرى التي اعتمدت على أسماء أكثر ثقلا أو أُتيحت لها الفرصة للعرض خلال شهر رمضان، من بينها مسلسل “عودة الأب الضال” لبيومي فؤاد (رمضان 2022)، ومسلسل “نجيب زاهي زركش” للنجم يحيى الفخراني (رمضان 2021)، ومسلسل “سكر زيادة” لنبيلة عبيد ونادية الجندي، ومسلسل “رجالة البيت” لأحمد فهمي وأكرم حسني، ومسلسل “عمر ودياب” مصطفى خاطر وعلي ربيع (رمضان 2020).

وانعكس هذا النجاح تقييمات إيجابية وعبارات استحسان انهالت على العمل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتضاعفت التغريدات وزاد اهتمام المشاهدين مع احتواء الحبكة على سر، فالجميع يرغبون بمعرفة الرابط الخفي الذي كان السبب وراء التقاء البطلين وما يربطهما بقصة القصر القديمة.

من ضمن توقعات الجمهور التي حازت على تأييدات عديدة، أن يكون “كراكيري/ كريم محمود عبد العزيز” هو وريث القصر الأصلي وابن العم لـ”بينو/مصطفى خاطر”، أو ابن الخادمة التي تزوجها سرا.

هل يُجَدّد “البيت بيتي” لموسم ثان؟

“البيت بيتي” مسلسل كوميدي في إطار من الرعب والغموض، من 10 حلقات فقط، وإن كنا لا نعرف إذا ما كان صُنّاعه سيقررون استغلال شعبيته ويقدمون منه موسما ثانيا قريبا أم لا؟

العمل تأليف أحمد عبد الوهاب وكريم سامي وإخراج خالد مرعي، أما البطولة فقام بها كل من كريم محمود عبد العزيز، ومصطفى خاطر، ومحمد محمود عبد العزيز، وميرنا جميل، ومحمود حافظ، ومحمد أوتاكا، ومي القاضي، بالإضافة إلى بعض ضيوف الشرف مثل علا رامي وسامي مغاوري وصبري عبد المنعم وسليمان عيد.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *