في ظل تراجع قيمة الأسهم في السوق هذا العام، ووسط مخاوف من أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي الأميركي ستغرق الاقتصاد في ركود؛ تنصح كبرى الشركات في بورصة “وول ستريت” المستثمرين بالالتزام بالأسهم التي كان أداؤها جيدًا تاريخيًّا خلال فترات الركود الماضية، مثل الشركات الاستهلاكية وشركات الرعاية الصحية.

وفي تقريره -الذي نشرته مجلة “فوربس” (forbes) الأميركية- قال الكاتب سيرغي كليبنيكوف إن الخبراء يحذرون بشكل متزايد من أن الركود يبدو “حتميًّا”، إذ يندفع الاحتياطي الفدرالي لمكافحة ارتفاع التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ 28 عامًا، مع الإعلان عن زيادة بمقدار 75 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

ويبين الكاتب أن الشركات الكبرى في “وول ستريت” تنصح العملاء حاليًا بالتغلب على الانكماش عن طريق شراء أسهم دفاعية بهوامش ثابتة وتدفق نقدي ثابت وأرباح قوية، لا سيما في قطاعات مثل المرافق والمواد الغذائية الاستهلاكية، مشيرًا إلى أن التاريخ يُظهر أن قيمة أسهم المستهلكين والرعاية الصحية ارتفعت في فترات الركود السابقة، في حين كانت بقية أسهم السوق تكافح. فعادة تكون أشد حالات الانحدار في السوق بين “المجموعات الأكثر حساسية من الناحية الاقتصادية”، مثل شركات الطيران ومُصنِّعِي السيارات والفنادق والكازينوهات، على حد تعبير سام ستوفال كبير إستراتيجيي الاستثمار في أبحاث “سي إف آر إيه”.

ويلفت الكاتب إلى أنه في ما يتعلق بصناعات فرعية محددة، كانت أسهم التجزئة لتحسين المنازل -مثل “هوم ديبوت”- هي الأفضل أداءً، في حين أن الشركات الأخرى التي حققت أداءً جيدًا تشمل شركات الأحذية مثل “نايك” وشركات تكنولوجيا المعلومات مثل “أكسنتشر” ومصانع الجعة، كما حققت العديد من الشركات البارزة متوسط ​​عوائد إيجابية خلال فترات الركود الثلاث الماضية، بما في ذلك شركات مثل “ماكدونالدز” و”وول مارت” و”جينيرال ميلز”.

وحسب الكاتب، فقد قال المحللون في شركة “ولز فارجو” -في تقرير حديث- إن المستثمرين يجب أن “يفضلوا التخصيص الكامل لحجم السوق” لأسهم السلع الاستهلاكية والمرافق بفضل مرونتها التقليدية في ظل تباطؤ الاقتصاد، وتتوقع الشركة على وجه التحديد أن تستفيد المواد الغذائية الأساسية وتجار التجزئة مثل كوكا كولا و”جينيرال ميلز” و”كرافت هاينز” من المستثمر الذي يزداد وعيًا بالقيمة، كما يفضل الخبراء أسهم الطاقة التي قدمت أفضل أداء في السوق هذا العام بفضل الارتفاع الحاد في أسعار النفط منذ الحرب الروسية على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي. وفي ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل أكبر في الأسابيع الأخيرة، يمكن لشركات مثل “شيفرون” و”أوكسيدنتال بتروليوم” أن تشهد ارتفاعًا في الأسهم.

ما الذي يجب مراقبته

وذكر الكاتب -نقلًا عن براد مكميلان، كبير مسؤولي الاستثمار في شبكة “كومنولث المالية”- أنه “في الوقت الذي ينبغي فيه أن تستمر أسعار الفائدة المرتفعة في توفير فرصة للأسهم ذات القيمة، التي تفوقت في الأداء هذا العام، تدعم البيانات أيضًا النظرة الإيجابية لأسهم النمو”. وفي خضم الاضطرابات الأخيرة التي يشهدها السوق، أصبحت بعض قطاعات النمو مثل التكنولوجيا وتقدير المستهلك “أكثر جاذبية”.

المصدر : فوربس

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *