“النقل” نشاط بشري ينتج أكبر قدر من ثاني أكسيد الكربون، ورغم أن السيارة بدأت في التحول الكهربائي، لكن الطائرات لا تزال تعتمد على الكيروسين. ومازال الابتكار يتقدم، سواء في الوقود أو المحركات حيث ظهرت أول طائرة تتسع لـ 5 إلى 20 مقعدًا بمحرك كهربائي أو هجين، تم تصميمها من قبل شركات ناشئة مثل “آمبر” (Ampère) أو “فولت آيرو” (VoltAero).

ونشرت مجلة “لونوفيل أوبسرفاتور” (nouvelobs) الفرنسية مقالًا للكاتب كلود سولا، تحدث فيه عن الخطوة التالية وهي التحول إلى طائرات الهيدروجين -كما تفعل شركة “يونيفرسال هيدروجين” (Universal Hydrogen) أو “زيروآفيا” (ZeroAvia)- والتي تختبر نموذجا يتسع لـ 50 إلى 70 مقعدا، وستكون جاهزة قبل عام 2030، كما تتقدم الأبحاث أيضا بشأن أنواع الوقود النظيف الجديدة التي ستسمح للطائرات الحالية بالتحليق مع انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون.

 

وذكر الكاتب أن شركة “سينهيليون” (Synhelion) السويسرية تبحث عن تصنيع وقود من الهواء والطاقة الشمسية، ولذلك يتجه العالم نحو الطيران الدولي الذي سيستخدم المحركات الحالية التي تعمل بوقود صديق للبيئة، ونحو الطيران الإقليمي الذي سيكون نظيفا، مما سيعيد تنشيط النقل الجوي قصير المدى.

رسم توضيحي ثلاثي الأبعاد يوضح مفهوم التاكسي الطائر بدون طيار إحدى تقنيات المستقبل للنقل (شترستوك)

حلم تقليل التلوث

وأكد الكاتب أن التطور الذي يجب أن يظهر بأسرع ما يمكن هو مشاركة الطائرات الصغيرة أو المروحيات، وبالتالي تقليل التلوث لكل راكب. ففي فرنسا، تعمل شركة “ريس” على تطوير طراز من نوع أوبر لطائرات رجال الأعمال ذات 4 أو 5 مقاعد، وبالتالي سيكون من الممكن شراء مقعد واحد، ولم يعد بالإمكان استئجار الطائرة بأكملها.

ويفكر البعض في نماذج لطائرة خاصة صغيرة تحمل راكبا واحدا، وقد استحوذت شركة “بلايد” (Blade) الأميركية على 3 مشغلات طائرات هليكوبتر، مما يتيح لها الوصول إلى مهابط لمثل هذه الطائرات المروحية، وبالتالي ستنخفض تكاليف رحلاتها وستنخفض تكاليف تشغيلها بشكل حاد.

هل تصبح سيارات الأجرة الطائرة حقيقة واقعة؟

وأشار الكاتب إلى أن العديد من مشاريع التاكسي الطائر الكهربائية ذات الإقلاع العمودي جاهزة للعمل، مثل مشروعات “جوبي أفياسيون” (Joby Aviation) أو “ويسك” (Wisk) أو “ليليوم” (Lilium) أو “فولوكوبتار” (Volocopter).

وهذه المشاريع تعمل في الوقت الحالي من خلال بطاريات كهربائية لديها استقلالية مخفضة تتراوح بين 15 و20 دقيقة من الرحلة مما يحد من فائدتها. ولكن مع الهيدروجين، ستتم مضاعفة نصف قطر مجال عملها 3 أضعاف، كما توجد المزيد من المشاريع المدهشة، مثل مشروع “كابسايرو” وهي كبسولة طيران مستقلة، تحملها 4 مراوح حيث يظل الراكب فيها واقفا.

وبحسب الكاتب، فستعيد هذه المشاريع تصميم المدن حيث ستعمل هذه السيارات الطائرة على تقليل حركة المرور وأماكن وقوف السيارات، إضافة إلى إمكانية إعادة تصميم الشوارع، وإعطاء مساحة أكبر للدرّاجات والمشاة، ويمكن توقع أن هذا هو مستقبل التنقل.

أحد نماذج سيارات الأجرة الطائرة (شترستوك)

كيف تبدو مركبات المستقبل؟

بعد شركة “جوبي” التي تنوي بدء أنشطتها عام 2024، تراهن شركة “تويوتا” الرائدة في مجال سيارات الهيدروجين على أن السيارة الطائرة ستكون واسعة مثل سيارة اليوم، كما تسير “هيونداي” الكورية على نفس المسار لكنها المبتكر الوحيد بين صانعي السيارات.

وتنتظر شركتا “بوينغ” و”إيرباص” توضيح مشكلات السلامة والاعتماد قبل الانتقال إلى سيارات الأجرة الطائرة.

وتحدث الكاتب أيضًا عن عودة الطائرات الأسرع من الصوت حيث ذكر أن الجيش الأميركي يمول العديد من المشاريع المبتدئة بهذا السوق، لأن هذه الطائرات يمكن أن يكون لها أيضا تطبيقات عسكرية، لكن ذلك يظل تحديا.

والشركة الأكثر تقدما هي “بوم” (Boom) التي ستطير طائرتها ذات المقعدين في غضون عام، وقد استثمرت بالفعل أكثر من 600 مليون دولار بالمشروع لكنها ستحتاج من 10 إلى 20 مليارا إضافية للوصول إلى النهاية، ولكن سوف يستغرق الأمر 10 سنوات من العمل حتى لو وُجد هذا التمويل.

وتعمل “ديستينوس” (Destinus) على طائرة شحن تفوق سرعة الصوت، تطير على ارتفاع 60 كيلومترًا وتربط طرفي الأرض في أقل من ساعتين، باستخدام محركات الهيدروجين. وقد نجحت هذه الشركة السويسرية التي جمعت 29 مليون دولار في فبراير/شباط، لتوها، في اختبار طيران لنموذج من طائراتها يزيد طوله على 10 أمتار.

المصدر : لونوفيل أوبسرفاتور

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *