أشباح الحرب العالمية الأولى: حصار كالينينغراد وتوقعات بتصعيد دراماتيكي في الحرب الروسية الأوكرانية
انصب اهتمام وسائل الإعلام الغربية خلال الأيام القليلة الماضية على الحصار الذي تفرضه دولة ليتوانيا على الجيب الروسي كالينينغراد، وتوقع العديد منها تصعيدا في الصراع بين روسيا وحلفاء أوكرانيا.
وحذر كبير مستشاري المجلس الأطلسي الباحث هارلان أولمان -في مقال له بموقع “ذي هيل” (The Hill) الأميركي- من أنه تلوح في الأفق -بالنظر إلى النقاط الساخنة الحالية- أشباح يوم 28 يونيو/حزيران 1914 الذي اغتيل فيه أرشيدوق النمسا فرانز فرديناند وزوجته في سراييفو؛ التي شكلت الشرارة الأولى للحرب العالمية الأولى في العام نفسه.
وقال تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية إن هذا الحصار على المنطقة الروسية المعزولة عن بلادها وتقع بين ليتوانيا وبولندا على طول ساحل البلطيق ربما يتسبب في تصعيد دراماتيكي في حرب أوكرانيا.
مسلحة بصواريخ نووية
وأوضحت نيوزويك في تقرير لها أن كالينينغراد تقع بين دولتين في حلف الناتو، ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وهي مسلحة بصواريخ ذات قدرة نووية.
وأضافت أنه بالإمكان أن يتحول العزل إلى نقطة اشتعال جديدة للحرب في أوكرانيا، إذ حذر الكرملين ليتوانيا من “عواقب وخيمة” لتطبيقها عقوبات الاتحاد الأوروبي على بعض المنتجات، بما في ذلك الفحم والحديد والنفط والصلب الروسي. ومع ذلك، تعهدت ليتوانيا بالتمسك بالحصار، الذي يعد جزءا من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على حرب روسيا في أوكرانيا.
وكانت روسيا هددت بولندا ودول البلطيق مرارا وتكرارا بعمل عسكري منذ “غزو” أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي. واتهم المسؤولون الإستونيون روسيا بإجراء محاكاة هجوم صاروخي ضد بلادهم وانتهاك مجالها الجوي بطائرة مروحية في 18 يونيو/حزيران الجاري، وهي المرة الأولى التي تقتحم فيها مروحية روسية المجال الجوي الإستوني.
المادة الخامسة من ميثاق الناتو
وبصفتها أعضاء في الناتو، تتمتع بولندا ودول البلطيق بالضمانة الأمنية المنصوص عليها في المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، التي تنص على أن أي هجوم ضد أحد أعضاء الحلف يُعد هجوما على جميع الأعضاء، مما يعني أن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة -ذات القوة العسكرية الأكبر- ستكون ملزمة بالدفاع عن بولندا وليتوانيا وغيرهما من دول البلطيق والانضمام إلى الحرب.
وقال المركز الوطني للأمن السيبراني في ليتوانيا -في بيان أصدرته وزارة الدفاع أمس الاثنين- إن المؤسسات الحكومية والخاصة الليتوانية تعرضت لهجوم إلكتروني. وذكرت رويترز أن مجموعة القراصنة الروسية “كيلنت” أعلنت مسؤوليتها عن الاختراق ردا على قيام دول البلطيق بإيقاف نقل البضائع الروسية إلى كالينينغراد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى السبت الماضي نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي قال إن الحصار الذي تفرضه ليتوانيا على عبور بعض البضائع الروسية “أشبه بإعلان الحرب”. وأخبر بوتين لوكاشينكو أنه سيزود بيلاروسيا بأنظمة صواريخ “إسكندر-إم”، القادرة على حمل رؤوس حربية نووية ولها مدى تشغيلي يصل إلى 500 كيلومتر.