“لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم” يحتفي بالباحثة الأردنية نوف محمود
رغم وجود فجوة كبيرة بين النساء والرجال في مجال العلوم -وفق ما أكدته دراسة حديثة نشرت بدورية “نيتشر” (Nature) العريقة في 22 يونيو/حزيران الماضي- فإن برنامج “لوريال- اليونسكو من أجل المرأة في العلم” ينصف المرأة، ويساهم بجدية في ردم هذه الفجوة بين الجنسين.
وفي 23 يونيو/حزيران الماضي، وتحت شعار “العالم بحاجة إلى العلم، والعلم يحتاج إلى النساء” احتفى البرنامج بالباحثات الشابات الواعدات من كل أنحاء العالم بمقر اليونسكو في باريس، وجمع الفائزات من الدورات الثلاث الماضية، واحتفل بـ 45 عالمة بارزة من 37 دولة لإنجازاتهن العلمية البارزة، لمواجهة التحدي المتمثل في دعم المرأة في مجال العلوم.
وتم اختيار الباحثة العربية الدكتورة نوف محمود الأستاذة المشاركة في “الصيدلانيات وتكنولوجيا الصيدلة” بجامعة الزيتونة الأردنية، والأستاذة المشاركة الزائرة في جامعة قطر حاليا لتمثيل المواهب العربية الصاعدة.
موهبة دولية عربية صاعدة
تقول الدكتورة نوف محمود للجزيرة نت “لا يمكنني أن أكون أكثر فخرا من تمثيل الدول العربية بين المواهب الدولية الصاعدة، لقد كان من دواعي الشرف والسرور أن ألتقي جميع العالمات المتميزات من جميع أنحاء العالم، وأن نكون قادرين على مشاركة قصصنا وخبراتنا في هذا المجال الديناميكي”.
والدكتورة نوف محمود حاصلة على درجة الدكتوراه في علوم الصيدلة من الجامعة الأردنية، وقامت بأبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية ميشيغان الأميركية بدعم من برنامج “فولبرايت” (Fulbright) الأميركي.
تقول الدكتورة نوف “لدي خبرة عملية تزيد على 10 أعوام في الصناعة الدوائية، والبحث والتطوير، والتعاون الدولي، والتدريس والإشراف والتوجيه، بالإضافة إلى الجودة في التعليم العالي، وأدرس حاليا إدارة الأعمال التنفيذية في “المدرسة العليا للدراسات التجارية باريس/قطر” (HEC Paris/Qatar) من أجل ربط العلوم بالريادة والأعمال والابتكار”.
أما عن تميزها البحثي والعلمي فتقول “أبحاثي العلمية تتركز على تطوير حلول مبتكرة لعلاج السرطانات والجروح السكرية والالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية التقليدية باستخدام مواد بيولوجية ونانوية، إضافة إلى أبحاث أخرى تتركز على إيجاد طرق مبتكرة لإيصال المطاعيم عبر الجلد وغيرها من الأبحاث التطبيقية. كذلك لدي الكثير من الاهتمامات المتعلقة بتشجيع الفتيات والباحثات على الانخراط في العلم والبحث العلمي وتحدي جميع العقبات والصعوبات”.
وبسؤال الدكتورة نوف عن آخر أعمالها البحثية أجابت أنها تعمل الآن على ربط النتائج العلمية الواعدة بريادة الأعمال والابتكار ومحاولة تحويلها إلى نتائج وحلول ملموسة ولها تأثير تطبيقي على المجتمع المحلي”.
تعاون دولي وجوائز
وقد أجرت الدكتورة نوف الكثير من التعاون البحثي المحلي والدولي مع العديد من الجامعات العالمية والمراكز البحثية المرموقة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والصين. كما حصلت على أكثر من 14 منحة محلية ودولية خلال 5 سنوات لدعم أبحاثها العلمية والفرق البحثية التي تتعاون معها، ونشرت 36 ورقة بحثية بصفتها باحثة رئيسية ومشاركة.
كما قدمت الباحثة العديد من المحاضرات وورش العمل كخدمة للمجتمع المحلي، وعملت رئيسة وعضوا في العديد من اللجان المتعلقة بالبحث العلمي والنشاطات المنهجية واللامنهجية وغيرها من اللجان.
وقد حصلت نوف محمود على عدة جوائز ومنح، منها جائزة “علي منكو” من الجامعة الأردنية للدراسات العليا عام 2019، ومنحة “فولبرايت” الأميركية عام 2021، ومنحة المرأة في القيادة من جامعة “المدرسة العليا للدراسات التجارية باريس/قطر” لإدارة الأعمال. وتعد “المدرسة العليا للدراسات التجارية” واحدة من أهم كليات إدارة الأعمال المرموقة في العالم.
النساء في مجال العلوم
وكما أشارت دراسة “نيتشر” آنفة الذكر إلى أن النساء في العلوم لا يحصلن على التقدير الذي يستحققنه، وأظهرت أن النساء اللاتي عملن في مشروع بحثي كن أقل عرضة بنسبة 13%، لأنه يتم تسميتهن كمؤلفات في المقالات العلمية ذات الصلة مقارنة بزملائهن الذكور، وأكدت على أن الفجوة مستمرة وقوية.
ومن هنا يأتي دور برنامج النساء في مجال العلوم الذي ترعاه اليونسكو بالتعاون من مؤسسة “لوريال”؛ حيث إنهما مقتنعتان بأن هؤلاء الباحثات سيكون لهن تأثير كبير في المجتمع وأنهن يعملن على إرساء الأسس الضرورية للمستقبل.
جدير بالذكر أن 16 عالمة عربية حصدت اعترافا دوليا إضافيا من خلال برنامج “المواهب الدولية الصاعدة” الذي ساهم منذ عام 2000 في إبراز إنجازات نساء أصغر سنا لا يزلن في مُقتبل مسيرتهن العلمية، وهو برنامج يتبع برنامج “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم” الذي يسعى لتعزيز مكانة النساء في مجال العلوم.