حرب أوكرانيا.. القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وكييف تتحدث عن قصف هائل وتدعو السكان للرحيل
بدأت القوات الروسية تتقدم في مقاطعة دونيتسك بعد سيطرتها على مقاطعة لوغانسك في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وتحدثت كييف عن قصف هائل في مسرح العمليات ودعت السكان للرحيل، مؤكدة أن قواتها أحبطت هجوما روسيا في خاركيف (شرق).
فقد قال الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي اليوم الثلاثاء، إن القوات الروسية وحلفاءها من الانفصاليين ينقلون معدات إلى مقاطعة دونيتسك التي لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على أجزاء مهمة منها.
من جهتها، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الروسية كانت تتقدم صباح اليوم غربا باتجاه سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما أكبر مدينيتين قريبتين في دونيتسك.
وأضافت الوكالة أن الروس كانوا على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة سيفيرسك التي يقصفونها منذ أيام.
ووفقا لرئيس بلدية سلوفيانسك، فاديم لياخ، فإن المدينة -التي كانت تضم 100 ألف ساكن قبل الحرب- تتعرض لقصف روسي هائل.
وبسبب التقدم الروسي، دعا حاكم منطقة دونيتسك نحو ربع مليون من سكان المنطقة إلى المغادرة.
وفي وقت سابق اليوم، قال حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي إن القوات الأوكرانية تمركزت في خطوط دفاعية جديدة شرقي البلاد استعدادا لمرحلة جديدة من القتال، بعد استيلاء الروس على مدينة ليسيتشانسك.
في المقابل، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الانفصالي الموالي لروسيا، دينيس بوشيلين، إن قوات مقاطعة لوغانسك ستشارك في ما وصفها بعملية تحرير ما تبقى من أجزاء مقاطعته الواقعة تحت سيطرة أوكرانيا.
وقد بثت مواقع إخبارية قريبة من الجيش الأوكراني صورا قالت إنها لاستهداف مستودعات عسكرية تابعة لروسيا والانفصاليين، وتظهر الصور ما قالت إنه انفجار مستودعات ذخائر رئيسية في منطقة كادييفكا بمقاطعة لوغانسك.
وذكر مسؤولون عسكريون أوكرانيون أن هذه المستودعات كانت تزود القوات الروسية بالذخائر خلال معركتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، كما تظهر الصور انفجارا آخر لما قالت إنه مستودع قطع غيار عسكرية روسي في دونيتسك.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر أمس قواته بمواصلة الهجوم الرامي للسيطرة على كامل إقليم دونباس الذي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على أجزاء منه منذ عام 2014.
وخلال الحرب التي أطلقتها روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي، استولت القوات الروسية على أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا، حيث سيطرت على مدن بينها سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في إقليم دونباس، وماريوبول وخيرسون المتاخمتين للإقليم، بالإضافة إلى أجزاء من خاركيف وميكولايف وزاباروجيا.
تطورات ميدانية
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم عن إحباط هجوم للقوات الروسية في خاركيف (شرق) التي تتعرض مناطقها للقصف من قبل القوات الروسية.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن التهديدات بشن ضربات صاروخية وجوية من بيلاروسيا -المتحالفة مع روسيا- قائمة.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع 3 انفجارات وسط مقاطعة ميكولايف جنوبي البلاد صباح اليوم.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على نحو 150 عسكريا أوكرانيا في مدينة خاركيف باستخدام صواريخ عالية الدقة.
كما أشار الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف إلى أن القوات الروسية استهدفت أمس عشرات من مواقع تمركز القوات الأوكرانية وعتادها العسكري، بينها موقع لتمركز من وصفهم بالمرتزقة الأجانب في ميكولايف.
قاعدة روسية في زاباروجيا
في هذه الأثناء، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) بأن الجيش الروسي يحول محطة “زاباروجيا” إلى قاعدة عسكرية جنوبي أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 500 جندي روسي نشروا بطاريات مدفعية ثقيلة خلال الأسابيع الأخيرة وزرعوا ألغاما مضادة للأفراد على طول شواطئ الخزان الذي تبرد مياهه مفاعلات المحطة، في حين يسيطر الجيش الأوكراني على البلدات المنتشرة على الشاطئ المقابل على بعد حوالي 3 أميال، لكنه لا يرى طريقة سهلة لمهاجمة المحطة بالنظر إلى الخطر الكامن في المعارك المدفعية حول المفاعلات النووية النشطة.
وأشارت إلى أن الجيش الروسي يقوم بوضع أسلحته بشكل يومي حول المحطة ويستخدمها لتعزيز السيطرة على خط المواجهة.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أوروبي يعمل في مدينة زاباروجيا القريبة، والتي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، أن الجيش الروسي يحتفظ بالمحطة كقاعدة لمدفعيته، ويدرك أن أوكرانيا لن ترد على هجماته من المحطة.
إعادة الإعمار
على صعيد آخر، التزمت الدول المشاركة في مؤتمر لوغانو بسويسرا بدعم أوكرانيا عبر مسار من التعافي المبكر إلى التعافي الطويل الأمد، واتفقت على الحاجة إلى إصلاحات واسعة لتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد.
وقال رئيس الاتحاد السويسري إغناسيو كاسيس -في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر- إن عملهم يستعد لفترة ما بعد الحرب، وحتى مع استمرار الحرب، مضيفا أن هذا من شأنه أن يمنح الأوكرانيين الأمل واليقين بأنهم ليسوا وحدهم.
وقد عقدت الجلسات الختامية للمؤتمر بمشاركة رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، فضلا عن ممثلي 40 دولة.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال قال في كلمته بالمؤتمر أمس إن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا قد تصل إلى 750 مليار دولار، مطالبا بأن تستخدم الأموال المصادرة من الأثرياء الروس في إعادة الإعمار.
من جهته، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي خاطب المؤتمر عبر الفيديو- على أن إعادة بناء بلاده هي “المهمة المشتركة للعالم الديمقراطي بأسره”، مؤكدا أن تعافي بلاده يخدم السلام العالمي.