نشر موقع “إنتربرينيور” مقالا ليان كاتشاروفسكي، المتخصص في الكتابة عن الشركات الناشئة والتكنولوجيا والتسويق وعلم النفس وريادة الأعمال، لمساعدة القادة الشباب في أن يصبحوا مستقلين، وأن يكون لهم تأثير إيجابي على المجتمع.

استهل كاتشاروفسكي مقاله بأنه وعلى الرغم من أن لدى القادة الشباب رؤية وهدفا للابتكار والتغيير، فإن إنشاء عمل تجاري ليس نزهة في حديقة؛ إذ يتطلب الكثير من التحضير، وطلب من الشباب محاولة الإجابة عن الأسئلة العشرة أدناه قبل بدء رحلتهم الريادية:

 

لماذا تريد أن تبدأ عملك الخاص؟

وسائل التواصل الاجتماعي تبالغ في تمجيد لريادة الأعمال وتحريفها، لأن الأمر -في الواقع- يتعلق ببناء عمل تجاري يحل مشكلة للمستهلك، ولا يتعلق بقيادة سيارات جميلة أو نشر صور جميلة على هذه الوسائل. إن ريادة الأعمال الحقيقية تبدو مناقضة تماما لما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي.

هل نحتاج إلى مستوى معين من الحظ وعلم الوراثة والبيئة من حولنا لكي نكون رواد أعمال؟ نعم، بالتأكيد. ويأتي الاختيار في قرار العثور على الأشخاص الذين لديهم احتياجات ورغبات وقضايا يمكنك تقديم حل لها، وهو خيار يتعين على كل منا اتخاذه بشأن مدى رغبته في حل هذه المشكلة، وإلى أي مدى نحن مهووسون بهذا الحل، وكيف أننا على استعداد للذهاب في خدمة العملاء بشكل جيد.

ما المشكلة التي تؤثر عليك بشكل خاص؟

إذا كنت تريد أن يكون لديك عمل قابل للتطبيق، فمن المهم أن تكون لديك مهمة واضحة. بالنظر إلى الغرض من مشروعك، سيتعين عليك التعرف على الاحتياجات الحقيقية لمنطقتك. ابدأ بإجراء أبحاث السوق لفهم ما يواجهه الأشخاص يوميا ويتوقعونه كحلول.

بالإضافة إلى حل الأعمال تأتي أيضا المسؤولية الشخصية والعاطفية؛ أي تشكيل وتنمية أنفسنا حتى نكون قادرين على التعامل مع الضغوط والصعوبات المستمرة والمناورة. وهذا يعني تطوير الوعي الشخصي لمعرفة أوجه القصور لدينا وتعويض أولئك الذين يتخذون قرارات عمل ذكية، وبالتالي موازنة التخطيط والإستراتيجيات مع التنفيذ الفعلي الممتاز.

ما الذي تريد تحقيقه؟

صِف مشروعك المثالي، وتخيله بالطريقة التي يمكن أن يزدهر بها بالكامل، متجاهلا القيود الحالية. ومن خلال هذا التمرين، خطط لنفسك بعد عام واحد من الآن ثم بعد عامين إلى 3 أعوام، وحدد بأكبر قدر ممكن من الدقة ما ترغب في تحقيقه من خلال تحقيق هذا المشروع، وحتى لو كنت في المراحل الأولى من الإنشاء فمن المهم جدا التفكير في رؤيتك ورسالتك وأهدافك.

هل لديك المهارات اللازمة لتنفيذ مشروعك؟

لا يمكنك التأثير على العالم بالقيم الجميلة وحدها؛ فالجرأة على السير في هذا المسار يعني تغيير طريقة حياتك، أحيانا بطريقة جذرية، ومن الضروري تحديد نقاط قوتك ومواهبك؛ فهذه هي المهارات التي لديك وتحت تصرفك.

في جانب واحد من القائمة، احتفظ بهذه المهارات التي تمتلكها بالفعل. وعلى الجانب الآخر، اطلع على المهارات العامة اللازمة لإكمال المشروع. من هذه النقطة ستكون قادرا على معرفة إذا كنت بحاجة إلى شهادات محددة، والطرق التي يمكنك من خلالها اكتساب هذه المهارات أو حتى كيف ستتدرب.

يتضمن تحديد المهارات المناسبة أيضا اتخاذ قرار بشأن المهارات التي ستستفيد منها وتلك التي ستبحث عنها خارجيا (على سبيل المثال، العثور على شريك، والنظر في إقامة شراكات مع محترفين آخرين).

ما احتياجاتك؟

لجعل مشروعك حقيقة سيكون لديك العديد من الاحتياجات مثل: الشعور بالدعم، وشبكة مهنية، وأهم شيء المال اللازم لبدء عملك. وبمجرد إدراج احتياجاتك، قم بتقييم ما لديك حاليا.

بعد الحصول على فكرة واضحة عن الاحتياجات التي يتعين عليك تلبيتها، يكون الوقت قد حان لاتخاذ إجراء أو البحث عن مساعدة خارجية. في بعض الأحيان، يتوجب عليك اللجوء إلى الأشخاص من حولك ممن يمكنهم تقديم المساعدة.

من يمكنه مساعدتك؟

بمجرد تحديد احتياجاتك والحصول على فكرة أوضح عنها، يكون الوقت قد حان لتقييم شبكة علاقاتك (الشخصية والمهنية)، ولديك بالتأكيد أشخاص حولك يمكنهم مساعدتك بطريقة أو بأخرى، فلا تؤجل الاتصال بهم.

اطلب منهم الانضمام إليك في اجتماع أو عبر الهاتف حيث يمكنك تبادل الآراء معهم والحصول على ملاحظاتهم حول مشروعك. ويعتمد نجاح أي مشروع ريادي إلى حد كبير على جودة شبكتك المهنية. ومع ذلك، لا تنس دعم دائرتك الخاصة (العائلة والأصدقاء).

هناك طريقة أخرى للعثور على الدعم المناسب، وهي تصفح برامج المساعدة والتدريب والدعم المتاحة في مدينتك أو منطقتك لرواد الأعمال. ويمكنك العثور على مثل هذه البرامج على الإنترنت.

هل مشروعك قابل للاستمرار على المدى الطويل؟

إن بدء عمل تجاري أمر جيد، لكن القدرة على كسب العيش منه أفضل. ومن الضروري التشكيك في جدوى مشروعك، ولمعرفة إذا كنت ستتمكن من كسب لقمة العيش منه وإذا كان سينجح؛ فالطريقة الوحيدة هي اختباره. السبب الأول لفشل الأعمال هو قلة الحاجة في السوق، ومن هنا تأتي أهمية تحليل السوق الخاص بك واختبار فكرتك في أقرب وقت ممكن في بيئتك.

ادرس حالة السوق الخاصة بك؟

دراسة السوق ستسمح لك بالتحقق مما إذا كانت هناك حاجة حقيقية لمنتجك أو خدمتك. غالبا يكون مصطلح “أبحاث السوق” مخيفا، ولكن كن مطمئنا فهو أبعد ما يكون عن كونه مستحيلا، وذلك بفضل الأدوات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية.

السؤال الحاسم في دراسة السوق هو المنافسة. وبدلا من عدها تهديدا خارجيا لمشروعك حاول أن تنظر إليه على أنها حقيقة وفرصة، وبدلا من إعادة اختراع العجلة استفد مما يتم القيام به بالفعل في السوق، وفكر في ما يمكنك القيام به بشكل مختلف (على سبيل المثال: اعتماد نهج أو طريقة مختلفة، أو إبراز مواهبك وخبراتك، أو العثور على أسلوب اتصال فريد).

من عملاؤك؟

عندما تبيع للجميع، فأنت لا تبيع لأحد! من الضروري تحديد الملف الشخصي النموذجي لعملائك مسبقا؛ بمعنى آخر، تقسيمهم. وبمجرد الانتهاء من التحليل النظري لهدفك، سيتعين عليك التحقق من النظرية على الأرض من خلال المقابلات.

كيف ستختبر فكرتك/نشاطك؟

ينتظر العديد من رواد الأعمال حتى يحصلوا على العرض المثالي قبل بدء أعمالهم. لا جدوى من إطلاق منتج أو خدمة لا يريدها أحد، وبدلا من الانتظار حتى يصبح كل شيء مثاليا، فكر في كيفية اختبار فكرتك في أقرب وقت ممكن (على سبيل المثال: اجمع مجتمعا من حولك، وأنشئ المحتوى الخاص بك، وأنشئ صفحة مقصودة، وما إلى ذلك). سيتيح لك ذلك معرفة إذا كان المشروع يستحق استثمار الوقت والمال والطاقة الإضافية فيه.

حاضنة الأعمال هي أيضا جهاز مثير للاهتمام للغاية؛ فهي توفر فرصة آمنة لاختبار عملك في الحياة الواقعية. اكتشف المنظمات في مدينتك أو منطقتك التي يمكنها مساعدتك في إصلاح النقاط المفقودة في مشروعك ومساعدتك على النمو بسرعة.

ريادة الأعمال هي بالتأكيد مسار معقد عندما لا تكون مستعدا بشكل كامل. ومع ذلك، بمساعدة التحضير الرقمي والتواصل والتخطيط الجيد ستتمكن من تقييم فكرة عملك وإنشاء نموذج عمل والتحقق من صحة فكرتك من خلال الاختبار.

المصدر : الصحافة الأميركية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *