مع نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وقع الانفصال بين الصين وجزيرة تايوان، ليصبح المضيق الذي يفصل بينهما بمثابة نقطة توتر جيوسياسية. وهذا المضيق الذي لا يتعدى عرضه 130 كلم في أضيق نقاطه، يعد بمثابة قناة شحن دولية رئيسية.
بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الجزيرة أمس الثلاثاء، ردّت بكين بغضب على الزيارة ووجهت تهديدات متصاعدة، وأعلنت عن سلسلة من المناورات العسكرية في المياه المحيطة بالجزيرة، مما يهدد بنشوب أزمة حادة بين الطرفين الصيني والتايواني.
ولم تكن تلك الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول أميركي لتايوان، فقبل 25 عاما وفي خطوة غير مسبوقة، قام رئيس لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش عام 1997 بزيارة للجزيرة.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصل فيها التوتر على جانبي المضيق حد نشوب أزمة حادة، إذ وقعت 3 أزمات بين الجانبين.
اندلعت أزمة المضيق الأولى في أغسطس/آب 1954، عندما أرسل القوميون آلاف الجنود إلى جزيرتي كينمين وماتسو الصغيرتين الخاضعتين لحكم تايوان، على بعد كيلومترات قليلة من البر الرئيسي.
ردت الصين بقصف مدفعي للجزيرتين، ونجحت في الاستيلاء على جزر يي جيانغ شان، على بعد 400 كلم شمال تايبيه، وأُخمدت شرارة الأزمة في نهاية المطاف، لكنها كادت أن تضع الصين والولايات المتحدة على شفير نزاع مباشر.
اشتعل التوتر مجددا عام 1995، عندما بدأت الصين تجارب إطلاق صواريخ في المياه المحيطة بتايوان احتجاجا على زيارة الرئيس التايواني لي تين هوي -الذي كان يرغب بإعلان تايوان دولة مستقلة- إلى الجامعة التي تخرج منها في الولايات المتحدة.
أجريت مزيد من التجارب الصاروخية بعد عام، بينما نظمت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة، وأرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات لدفع الصين للتراجع عن تجاربها، وفاز لي في الانتخابات بهامش كبير.
بعد عام، أصبح نيوت غينغريتش أول رئيس لمجلس النواب الأميركي يزور تايوان في خطوة غير مسبوقة، وتبعته بيلوسي بعد 25 عاما.