لم يكن ردّ الممثل الكوميدي الأميركي كريس روك على الاعتذار الذي قدمه ويل سميث عن صفعه في حفل الأوسكار الأخير إيجابيا، فقد سخر روك من سميث أثناء تقديمه عرضا كوميديا على أحد مسارح ولاية أتلانتا الأميركية أمس الاثنين، مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه ضحية.
وكان ويل سميث قد ذهب لاستلام جائزة الأوسكار الأولى في حياته في 27 مارس/آذار الماضي، فعاد حاملا التمثال ومعه مشكلات قد تقضي على مشواره الفني، فضلا عن خسارة لا تعوّض في سمعته.
اشتُهر سميث بموقفه الدائم من انحياز جوائز الأوسكار للممثلين ذوي البشرة البيضاء على حساب ذوي الأصول الأفريقية، وهدد في حفلات سابقة -ومعه زوجته الممثلة جادا بينكيت- بإقامة مسابقة أوسكار للسود، وهو الموقف الذي تكرر مع جوائز الغولدن غلوب التي أقيمت في يناير/كانون الثاني الماضي، ورغم ذلك فقد فاز بجائزة الأوسكار لعام 2022.
كان ويل سميث قد حكى حلما غريبا عن ضياع أمواله وبيته ومسيرته المهنية في لقاء مع المذيع الشهير ديفيد ليترمان، وروى أنه جلس أمام بيته وبدأت الريح تدفع بكل ما يملك أمامها حتى اختفى كل شيء، بينما كانت ابنته المطربة ويلو سميث تستغيث به لينقذها من شيء ما.
حينها كان سميث بعيدا جدا عن أجواء الفقد والفشل، لأنه نجح في رحلة إنقاص وزنه وسجل تلك الرحلة عبر موقع يوتيوب، كما نشر مذكراته ولقيت رواجا كبيرا، وتواترت الأنباء عن احتمال فوزه بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم “الملك ريتشارد”.
وفي الحفل كانت الصفعة الأشهر في تاريخ هوليود، وجاءت ردا على تعليق ساخر من الممثل الكوميدي مقدم الحفل كريس روك على شعر جادا بينكيت زوجة ويل سميث.
ثار الممثل ذو الأصول الأفريقية وسارع بالانتقام لزوجته المصابة بمرض يؤدي إلى تساقط الشعر، بعد أن رأى أن ما فعله روك يعد تنمرا وسخرية غير مقبولة، وبدلا من العتاب بأسلوب متحضر صفع زميله الذي ظهر الألم والذهول على وجهه.
وجاءت لحظة الخسارة أو دفع الثمن سريعة، إذ تم حرمان سميث من حضور حفل الأوسكار 10 أعوام كاملة، وأجّلت شركة سوني إنتاج الجزء الرابع من فيلم “أولاد سيِّئون” (Bad Boys 4) زاعمة -على لسان رئيس مجلس إدارتها توم روثمان- أن العمل لا يزال قيد التطوير، وتكرر الأمر نفسه مع شبكة نتفليكس التي أوقفت العمل في فيلم “السرعة والفقد” (Fast and loose).
ومثّل هذا الكم من الخسارات تحقيقا لكابوس أو حلم ويل سميث، حيث كان يعني ببساطة من تدمير تام لمشواره المهني.
اعتذر سميث لزميله كريس روك عن الصفعة المدوية في البداية عبر موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، لكن بدا أن ذلك لم يكن كافيا، وجاء اعتذاره الجديد في فيديو بثه عبر يوتيوب يوم الجمعة الماضي مدّته نحو 6 دقائق، قائلا “لا يوجد جزء مني يعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرف في تلك اللحظة، أنا أشعر بالندم الشديد والخجل من نفسي”.
لم يستجب كريس روك للاعتذار الأول ولا الثاني، وعلّق فقط في أحد عروضه بأتلانتا قائلا “إذا ادّعى الجميع أنهم ضحية، فلن يسمع أحد الضحايا الحقيقيين. حتى أنني تعرضت للصفع من قبل سميث، وذهبت للعمل في اليوم التالي. لدي أطفال، لكن سميث لديه مشكلات عليه أن يتعامل معها، أما أنا فقد تجاوزت الأمر ولست مستعدا لمناقشته معه”.