مع اقتراب نهاية مسلسل "من الأفضل الاتصال بسول" ينتقل حاليًا المسلسل الفرعي إيابًا وذهابًا إلى محيط أحداث "بريكنغ باد" (مواقع التواصل الاجتماعي)

مع اقتراب نهاية مسلسل "من الأفضل الاتصال بسول" ينتقل حاليًا المسلسل الفرعي إيابًا وذهابًا إلى محيط أحداث "بريكنغ باد" (مواقع التواصل الاجتماعي)

احتل مسلسل “بريكنغ باد” (Breaking Bad) قلوب محبي المسلسلات التلفزيونية لسنوات طويلة، كواحد من أفضل الأعمال التي تم إنتاجها على الإطلاق، وبفضل هذا النجاح بعد انتهاء عرضه قدم طاقم عمله مسلسلا فرعيا بعنوان “من الأفضل الاتصال بسول” (Better Call Saul) والذي تدور أحداثه قبل “بركينغ باد” حول مجموعة من الشخصيات غير الرئيسية التي جذبت الاهتمام خلال عرض المسلسل الأصلي.

وها نحن الآن نشاهد الحلقات الأخيرة من “من الأفضل الاتصال بسول” (Better Call Saul)، وستعرض النهاية في 15 أغسطس/آب الجاري، ومع كل حلقة جديدة تظهر بعض المفاجآت التي تربط المسلسل الأصلي بالفرعي، وتثير حماسة المشاهدين.

 

 

أبطال بريكنغ باد يعودون للوداع

مع اقتراب نهاية مسلسل “من الأفضل الاتصال بسول” ينتقل حاليًا المسلسل الفرعي إيابًا وذهابًا إلى محيط أحداث “بريكنغ باد”، فقد استطاع المسلسلان التوازي بصورة زمنية لأول مرة، وبالتالي وجدت الشخصيات الأيقونية التي قدمها براين كرانستون وآرون بول في حياة سول غودمان، ومن الطبيعي أن تظهر على الشاشة عدة مرات.

فالفكرة الأساسية لمسلسل “من الأفضل الاتصال بسول” هي تتبع شخصية سول غودمان في ماضيها، وما الأسباب التي شكلتها على هذه الصورة، كمحام للمجرمين، ينقذ أعناقهم من العدالة المرة تلو الأخرى، ماضي سول شاهدناه خلال المواسم الخمسة الماضية، والآن هو يلتقي مع حاضر “بريكنغ باد”.

كان هدف صُناع المسلسل ليس فقط ظهورا مدويا لأبطال مسلسل “بريكنغ باد” يجعل المسلسل في “الترند” لفترة من الوقت، لكن كذلك استخدام هذه الدقائق المحدودة للأبطال على الشاشة لتوضيح مصير الشخصيات بعد التداعيات الدموية التي انتهت بها حياة بعض أبطال المسلسل الأصلي قبيل النهاية عام 2013.

لذلك كان من المهم العثور على النقطة المثالية التي يظهر فيها آرون بول وبراين كرانستون، حتى يمتزجا بسهولة مع الأحداث الجارية، وكذلك مع تلك التي تحدث في عالمهما بمسلسل “بريكنغ باد”، وتم تصوير هذه المشاهد لمدة يوم ونصف اليوم في أبريل/نيسان 2021، خلال تصوير الحلقة الثانية من الموسم السادس، لأن ذلك كان التاريخ الوحيد الذي أمكن فيه تجميع الممثلين بسبب الالتزامات الأخرى لديهم، وعلى الشاشة بدا كما لو أن البطلين لم يتركا المسلسل منذ ما يزيد على العقد، واستعادا شخصيتهما الدرامية بسهولة.

 

عالم بريكنغ باد الممتد

الاختلاف بين المسلسلين ليس فقط في الخط الزمني الذي يتبعه كل منهما، ولكن كذلك من الناحية البصرية، يظهر ذلك في طبيعة الألوان المستخدمة، ففي مسلسل “من الأفضل الاتصال بسول” تستخدم ألوان زاهية وحيوية، يمكن ربطها بسهولة مع طبيعة الشخصية نفسها بينما اشتهر “بريكنغ باد” بألوان باهتة يختلط فيها الأصفر بالأخضر، وكلاهما من الألوان التي تعبر عن “المرض” الفكرة الرئيسية التي افتتح بها المسلسل، عندما مرض مدرس الكيمياء “والتر وايت” بسرطان الرئة، و”اضطر لصناعة مخدرات الأمفيتامين والتجارة فيها لإعالة عائلته وضمان مستقبلهم”، وفقا للقصة.

وفي الحلقة التي تضمنت أبطال الماضي يعودون إلى المسلسل الأحدث كان يجب خلط هذه الألوان للحفاظ على البصمة البصرية للمسلسلين.

وقد أعلن بوب أودنكيرك بطل “من الأفضل الاتصال بسول” عن مزيد من المفاجآت في خاتمة المسلسل، وذلك أثناء ظهوره في برنامج “ذا فيو” (The View) وأن ظهور براين كرانستون (والتر وايت) وآرون بول (جيسي بينكمان) ليس سوى البداية، فهما سيعودان مرة أخرى في مشاهد أهم وأكثر قوة.

وبذلك ينهي مسلسل “من الأفضل الاتصال بسول” رحلته التي بدأت عام 2015 بعد عامين من انتهاء “بريكنغ باد”، والذي دارت أحداثه بشكل أساسي خلال النصف الأول من العقد الأول من القرن الـ21، في ألبوكيرك، نيو مكسيكو، وفيه تطور جيمي ماكجيل (بوب أودينكيرك)، وهو محام جاد، إلى محامي دفاع جنائي متحايل ومتلاعب بالقوانين يُعرف باسم سول غودمان، مع خط درامي إضافي يرصد التدهور الأخلاقي لضابط الشركة السابق مايك إيرمانتراوت (جوناثان بانكس)، الذي أصبح مقاتلا عنيفا في صف تجار المخدرات.

تحول في السنوات الماضية مسلسل “بريكنغ باد” إلى عالم تلفزيوني من ابتكار المخرج الأميركي فينس جيليجان وذلك ليس فقط بإضافة المسلسل الفرعي “من الأفضل الاتصال بسول” لكن كذلك مع الفيلم التكميلي “إل كامينو” (El Camino) الذي عُرض على نتفليكس.

ودارت أحداث كل هذه الأعمال في نيو مكسيكو مع إضفاء لمسة عصرية على عالم الغرب الأميركي القديم، وقد شجع التصوير في ألبوكيرك على إنعاش صناعة السينما المكسيكية.

يعتقد جيليجان أنه يمكن مشاهدة الأعمال الثلاثة بشكل مستقل عن بعضها، ولكنها موجودة في نفس الإطار وتحتاج إلى عرضها معًا لتلقي التجربة الكاملة، وقد امتد هذا العالم كذلك إلى مجالات متعددة مثل ألعاب الفيديو والبودكاست والقصص المصورة، وأفلام قصيرة تجمع بين مشاهد مصورة من المسلسلات مع الرسوم المتحركة.

 

حظي مسلسل “الأفضل الاتصال بسول” بإشادة النقاد خاصة التمثيل ورسم الشخصيات والإخراج والتصوير، واعتبره البعض كذلك متفوقًا على المسلسل السابق له، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والترشيحات منها 4 جوائز غولدن غلوب، ولقب بالمسلسل الأعلى تقييمًا في تاريخ مسلسلات الكابل.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *