أفادت صحيفة “تلغراف” (The Telegraph) البريطانية -نقلا عن مصادر دبلوماسية- أن الصين تنوي الاستيلاء على تايوان بهجوم عسكري “خاطف” لا يستغرق أكثر من 48 ساعة. ورسمت 4 سيناريوهات قالت إنها قد تحدث بالتدرج أو على نحو متزامن.
وذكرت الصحيفة في تقرير أنه نما إلى علمها أن بكين استشفت من مراجعتها الغزو الروسي لأوكرانيا أن الأمر استغرق من القادة الغربيين يومين على الأقل للرد بشكل مناسب عندما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عدوانه الوحشي” على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وبحسب “تلغراف”، فإن إعادة تايوان إلى البر الرئيسي للصين تعد جزءا من إستراتيجية الرئيس شي جين بينغ “لإحياء” الأمة الصينية بحلول عام 2050، بيد أن بعض الحكومات الغربية تبني افتراضها على أن الهجوم الصيني على تايوان سيأتي قبل ذلك الموعد بكثير.
وتقول مصادر دبلوماسية -نقلت عنها الصحيفة- إن الزعيم الصيني يعتقد أن الروس تركوا الباب مشرعا على مصراعيه عندما أخفقوا في السيطرة على العاصمة كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية. وأدركت بكين أن تجنب ارتكاب الخطأ نفسه مع تايوان سيكون عاملا أساسيا في تفادي نشوب حرب طويلة قد تأتي بنتائج عكسية على الحزب الشيوعي الصيني.
ورغم ما يقال عن جيش التحرير الشعبي الصيني بأنه الأكبر في العالم، فإنه لم يُختبر في قتال، وقد يؤدي فشله في ذلك إلى تقويض قبضة الرئيس الصيني على السلطة قبل انعقاد مؤتمر مهم للحزب الذي من المتوقع أن يمنحه ولاية ثالثة غير مسبوقة.
ويخلص تقرير “تلغراف” إلى رسم 4 سيناريوهات عامة يمكن أن تحدث على نحو متدرج أو متزامن، وهي على النحو التالي:
قد تستغل الصين مناوراتها العسكرية الجارية حاليا في إنهاك تايوان ماليا واقتصاديا وعملياتيا، واستنزاف القوات المسلحة التايوانية بحملها على أن تكون على أهبة الاستعداد فترة طويلة. كما ستجعل تلك المناورات الصين قادرة على نشر عتادها العسكري في أفضل المواقع الممكنة لكي تستطيع شن هجمات بسرعة.
لطالما نظرت بكين إلى الجزر الصغيرة المتناثرة في مقاطعة فوجيان -التي يقع بعضها على بعد أقل من 10 كيلومترات من البر الرئيسي للصين- على أنها جزء من أراضيها.
وتشمل هذه جزر ماتسو (شمال غربي تايوان)، وكينمين التي هي عبارة عن سلسلة من الجزر في الشرق قبالة ساحل مدينة شيامن في الصين.
ولاستعراض قوتها واختبار عزيمة الغرب، يمكن لبكين أن تغزو بعض أو كل الجزر التي يقطنها نحو 20 ألف شخص، وبأقل تكلفة.
قد تلجأ بكين إلى شن هجمات “تأديبية” محدودة من الجو بهدف إضعاف تايوان مع تقليل المخاطر التي ينطوي عليها أي غزو شامل.
وستكون الدفاعات الساحلية ومواقع الرادار والمطارات الأهداف المحتملة. ومن المرجح أن تتجنب الصين استهداف المراكز السكانية الكبيرة؛ في محاولة لدفع تايوان إلى طاولة المفاوضات من دون التسبب في خسائر من شأنها أن تعزز الإرادة الشعبية لإقامة دفاع منسق.
وفي هذا السيناريو، من المحتمل أن ترفع الولايات المتحدة مستوى جاهزية قواتها في المنطقة، لا سيما تلك المتمركزة في اليابان، كما قد تضع طوكيو جيشها أيضا في حالة تأهب، خاصة قواتها القادرة على استهداف الصواريخ الباليستية الصينية.
وفي حالة وقوع هجوم شامل، ستسعى الصين إلى إنزال قواتها في نقاط إستراتيجية وعبور مضيق تايوان -البالغ طوله 70 ميلا- بسرعة تحت غطاء وابل من القصف بالصواريخ والطائرات المقاتلة لإلهاء أي مدافعين.
ومن المرجح أن يتم استخدام الحرب الإلكترونية على نطاق واسع لتعطيل اتصالات تايوان وبث الذعر بين عامة الناس.
وسيكون الهدف اجتياح دفاعات تايوان، وتحطيم قوة إرادتها على المقاومة.