منطقة التوتر بين الصين والهند في جبال الهيمالايا (غيتي)

منطقة التوتر بين الصين والهند في جبال الهيمالايا (غيتي)

في هذه الصحراء الجليدية على حدود التبت الصينية، يجري أحد أكثر الصراعات سرية منذ عامين؛ حرب لا تكاد ترشح عنها أي معلومات، حرب بين العملاقين الآسيويين اللذين يتشاركان ما يقرب من 3500 كيلومتر من الحدود في جبال الهيمالايا، هناك حيث تتقاتل الهند والصين على خط ترسيم غير معترف به يسمى “خط السيطرة الفعلية” رسماه منذ عام 1962 بعد حرب خاطفة انتهت بهزيمة الهند وضم الصين جزءا كبيرا من إقليم لاداخ الذي أصبح “أكساي تشين”.

هكذا لخصت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية -في تقرير لمراسلتها بنيودلهي صوفي لاندرين- تاريخ صراع مرير ومستمر بين عملاقي آسيا، مشيرة إلى أن بكين ما زالت تتابع تعزيز مواقعها من خلال السيطرة على أجزاء من الأراضي الهندية، بعد عامين من الأحداث الحدودية التي وقعت عندما انفجرت الأزمة فجأة في ربيع عام 2020، واشتبك عدد محدود من الجنود؛ مما أسفر عن عدد من القتلى على الجانبين، حيث ينتشر الآن أكثر من 60 ألف جندي من كلا الجيشين على جانبي خط السيطرة.

 

ووصفت المراسلة أجواء عاصمة لاداخ الهندية التي قالت إنها تعيش على إيقاع يصم الآذان من التدريبات التي تقوم بها الطائرات المقاتلة الهندية فوق الطرق الضيقة والمتعرجة المزدحمة بالشاحنات العسكرية التي تنقل المواد الغذائية والمعدات في أقصى شمال الهند، في جبال الهيمالايا، على ارتفاعات تزيد على 5500 متر.

 

مفاوضات لا تتقدم

وبحسب المراسلة، فقد أدت 10 جولات من المحادثات الدبلوماسية و16 جولة عسكرية إلى فك ارتباط محدود للغاية، لكن المفاوضات لم تتقدم لأن الصينيين يرفضون العودة إلى وضع ما قبل عام 2020، ويقومون باستفزازات منتظمة، حيث تحلق طائراتهم الحربية المتمركزة في شرق لاداخ بشكل متكرر بالقرب من خط السيطرة الفعلية، منتهكة منطقة حظر الطيران البالغ طولها 10 كيلومترات.

غير أن الأخطر –حسب المراسلة- أن الجيش الصيني شيّد العديد من البنى التحتية والطرق والمخابئ وأبراج المراقبة ومهابط الطائرات والثكنات، بل وبنى الجسور فوق بحيرة بانغونغ، لتسهيل مرور الدبابات والعربات المدرعة الأخرى، كما أكدت صحيفة تليغراف (The Telegraph) الهندية، نقلا عن تقرير لشرطة الحدود الهندية التبتية التي تراقب خط السيطرة.

ويقول الضابط السابق سوشانت سينغ إن “الصينيين استولوا على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي تطالب بها الهند في شرق لاداخ منذ مايو/أيار 2020، والهند غير قادرة على صد التوغل الصيني”. مستنكرا “خجل حكومة ناريندرا مودي من بكين”، ومعتقدا أن رئيس الوزراء الهندي يحاول بأي ثمن الحفاظ على سمعته “كرجل قوي”.

وختمت المراسلة بما يراه الأستاذ هابيمون جاكوب من جامعة جواهر لال-نهرو، من أنه يجب على الهند أن تتعلم بسرعة دروس الوضع في تايوان و”صياغة الخطوط الحمراء والمواقف السيادية بطريقة لا لبس فيها”، كما يجب عليها أن تسلط الضوء بوضوح على التهديد الصيني لها، وأن تعترف بدخول الجيش الصيني أراضيها عام 2020 واحتلالها على طول خط السيطرة، لأن إخفاء الواقع وامتناع الهند عن تسمية الصين بأنها المعتدية لا يساعد في تعبئة المجتمع الدولي.

المصدر : لوموند

About Post Author