أعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة الجوية العسكرية الروسية في نوفوفيدوريفكا غربي شبه جزيرة القرم بعد الانفجارات التي شهدتها الثلاثاء الماضي (رويترز)

أعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة الجوية العسكرية الروسية في نوفوفيدوريفكا غربي شبه جزيرة القرم بعد الانفجارات التي شهدتها الثلاثاء الماضي (رويترز)

نقلت صحيفة “بوليتيكو” (Politico) الأميركية عن مسؤوليْن أوكرانيين قولهما إن الانفجارات التي هزت مطارًا عسكريا روسيًّا في شبه جزيرة القرم -التي ضمتها موسكو بالقوة- تمثل بداية الهجوم الأوكراني المضاد في الجنوب، ومرحلة جديدة حاسمة من الحرب قد تحدد نتيجتها النهائية.

ووقعت سلسلة انفجارات أول أمس الثلاثاء في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم. وقال شهود عيان لرويترز إنهم سمعوا دويَّ ما لا يقل عن 12 انفجارا، وشاهدوا دخانا يتصاعد من جهة القاعدة الجوية العسكرية الروسية في نوفوفيدوريفكا غربي شبه جزيرة القرم.

 

وقللت موسكو من أهمية الانفجارات، قائلة إنها نجمت عن انفجار ذخيرة عن طريق الخطأ كانت مخزنة في المطار.

وقالت بوليتيكو إن وزارة الدفاع الأوكرانية نفت على استحياء مسؤوليتها عن تلك التفجيرات، وحذرت من مخاطر التدخين حول المتفجرات، لكن المسؤولين الأوكرانيين اللذين تحدثا إلى الصحيفة أكدا مسؤولية كييف عن تلك التفجيرات.

وأشار المسؤولان الأوكرانيان -اللذان فضلا عدم الكشف عن اسميهما- إلى أن تلك الانفجارات تشير إلى أن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة لاستعادة مدينة خيرسون جنوبي البلاد يسير الآن على نحو حثيث.

ونقلت الصحيفة تصريحا أدلى به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جاء فيه أن “الحرب الروسية على أوكرانيا وعلى أوروبا الحرة بأكملها بدأت في شبه جزيرة القرم، ويجب أن تنتهي في شبه جزيرة القرم من خلال تحريرها”.

 

ويشير تقرير بوليتيكو إلى أن توجيه ضربة ناجحة لهدف عسكري خلف الخطوط الروسية، خاصة في شبه جزيرة القرم التي تعتبر بالغة الأهمية للكرملين، أمر محرج للغاية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرجح أنه يرى في الهجوم تصعيدا خطيرا وضربة لمعنويات قواته.

 

مرحلة حاسمة

وفي تعليق له على الحدث، قال مركز “دراسات الحرب” (Study of War)، وهو مؤسسة فكرية أميركية تتابع الصراع الروسي الأوكراني، إن “الكرملين ليس لديه ما يحفزه على اتهام أوكرانيا بشن ضربات تسببت في الضرر (الذي لحق بقاعدته العسكرية) لأن تلك الضربات تثبت عدم فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية”.

وردا على سؤال وجهته له صحيفة بوليتيكو عما إذا كان بالإمكان النظر إلى انفجارات شبه جزيرة القرم على أنها بداية هجوم أوكراني مضاد في الجنوب، أجاب مسؤول أوكراني -فضل عدم الكشف عن هويته- بالإيجاب، مضيفا “يمكنك أن تقول إن هذا هو الهجوم المضاد جنوبا”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوكراني آخر قوله إن شهري أغسطس/آب الحالي وسبتمبر/أيلول المقبل سيكونان “مهمين للغاية” من منظور عسكري، وقد يحددان النتيجة النهائية للحرب.

وحذر المسؤول من أن حدة القتال في الشهرين المذكورين آنفا قد تكون شبيهة بحدة القتال في بداية الحرب في فبراير/شباط الماضي، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل تتعلق بهذا التقييم، متذرعًا بمقتضيات السرية العسكرية.

 
المصدر : بوليتيكو

About Post Author