جامعة القاهرة تتقدم في تصنيف شنغهاي.. تعرف على ترتيب مصر عالميا
القاهرة – أظهرت نتائج ترتيب الجامعات المصرية في التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم (تصنيف شنغهاي) لعام 2022 تقدم جامعة القاهرة إلى الترتيب “301-400” عالميا، في حين احتلت 6 جامعات مصرية أخرى مراكز متفاوتة ضمن أفضل ألف جامعة حول العالم.
وقوبلت نتائج التصنيف بحفاوة رسمية، حيث اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي عادل عبد الغفار وجود الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية نجاحا، وقد أرجعه إلى إصرار منظومة التعليم الجامعي على “تنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية بالارتقاء بترتيب الجامعات المصرية في التصنيف الدولي للجامعات”.
وأشار عبد الغفار، في تصريحات لصحف محلية، إلى أن وزارته تقدم دعما فنيا للجامعات وتقوم بتدريب الباحثين على النشر الدولي، بجانب قيام الجامعات بتحفيز الباحثين بكافة الدرجات العلمية للنشر في المجلات الدولية المرموقة.
من جانبه، رأى رئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت أن الوجود المستمر لجامعة القاهرة ضمن تصنيف شنغهاي الصيني هو إنجاز كبير، “ونجاح مبني على رؤية وإستراتيجية وخطط طويلة المدى وليس وليد الصدفة”، وفق تصريحاته التي نقلتها الصحف المصرية الأسبوع الماضي.
وخلال العام الحالي، احتلت العديد من الجامعات المصرية مراكز متفاوتة في التصنيفات العالمية الشهيرة لترتيب الجامعات الدولية، مثل التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية (تصنيف شنغهاي)، وتصنيف “كيو إس” (QS) لأفضل الجامعات عالميا وتصنيف التايمز للجامعات.
ونستعرض في الفقرات التالية ترتيب الجامعات المصرية في هذه التصنيفات الدولية الشهيرة.
التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم (تصنيف شنغهاي)
منذ عام 2011 وحتى عام 2016 كانت جامعة القاهرة هي الجامعة المصرية الوحيدة في “التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية” (ARWU) والمعروف باسم تصنيف “شنغهاي”.
وفي عام 2017 دخلت جامعتا عين شمس والإسكندرية إلى القائمة، وفي العام التالي 2018 دخلت جامعتا المنصورة وبني سويف، قبل أن تخرج الأخيرة من التصنيف عام 2019 وتحل محلها جامعة الزقازيق.
وفي عام 2021 ظهرت جامعة الأزهر ضمن التصنيف للمرة الأولى، قبل أن تلحقها جامعة كفر الشيخ في قائمة العام الحالي 2022.
واحتلت جامعة القاهرة المرتبة “401-500” منذ عام 2011 وحتى عام 2018، وفي عام 2019 نجحت في التقدم إلى المرتبة “301-400” لكنها سرعان ما تراجعت إلى التصنيف السابق خلال العامين الماضيين، قبل أن تعاود التقدم مجددا هذا العام.
وباستثناء جامعة القاهرة، لم تتمكن أي من الجامعات السبع الأخرى التي دخلت القائمة من الوصول إلى رتبة أفضل 500 جامعة في العالم.
وساهم حصول 3 من خريجي جامعة القاهرة على جوائز نوبل وهم الأديب نجيب محفوظ، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والمدير الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي؛ في تقدم ترتيب الجامعة في التصنيف.
ويقوم تصنيف شنغهاي بتحديد أفضل ألف جامعة على مستوى العالم وفق 4 معايير موضوعية وهي جودة التعليم (عدد الخريجين الحاصلين على جوائز نوبل وأوسمة فيلدز في حقل الرياضيات) (10%)، وجودة هيئة التدريس (40%)، ومخرجات البحث (40%)، والأداء الأكاديمي للفرد (10%).
تصنيف كيو إس
يعد تصنيف كيو إس العالمي للجامعات الصادر عن مؤسسة “كواكواريلي سيموندس” (Quacquarellu Symonds) البريطانية المتخصصة في مجال التعليم، من أهم التصنيفات العالمية لمؤسسات التعليم العالي.
وتضم أحدث نسخة من تصنيف “كيو إس” (2023) قرابة 1500 مؤسسة أكاديمية من جميع أنحاء العالم، بينها 14 جامعة مصرية وأجنبية تعمل في مصر، على رأسها الجامعة الأميركية بالقاهرة في المرتبة 416، وهي الجامعة الوحيدة ضمن أفضل 500 جامعة.
وبجانب الجامعة الأميركية، جاءت جامعتان مصريتان فقط ضمن الألف جامعة الأولى، وهما جامعة القاهرة في المرتبة “551-560″، وجامعة عين شمس في المرتبة “801-1000”.
وشملت القائمة جامعات الإسكندرية وأسيوط والمستقبل في المرتبة “1001-1200″، في حين حلت جامعات الأزهر والجامعة البريطانية والجامعة الألمانية وحلوان والمنصورة وقناة السويس وطنطا والزقازيق في المرتبة “1201-1400”.
ويستند هذا التصنيف على 6 معايير، لكل منها وزنها الخاص، وهي السمعة الأكاديمية (40%)، والسمعة في سوق العمل (10%)، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب (20%)، والاستشهاد بآراء الباحثين بالجامعة (20%)، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب (5%)، ونسبة الطلاب الأجانب (5%).
تصنيف كيو إس للجامعات العربية
وبجانب التصنيف العالمي، تصدر مؤسسة “كيو إس” قائمة أخرى لأفضل الجامعات في المنطقة العربية، وتضم هذا العام 181 جامعة، بينها 29 جامعة مصرية أو أجنبية عاملة في مصر.
واحتلت مصر المركز الثاني في عدد الجامعات الموجودة بالتصنيف بعد السعودية التي جاءت أولا بـ31 جامعة.
ولم تظهر أي جامعة مصرية ضمن العشرة جامعات الأولى في هذا التصنيف، في حين جاءت الجامعة الأميركية في القاهرة بالمركز 11، تليها جامعة القاهرة في المركز 12، ثم جامعة عين شمس بالمركز 14.
وإلى جانب الجامعات الثلاث السابقة جاءت 3 جامعات أخرى فقط ضمن الـ50 جامعة الأولى، وهي الإسكندرية (21)، والمنصورة (29)، وأسيوط (35).
تصنيفات كيو إس لقابلية التوظيف والتخصص
وفي تصنيف ثالث لمؤسسة “كيو إس” حول الجامعات التي يحظى خريجوها بقابلية أكثر للتوظيف، لم تظهر سوى جامعتين فقط تحملا اسم مصر من بين 550 جامعة شملتها القائمة، وهما الجامعة الأميركية في القاهرة “201-250” وجامعة عين شمس “301-500”.
في المقابل، نجحت 5 جامعات في الوجود ضمن أفضل 500 جامعة في تصنيف “كيو إس” العالمي للجامعات وفق التخصص، وهي القاهرة والإسكندرية وعين شمس والمنصورة والجامعة الأميركية في القاهرة.
وجاءت جامعة القاهرة في المركز 271، حيث احتلت المركز 134 في الهندسة والتكنولوجيا، و178 في الطب وعلوم الحياة، و271 في الآداب والعلوم الإنسانية، و292 في العلوم الطبيعية.
تصنيف “التايمز” (THE)
يعد تصنيف التايمز للجامعات العالمية أحد أبرز قوائم تصنيفات الجامعات بشكل عام، ويضم في نسخة عام 2022 أكثر من 1600 جامعة من 99 دولة حول العالم، بينها 35 جامعة مصرية.
ويعتمد التصنيف في ترتيب أفضل الجامعات على 13 مؤشر أداء تقيس مدى تميز الجامعة أو المؤسسة التعليمية في 5 مجالات رئيسية وهي التدريس والبحث والاستشهادات والنظرة الدولية ودخل الصناعة.
واحتلت جامعة أسوان صدارة الجامعات المصرية في هذا التصنيف، وهي الوحيدة ضمن أول 500 جامعة، حيث جاءت في المرتبة “401-500”.
وتمكنت 11 جامعة أخرى من الوجود بين الألف جامعة الأولى، وهي جامعات كفر الشيخ والمنصورة وقناة السويس في المرتبة “501-600″، ثم القاهرة “601-800″، وبعدها الجامعة الأميركية وجامعات بنها وبني سويف والمنوفية وجنوب الوادي والزقازيق وزويل للعلوم والتكنولوجيا في المرتبة “801-1000”.
إنجاز أم تراجع؟
وبينما رأى المسؤولون أن التصنيف في هذه القوائم هو إنجاز كبير، انتقد خبراء ومراقبون الترتيب المتأخر للجامعات المصرية في كثير من هذه التصنيفات، معتبرين أنه لا يليق بالمكانة العلمية والتاريخية لكثير من الجامعات المصرية.
ويقول منتقدون إن المعايير المختلفة التي يعتمدها كل تصنيف تؤدي إلى ترتيب لا يعبر بالضرورة عن جودة التعليم المقدم في هذه الجامعات، وخاصة أن هذه الأنظمة تميل بشدة نحو مخرجات البحث العلمي بدلا من جودة التدريس وتجربة الطلاب بشكل عام، ويعطي بعضها للسمعة والاستشهادات حجما نسبيا كبيرا عند التقييم.
وبينما تضع بعض التصنيفات معيار عدد الطلاب الأجانب لتقييم الجامعة، يقول خبراء إن إقبال الكثير من الطلاب العرب على الجامعات المصرية يأتي بسبب انخفاض تكلفة الدراسة وليس لجودة التعليم فيها، فضلا عن قبول الحاصلين على تقييمات منخفضة في الثانوية العامة في “كليات القمة” مثل الطب، وغيرها من التسهيلات في إطار مبادرة “ادرس في مصر” التي أطلقتها وزارة التعليم العالي عام 2019.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال وزير التعليم العالي إن عدد الطلاب الوافدين إلى مصر شهد زيادة بنحو 5 أضعاف، وتجاوز 100 ألف طالب مسجلين بالجامعات الحكومية والخاصة مقارنة بنحو 22 ألفا عام 2014.
ووفق تصريحات سابقة للأستاذ بكلية الطب في جامعة القاهرة صلاح الغزالي حرب، فإن عدد الوافدين بكلية الطب جامعة القاهرة لعام 2021-2022 بلغ نحو 1300 طالب، في حين لا يتعدى عدد المصريين 1400 طالب، وهي نسبة وصفها بـ”الكارثية”.