كييف تعلن لأول مرة إسقاط مسيّرة إيرانية وروسيا تحذر من حرب عالمية ردا على وثيقة أوكرانية
أعلنت أوكرانيا أنها تمكنت بفضل هجومها المعاكس من استعادة نحو 4 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في أسبوع، كما قالت للمرة الأولى إنها أسقطت طائرة مسيّرة إيرانية الصنع تستخدمها القوات الروسية.
وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها أسقطت الطائرة من طراز “شاهد-136” في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، حيث تشن القوات الأوكرانية هجوما معاكسا ضد القوات الروسية منذ مطلع الشهر الجاري.
ونشرت الوزارة صورا لما بدا أنه أجزاء من طائرة مسيّرة مدمرة، وقالت وكالة رويترز إن طرف الجناح يتطابق مع طرف جناح الطائرة “شاهد-136”.
وأوضحت الوزارة أن الطائرة أسقطت بالقرب من كوبيانسك، وهي بلدة في منطقة خاركيف استعادت أوكرانيا السيطرة عليها في الأيام الأخيرة.
وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة، لكن طهران تنفي ذلك.
ومع استمرار الهجوم الأوكراني بشمال شرقي البلاد، أعلنت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع أن أوكرانيا استعادت 3800 كيلومتر مربع من أراضيها في منطقة خاركيف منذ السادس من سبتمبر/أيلول الجاري.
وقالت ماليار، في كلمة متلفزة على الهواء، من بلدة بالاكليا التي استعادتها أوكرانيا، إن الأراضي المحررة من القوات الروسية تضم أكثر من 300 تجمع سكاني ويقطنها نحو 150 ألفا من السكان حاليا.
وأضافت أن “العملية مستمرة. وهدفها التحرير الكامل لمنطقة خاركيف… نعتقد أن هذا سيحدث في أقرب وقت ممكن”.
وتعليقا على التقدم الأوكراني، قال الرئيس الأميركي جو بايدن “من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما ميدانيا كبيرا، لكنني أعتقد أن العملية ستكون طويلة”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا في المجمل “حررت أكثر من 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية في الجنوب والشرق” منذ الأول من سبتمبر/أيلول. ويشمل تصريحه الأراضي التي قالت ماليار إنها عادت لسيادة بلادها في الأسبوع الماضي.
تحولات الحرب
ومنذ أن تخلّت روسيا عن معقلها الرئيسي في شمال شرقي أوكرانيا يوم السبت، في أسوأ انتكاسة لها منذ الأيام الأولى للحرب، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على عشرات البلدات في تحول لافت لمجريات المعركة.
وقالت وكالة رويترز إن أنباء الهزائم الميدانية أثارت تذمرا غير معتاد على شاشات القنوات الروسية الرسمية.
وفي السياق، نفى الكرملين اليوم الثلاثاء وجود مناقشات بشأن إعلان تعبئة عامة لدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين، ردا على سؤال بشأن مطالبة عضو في البرلمان الروسي بإعلان التعبئة العامة، إنه “في اللحظة الحالية لا توجد مناقشة لذلك”.
معاهدة كييف الأمنية
في غضون ذلك، نشر مكتب الرئيس الأوكراني اليوم الثلاثاء مسودة بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها بلاده، تحت عنوان “معاهدة كييف الأمنية” على الموقع الإلكتروني للرئاسة.
وجاء في نص هذه الوثيقة أنه يجب أن تكون الضمانات الأمنية مؤكدة، وتحدد الالتزامات التي ستتعهد بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا.
وتنص الوثيقة على أن الدول الضامنة يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا، بالإضافة إلى دول شمال أوروبا، ودول البلطيق، وأوروبا الوسطى والشرقية.
وحسب هذه المسودة، يتعين على الدول الموقعة على الضمانات الأمنية لأوكرانيا تقديم المساعدة العسكرية لكييف في حال تعرضها لاعتداء.
رد روسي
وفي أول ردة فعل من روسيا على المسودة الأوكرانية، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن مشروع الضمانات الأمنية هو في الواقع “مقدمة للحرب العالمية الثالثة”.
وأضاف أن “الأصدقاء الملعونين من الرؤساء الغربيين الذين يُوجّه هذا النداء الهستيري إليهم” عليهم أن يفهموا أن الأمر يتعلق مباشرة بـ”حرب هجينة من قبل الناتو” ضد روسيا.
وحذر ميدفيديف من أن إرسال “أخطر أنواع الأسلحة إلى نظام كييف من دون قيد” سيؤدي عاجلا أو آجلا إلى انتقال الحملة العسكرية إلى مستوى آخر، حسب تعبيره.
من ناحية أخرى، ناقش المستشار الألماني أولاف شولتز في محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطورات الصراع في أوكرانيا.
وقال شتيفن هيبشترايت المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن شولتز حث الرئيس الروسي على إيجاد حل دبلوماسي للصراع في أوكرانيا يقوم على وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الروسية في أسرع وقت ممكن.
وأضاف المتحدث أن المستشار الألماني أكد في المحادثة -التي استمرت 90 دقيقة- ضرورة ضمان سلامة محطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وحث بوتين على الاستمرار في التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وذكر هيبشترايت -في بيان- أن شولتز أكد أن “أي خطوات روسية أخرى لضم مناطق لن تمر من دون رد، ولن يُعترف بها تحت أي ظرف من الظروف”.