وصفت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بأنه مدبر الدفاع عن كييف، ومخطط انتصارات خاركيف وليمان وخيرسون، وقالت إنه قريب من رجاله ويترك لهم استقلالا كبيرا على عكس الجيش الروسي.
وقال يوهان ميشيل، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن زالوجني (49 عاما) ليس من النوع الذي يقدم نفسه على الآخرين، ولكن وظيفته تفرض عليه تنسيق جميع العمليات، من الهزيمة الروسية في كييف بداية الغزو، إلى الهجوم المضاد المنتصر في خاركيف، علاوة على التقدم الأخير نحو خيرسون.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم أموري كوتانسييه بيرفينكيير- إلى أن هذا الضابط الذي لم يتعلم في المدارس السوفياتية، استمد طريقته من تجربته العسكرية، وخاصة ما أنجزه من إصلاح للجيش الأوكراني، الذي واكب تطوره منذ حرب دونباس عام 2014، وقد اتخذ زالوجني من جيوش دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) نموذجه.
وذكّرت الصحيفة بالصعود السريع “للجنرال الحديدي” بعد تخرجه بمرتبة الشرف من مدرسة أوديسا العسكرية عام 1997، إذ عيّن في عدة مراكز قيادية، من ضمنها إرساله في عام 2014 لقيادة الجبهة الشرقية ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا، حيث قاتل بالقرب من دبالتسيف، موقع هزيمة أوكرانيا المدوية، والتي يقول عنها “لحظة ستبقى محفورة في ذاكرتي. المعارك الأولى. الخسائر الأولى. ثم تغير موقفي تجاه الجندي تماما”.
في يوليو/تموز 2021 عيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجنرال الحديدي قائدا عاما للقوات المسلحة الأوكرانية في سياق إصلاحه الطموح للقوات المسلحة الأوكرانية، حسب وصف الصحيفة، فكان أول قرار له أن القوات في دونباس لن تضطر إلى طلب إذن إطلاق النار للرد على نيران العدو، في توسيع لحرية الجنود.
وفي مقابلة له في سبتمبر/أيلول 2021، حذر زالوجني من “عدوان واسع النطاق” من قبل روسيا، وقال “إن مهمتنا نحن القوات المسلحة هي ألا ننتظر المن من السماء. علينا الاستعداد لذلك. نحن نبذل قصارى جهدنا لجعل العدو أقل استعدادا لتنفيذ مثل هذا السيناريو”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغزو الروسي ضاعف دور زالوجني، لتصل صفحته على فيسبوك إلى 480 ألف متابع، وقالت إنه ينظر إلى “الرقباء الجدد كمساعدين حقيقيين لا كباش فداء، خلافا للجيش الروسي”، وقد استطاعت قواته، رغم تشكيك العديد من الخبراء والمستشارين، أن “تقاوم وتضايق مؤخرة العدو وصدّه في النهاية”.
وختمت الصحيفة بحث زالوجني ضباطه على “استخدام كل الوسائل” من أجل “الحفاظ على حياة وصحة” جنودهم، وإشادته بالوحدة التي أظهرت شجاعة في خاركيف، حيث قال “كل قتال يتطلب بطولة وشجاعة من أولادنا (..) أنا فخور بهم”، مشيرا إلى أن الأبطال الوحيدين هم جنود الخطوط الأمامية.