برج مكتبي يضم قنصلية ألمانية في كييف أصيب بالقصف (الأناضول)

برج مكتبي يضم قنصلية ألمانية في كييف أصيب بالقصف (الأناضول)

ارتفع عدد ضحايا الهجمات الروسية على مدن أوكرانيا -اليوم الاثنين- إلى 11 قتلى و87 جريحا، معظمهم في كييف، وتوعدت أوكرانيا بالثأر، بينما هددت روسيا بالمزيد، وسط تنديد غربي واسع ودعوة صينية لوقف التصعيد.

وقالت الشرطة الأوكرانية على فيسبوك إن العمل جارٍ على جمع “أدلة الفظائع الروسية”، مضيفة “روسيا أطلقت 84 صاروخا أسقطت دفاعاتنا 43 منها، و24 طائرة مسيرة أسقطنا منها 13″.

 

ففي ساعة مبكرة من صباح اليوم، وقعت 3 انفجارات متتالية في حي شيفتشينكو وسط كييف، الذي يضم البلدة القديمة التاريخية. ويقع في دائرة القصف الروسي مقر جهاز أمن الدولة، ومكتب الرئاسة الأوكرانية، ومكاتب حكومية أخرى.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية وقوع هجمات صاروخية متزامنة على مدن لفيف (أقصى الغرب)، وجيتومير (غرب كييف) وتيرتوبل (جنوب غرب) وخميلينيسك (جنوب غرب).

أما في الجنوب الشرقي، فأعلن حاكم منطقة دنيبرو بتروفسك وقوع عدد من القتلى والمصابين بعد الهجمات الصاروخية حول مدينة دنيبرو الصناعية.

واستهدف قصف صاروخي مدينة سلافيانسك في مقاطعة دونيتسك، كما استهدفت ضربات صاروخية أخرى البنية التحتية لمدينة خاركيف شرقا.

 

من ناحية أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم إنها أوقفت مؤقتا عملها في أوكرانيا لأسباب أمنية، كما أعلن المجلس النرويجي للاجئين أيضا أنه أوقف عمليات الإغاثة حتى يستتب الأمن بدرجة تسمح باستئنافها.

كييف ولفيف

ولفت فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة 51 في العاصمة الأوكرانية، مضيفا -في مقطع فيديو نشره على تويتر- “لا يزال التهديد بضربات جديدة قائمًا”، داعيًا الشعب الأوكراني إلى الاحتماء في حال انطلاق الإنذارات.

وفي وسط كييف، أظهرت لقطات سجلتها كاميرات مراقبة وبثها الجانب الأوكراني، لحظة قصف روسي استهدف جسرا للمشاة يمر في متنزه يقع في أحد أشهر المواقع السياحية بالعاصمة.

وأظهرت صور التقطت صباح اليوم تكدس سكان كييف في أنفاق مترو بعد الغارات التي استهدفت أرجاء مختلفة من المدينة وانطلاق صافرات الإنذار، بعد الدعوات التي وجهتها السلطات بضرورة التوجه إلى الملاجئ.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال من جهته إن 11 منشأة مهمة تضررت صباح الاثنين في 8 مناطق وفي العاصمة كييف.

بدورها، قالت وزارة الخارجية إن مبنى مكتبيا شاهقا توجد به قنصلية ألمانية في كييف أصيب خلال القصف، مضيفة أن المبنى متوقف عن العمل منذ شهور.

 

وفي لفيف قرب الحدود مع بولندا، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية ماكسيم كوزيتسكي إن 15 صاروخا استهدفت مدينة لفيف، وتم إسقاط بعضها.

وقال عمدة المدينة إن أجزاء من لفيف أصبحت بلا كهرباء بعد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة، كما توقفت محطة الطاقة والتدفئة المشتركة للمدينة بشكل مؤقت نظرا لنقص الكهرباء وتوقف الإمداد بالمياه الدافئة.

الثأر والانتقام

وتوعدت وزارة الدفاع الأوكرانية بالثأر والانتقام بعد القصف الروسي، وقالت إنه ستتم معاقبة العدو على ما سببه من ألم وموت.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي زيزنيكوف إن أفضل رد على ما سماه الإرهاب الصاروخي الروسي هو إمداد أوكرانيا بأنظمة مضادة للطائرات والصواريخ.

وأضاف -في تغريدة على تويتر- أن حماية السماء فوق أوكرانيا سيحمي الشعب الأوكراني والمدن الأوكرانية، كما سيحمي مستقبل أوروبا.

أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقال إن “بوتين يائس بسبب هزائم ساحة المعركة ويستخدم الإرهاب الصاروخي لتغيير وتيرة الحرب”.

الوعيد الروسي

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن حملة القصف المكثف التي استهدفت أوكرانيا حققت أهدافها.

 

وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أنه تم تدمير 6 مواقع تحكّم تابعة للقوات الأوكرانية، و5 مستودعات للأسلحة والذخائر، إلى جانب قاعدتين لتخزين الوقود المخصص للقوات الأوكرانية في مقاطعات دونيتسك وزاباروجيا وميكولايف ودنيبرو بتروفسك.

كما قال المتحدث إن الجيش الروسي أفشل عدة محاولات من قبل القوات الأوكرانية لشن هجوم على محاور كوبيانسك وكراسني ليمان ونيكولايفو كريفويروغ.

وكان من المتوقع أن تردّ روسيا بقوة على تفجير جسر القرم الذي وقع صباح السبت الماضي، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في تصريحات متلفزة اليوم- إن القوات الروسية نفذت ضربة مركزة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى على عدد من الأهداف الأوكرانية، تشمل منشآت عسكرية وأخرى للاتصالات والطاقة، ردا على تفجير الجسر.

وهدد بوتين بأنه إذا “استمرت المحاولات لتنفيذ أعمال إرهابية على أرضنا، فإن الردود الروسية ستكون قاسية وستكون مكافئة لمستوى التهديدات الموجهة للاتحاد الروسي”.

ردود الفعل

وتتوالى التصريحات الغاضبة من العواصم الغربية إزاء الهجمات الروسية، ومن أحدثها تغريدة كتبها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، قال فيها “تحدثت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ونددت بالهجمات الروسية المروعة والعشوائية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. سيواصل حلف الأطلسي دعم الشعب الأوكراني الشجاع للرد على عدوان الكرملين مهما استغرق الأمر ذلك”.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يدين هجمات روسيا “العشوائية” ضد المدنيين ويقف إلى جانب شعب أوكرانيا الذي يستحق الدعم.

 

وسبق أن قال بيتر ستانو الناطق باسم بوريل إن “استهداف الناس عشوائيا بوابل جبان ومروع من الصواريخ وضرب أهدافا مدنية، يمثّل حتما تصعيدا إضافيا”.

وأضاف في حديث للصحفيين أن الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات هذه الهجمات “الشنيعة” على المدنيين والبنى التحتية المدنية، والتي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي وترقى إلى “جريمة حرب”.

ولدى سؤاله عن اتفاق روسيا وبيلاروسيا لنشر “قوة إقليمية مشتركة”، طالب ستانو بيلاروسيا بـ”الامتناع” عن تقديم المزيد من المساعدة لموسكو في أوكرانيا، موضحا أنه “لا تفاصيل لدينا، لكن إذا حدث ذلك، فسيكون تصعيدًا آخر في الحرب غير الشرعية.. ولن يمرّر الاتحاد الأوروبي ذلك”.

أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، فقال “نحن ملتزمون بدعم أوكرانيا ومحاسبة النظام الروسي، وسنتعامل مع الأمر مع شركائنا في مجموعة السبع”، معتبرا أن “الهجمات الروسية المروعة تظهر يأس الكرملين”.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا تصعيد آخر غير مقبول للحرب.

تغيير كبير

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قوله إن الهجمات الروسية تمثل تغييرا كبيرا في حرب أوكرانيا.

 

وأجرى ماكرون اتصالا هاتفيا مع نظيره فولوديمير زيلينسكي ليعرب فيه عن التزام فرنسا بزيادة المساعدات، ومنها العتاد العسكري.

كما كتبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على تويتر “أدين بأشدّ العبارات الضربات الروسية العشوائية على المدن الأوكرانية. إن استهداف السكان المدنيين عمدًا يشكل جريمة حرب”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك “نبذل قصارى جهدنا لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية سريعا”.

واعتبر المستشار النمساوي كارل نيهامر أن الهجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا دليل على أن بوتين مستمر في دوامة التصعيد، مضيفا “من المهم اتخاذ خطوات لوقف التصعيد في أوكرانيا حتى لو بدا الأمر ميؤوسا منه في الوقت الحالي”.

من ناحيته، وصف وزير الخارجية البولندي زبينيو راو الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت أوكرانيا الاثنين بأنها “جريمة حرب”.

 

وقال رئيس بولندا “شددت خلال محادثة مع زيلينسكي على ضرورة عزل روسيا بسبب جرائم الحرب وسأناقش الأمر مع قادة آخرين”.

كما اعتبرت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين أن “استخدام روسيا الإرهاب وجرائم الحرب لن يمر دون عقاب”.

وفي وقت سابق اليوم، نددت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدجت برينك بما وصفته بتصعيد روسيا لوابل هجماتها على المدنيين الأوكرانيين.

وكتب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي على تويتر “إطلاق روسيا صواريخ على مناطق مدنية في أوكرانيا أمر غير مقبول”، وأضاف “هذا دليل على ضعف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وليس على قوته”.

وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا إنه لا يمكن لبوتين أن ينتصر في هذه الحرب، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب الأوكراني.

 

كما دانت وزارة الخارجية الإستونية بشدة الهجمات الصاروخية المستمرة على كييف وزاباروجيا ودنيبرو ومدن أوكرانية أخرى.

وقالت رئيسة وزراء إستونيا إن روسيا تستهدف المدنيين وأوكرانيا بحاجة لأنظمة دفاع جوي لحماية شعبها.

وأكد وزير الخارجية الليتواني أنه حان الوقت لمنح أوكرانيا كل الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن شعبها وأراضيها.

وأعلنت مولدوفا أن صواريخ كروز التي أطلقتها القوات الروسية على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات.

أما الصين، التي تقف إلى جانب روسيا، فقالت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ -في إفادة صحفية- “نأمل وقف التصعيد قريبا”.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author