روسيا تواصل قصفها المكثف.. الغرب يتعهد بتوسيع الدعم العسكري وموسكو تحذر من التدخل المتزايد
واصلت القوات الروسية هجومها على منشآت أوكرانية بعد يوم من قصف مكثف على مدن عديدة بينها العاصمة. وبينما تعهدت واشنطن وعواصم أوروبية بتوسيع دعمها لكييف، حذرت موسكو الغرب من التدخل المتزايد في الحرب.
فقد قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها ماضية في توجيه ضربات جوية مكثفة على منشآت البنية التحتية العسكرية والطاقة الأوكرانية بصواريخ عالية الدقة.
وأضافت الوزارة في بيانها أن 5 مستودعات تابعة للجيش الأوكراني قرب ميكولايف قد دمرت، كما أكدت تدميرها قاعدتين لتخزين الوقود للمعدات العسكرية الأوكرانية في منطقة دنيبرو بتروفسك.
وأشار البيان أيضا إلى أن القوات الروسية أصابت كل الأهداف التي حددتها اليوم في أوكرانيا، وشملت منشآت للطاقة وأخرى عسكرية.
في هذه الأثناء، قال ألكسندر ستاروخ حاكم مقاطعة زاباروجيا إن شخصا قتل وأصيب عشرات آخرون في قصف للجيش الروسي استهدف مجددا أحياء سكنية وسط المدينة، وألحق القصف أضرارا كبيرة بالمنازل وبعض المنشآت الحيوية.
وفي دنيبرو، قال حاكم المقاطعة إن الجيش الروسي استهدف مدنا وبلدات في الجهة الجنوبية من المقاطعة بمختلف أنواع الأسلحة.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تواصل هجومها على أوكرانيا بصواريخ إستراتيجية عالية الدقة تطلق من بحر قزوين، وإن دفاعاتها تمكنت من إسقاط 4 منها.
وقالت وسائل إعلام أوكرانية إن الجيش أسقط أيضا طائرة مسيرة إيرانية الصنع في سماء العاصمة كييف.
من جانبه، قال جهاز الاستخبارات الأوكراني إن القوات الروسية نقلت طائرات مسيرة إيرانية الصنع إلى الأراضي البيلاروسية.
وتزامن ذلك مع تأكيد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الأوكراني الجنرال سيرغي نايف تكثيف القوات المسلحة عمليات الاستطلاع ومراقبة الحدود، خشية هجوم محتمل من بيلاروسيا.
يذكر أن الاستخبارات الأوكرانية تقول إن بيلاروسيا تزود الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها.
وكانت هيئة الطوارئ الأوكرانية قد أعلنت في ساعات صباح اليوم الثلاثاء إطلاق صفارات الإنذار في كل أنحاء أوكرانيا، إيذانا باحتمال تعرض البلاد لوابل جديد من الصواريخ الروسية.
في موازاة ذلك، أعلنت السلطات المحلية في لوغانسك قصف القوات الأوكرانية مدينتي ستاخانوف وروبيجني بصواريخ هيمارس الأميركية، في حين تحدث قادة دونيتسك الموالون لروسيا عن مقتل امرأة وإصابة 19 مدنيا جراء القصف الأوكراني.
أما إدارة خيرسون الموالية لروسيا، فقالت إنها أفشلت محاولات القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات وضرب جسر أنتونوفسكي.
قصف روسي مكثف
وكانت القوات الروسية قد قصفت أمس الاثنين للمرة الأولى منذ 4 أشهر العاصمة الأوكرانية كييف ومدنا أوكرانية أخرى.
وأفادت أجهزة الطوارئ الأوكرانية -على فيسبوك- بأن حصيلة ضحايا القصف الروسي بلغت 19 قتيلا و105 جرحى، كما قالت الشرطة إن القوات الروسية أطلقت 84 صاروخا، وإن الدفاع الأوكراني أسقط 43 منها.
وقالت الشرطة الأوكرانية إن 70 منشأة تضررت، منها 29 منشأة من البنية التحتية الحيوية، و35 مبنى سكنيا.
وتوعدت وزارة الدفاع الأوكرانية بالثأر والانتقام بعد القصف الروسي، وقالت إن العدو سيُعاقب على ما سبّبه من ألم وموت.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن أفضل رد على ما سماه الإرهاب الصاروخي الروسي هو إمداد أوكرانيا بأنظمة مضادة للطائرات والصواريخ.
وأضاف على تويتر أن حماية السماء فوق أوكرانيا ستحمي الشعب الأوكراني والمدن الأوكرانية، كما ستحمي مستقبل أوروبا.
من جهة أخرى، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله -اليوم الثلاثاء- إن الدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ليس في مصلحة موسكو، لكن روسيا سترد على تدخل الغرب المتزايد في الصراع الأوكراني.
وأضاف ريابكوف “نحذر ونأمل أن يدركوا خطر التصعيد غير المنضبط في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى”.
وأوضح أن الولايات المتحدة والدول الغربية تقوم بتأجيج الخطاب النووي على خلفية الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتحاول جعل الأمر يبدو كما لو أن روسيا تستعد لشنّ ضربات باستخدام أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا أن روسيا لا تهدد أحدا باستخدام الأسلحة النووية.
ردود فعل
وتوالت ردود الفعل الأميركية والأوروبية على الهجمات الروسية الأخيرة، حيث أعرب مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن صدمتهم، وتعهد قادة أوروبيون بتقديم مزيد من الدعم العسكري لكييف.
ووعدت وزارة الدفاع الألمانية بتسليم أوكرانيا منظومات دفاع جوي متطورة خلال أيام.
كما ندد الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال مع نظيره الأوكراني، بالهجمات الروسية التي استهدفت مدنا في أوكرانيا بما في ذلك كييف، وتعهد بايدن في الاتصال بمواصلة تزويد أوكرانيا بالدعم اللازم للدفاع عن نفسها بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
كما أكدت الرئاسة الفرنسية أن مجلس دفاع مصغر عُقد مساء الاثنين برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون على مدى ساعة ونصف الساعة بحضور وزيري الخارجية كاثرين كولونا والجيوش سيباستيان ليكورنو.
وأوضح الإليزيه أن ماكرون اتخذ في هذا الاجتماع “إجراءات جديدة لدعم أوكرانيا عسكريا وتلبية احتياجات سكّانها”.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجمات الصاروخية على كييف جاءت ردا على تفجير جسر القرم.
وفي مستهلّ اجتماع عقده مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، توعد برد صارم وقاس على أي هجمات تستهدف الأراضي الروسية، مؤكدا استحالة ترك ما وصفها بجرائم نظام كييف من دون رد.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنه اتفق مع الجانب الروسي على نشر قوات مشتركة على طول الحدود مع أوكرانيا.
وبرر الإجراء بالقول إن حكومته تلقت عبر قنوات غير رسمية تحذيرات من هجوم وشيك على بيلاروسيا انطلاقا من الأراضي الأوكرانية.
في حين هددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا -اليوم الثلاثاء- بيلاروسيا بمزيد من العقوبات إذا زادت مشاركتها في الصراع الأوكراني.