روسيا تهدد بإجراءات غير متكافئة.. قمة طارئة لدول السبع والناتو: انتصار بوتين خطر علينا جميعا
قالت موسكو -اليوم الثلاثاء- إنها تتوقع المزيد من المواجهة مع الغرب، وهددت باتخاذ إجراءات غير متكافئة، وفي وقت أصدرت قمة طارئة للدول السبع الكبرى بيانا شديد اللهجة ضد موسكو، حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) من أن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشكل خطرا على جميع الدول الغربية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “المزاج قبل القمة مفهوم جيدا، ويمكن التنبؤ به بسهولة. المواجهة ستستمر” مضيفا أن روسيا “ستحقق أهدافها المحددة” في أوكرانيا. وأكد أنه يتوقع المزيد من “المواجهة” مع الغرب.
وانتقد بيسكوف تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وعد فيها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقديم “أنظمة دفاع جوية متطورة”.
وعلّق عليها قائلا “بحكم الأمر الواقع، غرقت الولايات المتحدة بهذا النزاع” معتبرا أن إرسال مثل هذه الأنظمة “سيطيل النزاع وسيجعله أكثر إيلاما للجانب الأوكراني”. وأضاف “لكن ذلك لن يغيّر أهدافنا، ولا حتى النتيجة النهائية”.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تحثّ على عدم تضخيم موضوع التهديد النووي. ودعا جميع المهتمين بموضوع التهديدات النووية الذين يحاولون تغطيته على الملأ بعدم تسخينه بشكل مصطنع، وفق تعبيره.
تصعيد غير منضبط
وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي حذّر واشنطن والعواصم الغربية من خطر ما وصفه بتصعيد غير منضبط، وقال إن الولايات المتحدة وأوروبا متورطتان بالصراع في أوكرانيا.
وقال المسؤول الروسي إنّه ليس من مصلحة بلاده الصدام بشكل مباشر مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
لكنه قال إن موسكو ستُضطر إلى اتخاذ إجراءات مناسبة إزاء الناتو وواشنطن قد لا تكون متكافئة، من دون أن يفصح عن تفاصيل هذه الإجراءات.
أما رئيس مجلس الدوما، فيتشيسلاف فولودين، فقال إنّ نظام كييف أصبح “إرهابيا” وفق وصفه، بعد ضلوعه في الاستهداف المنتظم للبنية التحتية الحيوية لمحطات الطاقة النووية في زاباروجيا وكورسك، وقتل شخصيات عامة في أوكرانيا وروسيا، واستهداف جسر القرم.
وأضاف أن سياسيي الدول الغربية الذين يدعمون نظام زيلينسكي يرعون الإرهاب فعليا، على حد قوله.
تطمينات لزيلينسكي
وفي ختام قمة طارئة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أصدر قادة مجموعة الدول السبع الكبرى بيانا تعهدوا فيه بمحاسبة الرئيس الروسي، وقد شارك في القمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقدم المجتمعون تطمينات لزيلينسكي بالتزامهم بتقديم الدعم الذي تحتاج إليه بلاده للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
كما حذّرت مجموعة السبع من أن أي هجمات على البنية التحتية الغربية ستواجه برد موحد وحازم، وتضمنت المسودة تأكيد المجموعة مواصلة تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي والقانوني لأوكرانيا.
وقال بيان مجموعة السبع “لن نعترف أبدا بالضم غير القانوني أو الاستفتاءات الزائفة التي تقيمها روسيا”. وجاء في البيان “أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية من قبل روسيا ستكون له عواقب وخيمة”
وتعهد قادة السبع بالعمل المنسق لمعالجة الآثار السلبية “للعدوان” الروسي على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ومن جانبه، أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن أنه تحدث مع قادة مجموعة السبع وزيلينسكي “بشأن التزامنا الراسخ بمساءلة روسيا عن حربها ودعم أوكرانيا”
وفي وقت سابق، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الرئيس الروسي من بدأ الحرب، ويجب عليه إيقافها. وأضاف أن انتصار بوتين “سيشكل خطرا علينا جميعا”.
كما طالب ستولتنبرغ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بوقف ما سماه “تواطؤ بلاده في الحرب”.
وأضاف أن الناتو يراقب عن كثب قوات روسيا النووية، ويبقى يقظا بشأنها. وأوضح أن الحلف سيعقد تمارين روتينية مخططا لها، ولكنها ستكون رسالة ردع لروسيا.
درع جوي
بدوره، دعا الرئيس الأوكراني قادة دول مجموعة السبع إلى المساهمة في إنشاء درع جوية لصد الضربات الروسية التي تنهال على أوكرانيا وتكثّفت اليومين الأخيرين.
وقال زيلينسكي “أطلب منكم تعزيز الجهود العامة للمساعدة ماليًا في إنشاء درع جوي لأوكرانيا. سيكون الملايين من الناس ممتنين لمجموعة السبع على هذه المساعدة”.
ودعا أيضًا إلى زيادة العقوبات على موسكو وإلى تكثيف المساعدة العسكرية لأوكرانيا، معتبرًا أن الرئيس الروسي “الذي أصبح الآن في المرحلة الأخيرة من حكمه، ما زال يتمتّع بمجال لمزيد من التصعيد”. وأضاف “هذا يمثل تهديدًا لنا جميعًا”.
وفي فرنسا، قال قصر الإليزيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ إجراءات جديدة لتقديم دعم عسكري لأوكرانيا وللاستجابة لحاجيات سكانها.
ومن جهة أخرى، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن موسكو مستعدة لبحث اقتراح عقد لقاء بين الرئيس ونظيره الأميركي على هامش قمة مجموعة العشرين المقبلة.