حذرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” من أنهما يأخذان على محمل الجد التصريحات الروسية باللجوء للسلاح النووي خلال الحرب على أوكرانيا إذا لزم الأمر.
وقال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن لم تر مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرار استخدام السلاح النووي، إلا أنها تأخذ تصريحاته بشأن اللجوء للسلاح النووي على محمل الجد.
وأضاف كيربي، في تصريحات لشبكة الجزيرة، أن واشنطن تتفق مع الجانب الروسي في قوله “إنه لا يجب الخوض في حرب نووية، وإنه لا يمكن الفوز فيها”.
وقال إن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع شركائها الأوكرانيين وضمان تزويدهم بالسلاح والقدرات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم.
وأكد المسؤول الأميركي أن المفاوضات هي الحل الأمثل للوضع في أوكرانيا، وقال “نريد أن نرى نهاية للحرب في أوكرانيا، ويمكن أن تنتهي اليوم في حال قرر بوتين سحب قواته”.
وأوضح كيربي أن “بوتين لم يظهر حتى الآن رغبة في التفاوض، أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فيريد مواصلة الدفاع عن بلاده وسندعمه في ذلك”.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في حلف الناتو قوله إن أي استخدام روسي للسلاح النووي سيستدعي بالتأكيد ردا من الكثير من الحلفاء وربما الناتو.
وشدد المسؤول على أن أي استخدام روسي للسلاح النووي سيغير مسار الصراع، وقال إن عواقبه ستكون غير مسبوقة على موسكو.
وتابع المسؤول أن موسكو تستخدم تهديداتها النووية بشكل أساسي لردع حلف شمال الأطلسي ودول أخرى من الدخول بشكل مباشر في حربها على أوكرانيا.
في غضون ذلك، عقد حلفاء أوكرانيا اجتماعا اليوم الأربعاء في بروكسل، على مستوى وزراء الدفاع في دول حلف الناتو.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن هذا الاجتماع يعقد في “لحظة مفصلية من النزاع، إذ ردّ الرئيس الروسي على سلسلة انتكاسات ميدانية بضم مناطق أوكرانية، وتوجيه تهديدات مبطنة باستخدام السلاح النووي”.
وأضاف ستولتنبرغ “رأينا بالطبع التكهنات حول استخدام سلاح نووي ضعيف القوة في أوكرانيا، وأبلغنا روسيا بوضوح أنه ستكون لذلك عواقب خطيرة على روسيا”.
ويقول الغربيون إنهم لم يلاحظوا أي تحركات على صعيد الأسلحة النووية الروسية، لكنهم حذروا موسكو رغم ذلك من استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.
ويهدف الاجتماع إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي لدى أوكرانيا التي باتت تمثل “الأولوية” بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية على عدد من مدن البلاد.
وعند وصوله إلى مقر الحلف في بروكسل، لم يدل وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف سوى بتصريح مقتضب، ملخصا موضوع الساعة بعبارة واحدة “أنظمة دفاع جوي”.
وأعلن ستولتنبرغ في بداية الاجتماع أن الأوكرانيين “بحاجة ماسة” إلى دفاعات جوية بوجه القصف الروسي العشوائي.
وأوضح أنهم “بحاجة إلى أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية، أنظمة قصيرة المدى، وبعيدة المدى، وأنظمة مضادة للصواريخ الباليستية، ولصواريخ كروز، وكذلك للطائرات المسيّرة. وأنظمة مختلفة لمهام متعددة”.
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الحلفاء سيواصلون تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لتلبية الحاجة الماسة الآنية والبعيدة المدى.
ويتردد حلفاء أوكرانيا في تزويدها بأنظمتهم الأكثر تطورا، إذ يقرّ دبلوماسيون بأن كميات هذه الأسلحة محدودة في الدول نفسها.