بمشاركة عمرو واكد وأبو النجا وباسم يوسف.. مسلسل “رامي” يطلق موسمه الثالث
يعترض الشاب الأميركي رامي على توقيفه من قبل جندي إسرائيلي، لكن ما إن ينتبه الجندي الإسرائيلي إلى أن أطفالا فلسطينيين “هاجموا” رامي، تتطور الأحداث سريعًا، ويصبح -الشاب ذو الأصول المصرية- في نظر الإسرائيليين مواطنا أميركيا تعرّض للهجوم، ولا بد من البحث عن مهاجميه ومعاقبتهم. وبالطبع، فإن “المهاجمين” ليسوا سوى صبية فلسطينيين أحبوا أن يمازحوا رامي!
طُرح الموسم الثالث من “رامي” (Ramy) على شبكة “هولو” الأميركية في 30 سبتمبر/أيلول 2022، ويلعب دور بطولته ويشارك في كتابته وإخراجه الممثل الأميركي من أصل مصري رامي يوسف، الحاصل على جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في مسلسل تلفزيوني (كوميدي أو موسيقي) في عام 2020، والمرشح لجائزة غولدن غلوب أخرى وجائزتَي إيمي.
تدور أحداث “رامي” حول عائلة حسن المصرية المقيمة في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة، لنتعرف على شخصياتهم ومشاكلهم بين أسئلة الهوية والقومية والدين، ومحاولات الحفاظ على التقاليد الدينية والشرقية والتأقلم في الوقت ذاته مع المجتمع الغربي وتقاليده، من بطولة رامي يوسف، ومي القلماوي، وهيام عباسي، وعمرو واكد، ومحمد عامر، وشادي ألفونس، وستيف واي.
موسم جديد من “رامي”
في الموسم الثالث من “رامي”، يواصل المسلسل استعراض بعض ما يشغل بال المواطن العربي في أميركا؛ بداية من الحنين إلى الكشري والسجائر المصرية، والبحث عن علاقات عاطفية عبر تطبيقات المواعدة “الخاصة بالمسلمين”، إلى جانب التركيز على علاقات الآباء والأبناء، وغيرها من القضايا التي يعيشها المهاجرون العرب.
الإعلان الدعائي للموسم الثالث، يُظهر رامي بأنه “دنيوي” وتائه في العالم، محاولا استعادة إيمانه بدينه، كما تحاول أسرته اكتشاف ذاتها ومعرفة مكانها في هذا العالم.
أبو النجا ويوسف في “رامي”
دون مقدمات، يفاجأ مشاهدو الموسم الثالث بظهور نجوم مصريين غائبين عن الأعمال الفنية العربية منذ سنوات؛ وهما خالد أبو النجا وباسم يوسف اللذان شاركا بطل المسلسل عمرو واكد في هذا الموسم.
وكان أبو النجا غاب عن السينما المصرية منذ آخر أفلامه “قدرات غير عادية” مع المخرج داود عبد السيد في عام 2015، بينما قدم واكد آخر أفلامه في مصر بعنوان “القرد بيتكلم” مع المخرج بيتر ميمي في عام 2017، وكان مسلسله “أهل إسكندرية” للكاتب بلال فضل والمخرج خيري بشارة منع من العرض قبلها بـ3 أعوام.
وكانت محكمة القضاء الإداري قد رفضت الطعن المقدم من كل من واكد وأبو النجا، وأيدت قرار شطبهما من نقابة المهن التمثيلية في مصر في يناير/كانون الثاني 2022.
وظهر الفنانان المصريان -اللذان اشتهرا بمواقفهما السياسية ومشاركتهما في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي بشأن التعديلات الدستورية في مصر في عام 2019، ما تسبب في شطبهما من النقابة.
وقالت النقابة، في بيان حينها، إن أبو النجا وواكد “توجها دون توكيل من الإرادة الشعبية لقوى خارجية واستقويا بها على الإرادة الشعبية، واستبقا قراراتها لتحريكها في اتجاه مساند لأجندة المتآمرين على أمن واستقرار مصر”.
أما باسم يوسف، فيظهر بشخصيته الحقيقية كمذيع كوميدي يقيم عروضا كوميدية في الولايات المتحدة.
موسم وردة الجزائرية
يكثر مسلسل “رامي” الاستعانة بمقاطع موسيقية مصرية وعربية شهيرة، مواصلا استخدام مقاطع موسيقية للفنان المصري هاني شنودة، إلى جانب تقديم مكثف لأغاني الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، تتماشى مع الجو العربي العام للمسلسل، خصوصا مع رحلة بطل المسلسل إلى فلسطين.
يقول رامي يوسف، في تصريحات صحفية، إنه كان يركز على موسيقى شنودة في الموسمين الأول والثاني، لكن الموسم الثالث “كتبه كله لوردة”، لأنه يحبها كثيرا.
الملاحظ أن الموسم الجديد يركز على أسرة رامي أكثر مما يركز على حياة البطل، إذ تتنقّل الأحداث بين هوس الأب المصري فاروق (عمرو واكد) باستثماراته في الساحل الشمالي في مصر، والأم الفلسطينية مايسة (هيام عباس) التي تبحث عن شيء ما ربما هي نفسها لا تعرفه، عن الصحبة، إلى الخلافات بين فاروق ومايسة والجدل الدائم حول العودة للحياة في مصر يوما ما.
ومن مشكلات الآباء إلى قضايا الأبناء من جيل الألفية، الحائر بين هويته الأصلية ومجتمعه الغربي، والبحث عن شريك عاطفي عبر تطبيقات المواعدة التي صار منها تطبيقات خاصة بالمسلمين فقط، ومن أميركا إلى نفس الجيل في مصر، حيث يزور فاروق أهله في القاهرة، ويلتقي فتاة تطلب منه أن يصطحبها في مغامرة، وفي ذهنها صورة نمطية عن الحرية الكاملة التي يتمتع بها الشباب في الغرب.
رامي يعيش أزمة هوية
كل ما نعرفه عن رامي منذ الموسم الأول والثاني يتكرر في الموسم الثالث أيضًا؛ فهو لا يزال يعيش أزمة هوية، والبحث عن أصوله العربية في المجتمع الأميركي، والبحث عن قناعاته الدينية كمسلم وعربي ومصري، هنا يصطدم بأكثر القضايا العربية إثارة للجدل وهو التعاون مع الصهاينة أو الإسرائيليين، بكل ما تشكله كل كلمة من معان واختلافات وكل ما تفجر من قضايا.
خلال الحلقة الثانية بعنوان “سجائر مصرية”، ننطلق مع رامي في رحلة من نيوجيرسي إلى القدس، حيث تتبين لنا معالم الحياة على وقع الاحتلال الإسرائيلي، توقيف ذوي الأصول العربية في المطار، نقاط التفتيش عند الحاجز، الجدار الضخم الذي يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكيف يحيل حياة الفلسطينيين إلى جحيم.
سنرى كيف يمكن أن يتحول مزاح سخيف بين رامي ومجموعة من الأطفال والمراهقين الفلسطينيين إلى اتهامهم بالانتماء لتنظيم إرهابي ومحاولة اغتيال “مواطن أميركي” فقط لأن رامي اشتكاهم لضباط جيش الاحتلال.
أهل فلسطين أدرى بشعابها
يتوقف المشاهد العربي ويتساءل: هل قدم “رامي” صورة جيدة عن الاحتلال والقضية الفلسطينية؟ ربما أراد أن يكون محايدا بشكل أكثر من الانحياز للقضية الفلسطينية، وكانت الكوميديا أكثر ما يشغله من أن يضع موقفا مؤيدا لقضية إنسانية وعربية ووطنية، ولا ننسى أن الجمهور المستهدف بالأساس هو الجمهور الأميركي أولا.
كان من الذكاء أن يستعين صانعو المسلسل بالمخرجة الفلسطينية المرموقة آن ماري جاسر لإخراج الحلقة التي تدور أحداثها في فلسطين، فأهل فلسطين أدرى بشعابها، وقد قدمت جاسر كل أفلامها عن القضية الفلسطينية بداية بفيلم “ملح هذا البحر” (2008) و”لما شفتك” (2012) نهاية بفيلمها الأخير” واجب” (2017).
هوليود تتغير
العالم يتغير بالتأكيد؛ فمنذ عقدين كانت هوليود تقدم العرب والمسلمين باعتبارهم إرهابيين ومتطرفين عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن لاحقا نال شباب هوليود ذوو الأصول العربية نجاحا مبهرا، بداية من الممثل الأميركي المصري الأصل رامي مالك الحاصل على جائزة إيمي عن دوره في مسلسل “مستر روبوت” (2015)، ثم جائزتي الأوسكار وغولدن غلوب عن دوره في فيلم “ملحمة بوهيمية” (2018).
وفي الوقت الذي شق فيه فنانون مصريون طريقهم في هوليود مثل عمرو واكد، تمنح الفرصة للمخرج المصري محمد دياب أن يخرج مسلسل “فارس القمر”، بينما يقنع رامي يوسف شركة إنتاج أميركية أن يكتب ويخرج ويلعب بطولة مسلسله “رامي”، ويمنح الفرصة لممثلين عرب ومصريين مشاركته أدوار البطولة.
يقول الناقد جون بورز، “يواصل رامي يوسف التوغل في أماكن لم يذهب إليها أي شخص آخر، حلقة الموسم الأول من مسلسله عن 11 سبتمبر/أيلول هي أفضل شيء رأيته عن كونك مسلمًا في أميركا بعد الهجمات”.