أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الأربعاء- حالة الحرب في المقاطعات الأربع التي تم ضمها إلى روسيا، ويشمل ذلك فرض الأحكام العرفية فيها، في وقت بينت فيه إسرائيل موقفها من إمداد كييف بالأسلحة.
وقال بوتين إن كييف ترفض أي عرض للتفاوض، وتستمر في قصف المدنيين. وأكد منح صلاحيات أكبر لحكام المناطق والأقاليم الروسية، لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية.
وأوضح بوتين أن الأحكام العرفية كانت سارية في المقاطعات الأوكرانية الأربع قبل انضمامها إلى روسيا، إلا أن هنالك حاجة إلى “إضفاء الطابع الرسمي على هذا النظام بالفعل في إطار التشريعات الروسية”.
كما أوعز الرئيس الروسي للحكومة بتشكيل مجلس تنسيقي برئاسة رئيس الوزراء، وأعلن توقيعه على أمر بتسليم الرواتب للعسكريين في الوقت المحدد.
وقال مراسل الجزيرة أمين درغامي إن قرارات الرئيس الروسي اليوم لا تعني إعلان حالة الحرب بشكل كامل على أوكرانيا، بل هي في سياق استمرار عمليتها الخاصة المستمرة منذ 8 أشهر.
وتأتي قرارات بوتين غداة إعلان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا مؤخرا، وهي خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك، تحت المظلة النووية.
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء إن إسرائيل لن ترسل أسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بعد يومين من تحذير روسيا من أن أي تحرك إسرائيلي لدعم قوات كييف سيضرّ بشدة بالعلاقات الثنائية.
وأوضح غانتس في إفادة لسفراء الاتحاد الأوروبي، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، أن “سياستنا تجاه أوكرانيا لن تتغير. سنواصل دعم الغرب والوقوف بجانبه، ولن نقدم أنظمة أسلحة”.
وقال غانتس “لقد أرسلنا طلبا إلى الأوكرانيين لمشاركة المعلومات حول احتياجاتهم من تنبيهات الدفاع الجوي، بمجرد حصولنا على هذه المعلومات، سنتمكن من المساعدة في تطوير نظام إنذار مبكر مدني منقذ للحياة”.
وأشار غانتس إلى أن إسرائيل “تتبع سياسة دعم أوكرانيا من خلال المساعدات الإنسانية، ونقل المعدات الدفاعية المنقذة للحياة”، وفق تعبيره.
وبحسب مصادر عبرية، لا تزال أوكرانيا تتواصل مع الجهات المعنية في إسرائيل، وتطلب أنواعًا خاصة من السلاح، منها صواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة ومنظومة القبة الحديدة الدفاعية، وهو ما تقابله تل أبيب بالرفض دائما.
وتأتي التطورات في وقت شهدت فيه أوكرانيا الأربعاء انفجارات في مناطق متفرقة من البلاد بينها العاصمة كييف، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وذكرت وكالة “أوكرين فورم” أن العاصمة كييف وعدة مناطق في البلاد، بما في ذلك فينيتسيا وخاركيف، شهدت انفجارات متفرقة.
وحذر حاكم كييف أوليكسي كوليبا -عبر تليغرام- سكان العاصمة من تجاهل الإنذارات، قائلا: “إلى سكان منطقة كييف، الإنذارات الجوية مستمرة، لا تتجاهلوها واحموا أنفسكم”. وأكد أن قوات الدفاع الجوي تعمل في المنطقة.
وفي السياق، أعلن سيرغي بورزوف رئيس منطقة فينيتسيا -عبر تليغرام- أن منطقته تتعرض لإطلاق صواريخ، وحث الناس على البقاء في الملاجئ، وفق الوكالة.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أسفرت عن تدمير 30% من محطات الطاقة الكهربائية، مبينا أن ذلك أدى إلى انقطاع كبير بالتيار في عموم أوكرانيا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في سيادتها.