ترامب قال إن وباء كوفيد-19 ليس خطأه، بل خطأ الصين (الجزيرة)

ترامب قال إن وباء كوفيد-19 ليس خطأه، بل خطأ الصين (الجزيرة)

“تركيزه على ذاته وإعجابه بها يشل حركته.. إنه خطر لا مثيل له.. يعتمد على غرائزه كأساس للقرارات الكبرى”. هذه بعض الملاحظات المهمة التي يدلي بها الصحفي الأميركي الشهير بوب وودوارد في كتاب جديد له عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ونشر وودوارد مقالا في “واشنطن بوست” (Washington Post) يشرح فيه أهمية كتاب مسموع (صوتي) جديد له قائلا إنه على مدى أكثر من 50 عاما من العمل الصحفي، لم يفصح مطلقا عن المقابلات الأولية أو النصوص الكاملة لعمله، لكن بعد الاستماع مرة أخرى إلى المقابلات الـ20 التي أجراها مع ترامب خلال فترة رئاسته، قرر أن يتخذ خطوة غير عادية للإفراج عن هذه الأشرطة.

 

لا يمكن فصل ترامب عن صوته

وأوضح أن هذه المقابلات، في مجملها، تقدم صورة قريبة للغاية من ترامب خلال أحد أكثر الأعوام أهمية في التاريخ الأميركي؛ وسط محاكمته الأولى، ووباء فيروس كورونا، والاحتجاجات واسعة النطاق للعدالة العرقية.

وسيتم نشر الكتاب غدا الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول من دار نشر “سايمون آند شوستر”.

ويصف الكاتب “أشرطة ترامب” بأنها أساسية لفهم ترامب بينما يستعد للترشح للرئاسة مرة أخرى، مضيفا أنه تحدث معه في المكتب البيضاوي وفي “مار آلقو” بولاية فلوريدا، وكذلك عبر الهاتف في ساعات متفاوتة من اليوم، معلقا بأنه “لا يمكنك فصل ترامب عن صوته”.

دفاع دائم عن الذات

ويقول وودوارد حول الدفاع الدائم لترامب عن ذاته وعدم اعترافه بالتقصير أبدا، إنه في صيف عام 2020، على سبيل المثال، عندما قتل الوباء 140 ألف شخص في الولايات المتحدة، قال له ترامب “جاء الفيروس. هذا ليس خطأي. هذا خطأ الصين”.

 

وأضاف أنه سأل ترامب إن كانت هناك لحظة طوال الشهرين الماضيين -خلال ذروة انتشار وباء كورونا- قال فيها بينه وبين نفسه “آه، هذا هو الاختبار التاريخي للقيادة”؟ فأجاب ترامب بـ “لا”.

 

وعلق الكاتب قائلا “على الصفحة المطبوعة، تقرأ كلمة “لا” كتصريح بسيط، لكن، إذا استمعت إلى تلك الـ “لا” بالصوت، فستجدها واثقة، رافضة، مليئة بالثقة بالنفس، ولا تترك لديك أي شك في نهائية حكمه. هذا “الرفض” يبعده عن تحمل المسؤولية”.

لستُ بوش

وعن ثقته وإعجابه الطاغي بنفسه حكى الكاتب أن ترامب قال له خلال إحدى المقابلات “في الغالب ستقوم بخداعي، لأنه، كما تعلم، هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور. جورج دبليو بوش جلس معك لساعات وخدعته. لكن الاختلاف، أنا لستُ بوش”.

وأوضح وودوارد أنه سأل ترامب عن توقيت قراره بالترشح للرئاسة، وعن تعامله مع فيروس كورونا، وعن الرئاسة. وإجمالا، طرح عليه أكثر من 600 سؤال.

وفي هذه المقابلات، تسمع ترامب يستمتع بسلطة الرئاسة ويعتمد على غرائزه الشخصية كأساس للقرارات الكبرى. إنه تركيز على الذات يعيق قدرته على القيام بمهامه.

 

لا يفهم أهمية المؤسسات

وأصبح النهج المنفرد والمندفع -وهو النهج الذي أثار قلقا شديدا بل وأصاب فريقَ الأمن القومي الأميركي التابع له- سمة مميزة لعلاقات ترامب الخارجية.

ولم يفهم ترامب قيمة إشراك وكالة المخابرات المركزية أو وزارة الخارجية في وضع إستراتيجية متماسكة لمبادرة جديدة مع كوريا الشمالية، على سبيل المثال.

وصوتُه هو آلة ارتجاجية. وهو يكرر عباراته عدة مرات، كما لو أن التكرار بصوت عالٍ سيجعله على صواب.

وعلى الرغم من أن ترامب يُظهر غضبه ومظالمه، إلا أن نبرته يمكن أن تتحول بسرعة إلى المشاركة والتسلية.

 

أكبر إخفاق لترامب

ويوضح الكاتب في مقاله أن المقابلات تُظهر أن أكبر إخفاق لترامب كان طريقة تعامله مع فيروس كورونا، الذي قتل حتى هذا الشهر (أكتوبر/تشرين الأول 2022) أكثر من مليون أميركي.

 

وفي مقابلة استمرت 34 دقيقة في الخامس من أبريل/نيسان 2020، قدم الكاتب لترامب قائمة تضم حوالي 10 إجراءات تنفيذية أخبره كبار الخبراء الطبيين والعلميين بأنها ضرورية لتعبئة البلاد ضد الفيروس. ولم يتمكن هؤلاء الخبراء من نقل هذه المعلومات إلى ترامب لأنه لم يستمع أو لم ينتبه لهم.

تركيز معيق

ويقول الكاتب إنه بعد هذه السنوات من رئاسته، لا يزال ترامب قوة هائلة ووجودا لا يمحى، مع أقوى آلة سياسية في أميركا. لديه أكبر مجموعة من الأتباع والموالين وجامعي التبرعات، بما يتجاوز حتى الرئيس جو بايدن.

ويضيف أنه في عام 2020، أنهى كتابه السابق عن ترامب “الغضب” بالجملة التالية “عندما يتم أخذ أدائه كرئيس في مجمله، يمكنني فقط التوصل إلى نتيجة واحدة: ترامب هو الرجل الخطأ لهذا المنصب”.

خطر لا مثيل له

ويستمر وودوارد بالقول إن ترامب خطر لا مثيل له. عندما تستمع إليه حول مجموعة من القضايا من السياسة الخارجية إلى الفيروس إلى الظلم العنصري، فمن الواضح أنه لا يعرف ماذا يفعل. لقد كان منفصلا إلى حد كبير عن احتياجات وتوقعات الجمهور وأصبح تركيزه الذاتي المطلق هو الرئاسة.

المصدر : واشنطن بوست

About Post Author