بوتين يتوسط وزير الدفاع شويغو (يمين) وقائد عسكري روسي على متن زورق قبل استعراض يوم البحرية في سانت بطرسبرغ (رويترز)

بوتين يتوسط وزير الدفاع شويغو (يمين) وقائد عسكري روسي على متن زورق قبل استعراض يوم البحرية في سانت بطرسبرغ (رويترز)

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضر اليوم الأربعاء تدريبات قوات “الردع الإستراتيجي” الروسية المسؤولة عن الرد على التهديدات، بما في ذلك حالة نشوب حرب نووية، في وقت أعلن فيه الجيش الأوكراني حصيلة ضخمة لخسائر روسيا خلال أكثر من 8 أشهر من القتال.

وقال الكرملين في بيان “تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين أجرت قوات الردع الإستراتيجية البرية والبحرية والجوية تدريبات وإطلاقا عمليا للصواريخ الباليستية وصواريخ عابرة”.

 

وتم بشكل خاص إطلاق صاروخ باليستي على شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، وآخر من مياه بحر بارنتس في القطب الشمالي. وتضمنت التدريبات أيضاً طائرات بعيدة المدى من طراز “تي يو95” (TU-95).

وتابع الكرملين “نُفذت المهام التي تم تحديدها خلال تدريب الردع الاستراتيجي بالكامل، وأصابت جميع الصواريخ أهدافها”.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن التدريبات النووية تندرج في إطار “التحضير لاحتمال قيام العدو بهجوم ضد بلادنا”.

وتم تصميم القوات “الاستراتيجية” الروسية للرد على التهديدات بما في ذلك عند نشوب حرب نووية، وهي مجهزة بصواريخ عابرة للقارات وقاذفات استراتيجية بعيدة المدى وغواصات وسفن وطيران بحري، وتجري هذه التدريبات في خضم الهجوم الروسي على أوكرانيا والأزمة مع الغرب.

 

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات رايدر، أمس الثلاثاء، بأن روسيا أبلغت الولايات المتحدة أنها ستجري مناورات “غروم”، معتبرا أن هذه المناورات روتينية.

بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ردا على سؤال بشأن إمكانية اختلاق موسكو ذرائع لاستخدام سلاح نووي، إن روسيا سترتكب خطأ فادحا إذا لجأت إلى سلاح نووي تكتيكي.

توجيهات جديدة

وكان الرئيس الروسي أعلن أمس الثلاثاء توجيهات جديدة توحي باستمرار الحرب في أوكرانيا مدة أطول.

وخلال حديثه في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الجديد لإدارة عمل الحكومة في الداخل، قال بوتين إن من غير الممكن الاستغناء عن التنسيق داخل الهياكل الحكومية والأقاليم.

بوتين دعا لضمان تلبية احتياجات “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا (رويترز)

ووجه بوتين باستمرار عمل المجلس التنسيقي لتلبية احتياجات “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، ودعا إلى تحديد مهام المجلس وإعداد مسودة بالاحتياجات اللازمة لرفد العملية العسكرية هناك.

وقال إن “العمل بهذه الصيغة -التي نجتمع الآن على أساسها- مستمر منذ أسبوع، وهذه فترة قصيرة عموما، وبالطبع قد لا تكون مسودة مهام مجلس التنسيق جاهزة بعد لأسباب موضوعية، وأدعوكم إلى إعدادها في أقرب وقت ممكن”.

وأصدر بوتين أخيرا مرسوما يقضي بتأسيس مجلس تنسيقي تابع للحكومة يعنى بتلبية احتياجات الجيش الروسي خلال عملياته في أوكرانيا.

 

من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إن على موسكو تأمين جميع الاحتياجات للجنود الروس، وإشراك المؤسسات الخاصة في هذا الشأن.

“القنبلة القذرة”

في سياق متصل، قالت موسكو في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي إن وزارة الدفاع الروسية تلقت معلومات مقلقة حول خطط نظام كييف لارتكاب استفزاز بتفجير “قنبلة قذرة”، لاتهام روسيا باستخدام سلاح نووي تكتيكي.

وأضافت الرسالة أن الخطوة قد تتم بدعم من دول غربية. ووفق الرسالة الروسية، فإن المعلومات تشير إلى أن المعهد الأوكراني للبحوث النووية ومحطة “فوستوشني” للتعدين “تلقيا أمرا مباشرا من نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي لتطوير القنبلة القذرة، وأن الأعمال قد بلغت مراحلها النهائية”.

 

واتهمت موسكو في الرسالة “نظام كييف بالسعي لترهيب السكان وزيادة تدفق اللاجئين، ومن ثم اتهام الاتحاد الروسي بالإرهاب النووي”، وفق الرسالة.

كما حمّلت السلطات في كييف وداعميها الغربيين المسؤولية الكاملة عن جميع عواقب استخدام “قنبلة قذرة”.

 

وحثت الرسالة الروسية إلى مجلس الأمن الدول الغربية على ممارسة نفوذها على نظام كييف للتخلي عن مخططاته التي وصفتها بالخطيرة والمهددة للسلم والأمن الدوليين.

تطورات ميدانية

ميدانيا، تدور معارك وصفت بالشرسة في محيط مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك في إقليم دونباس (شرق)، وذلك بالتوازي مع المعارك في منطقة خيرسون (جنوب).

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن قصفا روسيا عنيفا استهدف أمس الثلاثاء مدينة باخموت الصغيرة التي يسعى الروس منذ أسابيع لاقتحامها، ووصفت المعارك الدائرة في محيط المدينة بالشرسة.

 

وتعد مدينة باخموت القاعدة اللوجستية للمعارك في المنطقة المحيطة بها في شرق أوكرانيا، وقد جعلها ذلك هدفا دائما للقوات الروسية، وتدور منذ أسابيع المعارك على بعد نحو 30 كيلومترا من مركز المدينة.

ونقلت الوكالة عن جندي أوكراني أن قوات بلاده حققت مكاسب في المنطقة خلال قتال جرى مساء الاثنين.

 

وعلى وقع المعارك المستمرة على تخوم خيرسون ولوغانسك وباخموت، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن خطوط الدفاع الروسية في المقاطعة لم تتغير، وإن الجبهة قوية ومستقرة.

وأضاف ستريموسوف أن الانتصارات في ما سماها المنطقة الرمادية انتهت، في إشارة منه إلى التقدم الذي كانت أعلنته القوات الأوكرانية في خيرسون في الأسابيع الماضية.

حصيلة أوكرانية

من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أنه قتل نحو 68 ألفا و900 جندي روسي منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي حتى اليوم الأربعاء.

ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “أوكرينفورم” عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في البلاد قولها في منشور عبر موقع فيسبوك، إن من بين القتلى 480 جنديا روسيا لقوا مصرعهم أمس الثلاثاء.

الطرفان الروسي والأوكراني تكبدا خسائر كبيرة خلال الحرب (الأوروبية)

وأضافت أنه حتى اليوم الأربعاء دمر المدافعون الأوكرانيون 2628 دبابة روسية و5351 مركبة قتال مصفحة و1686 نظاما مدفعيا و379 راجمة صواريخ متعددة.

كما دمروا 192 من أنظمة الدفاع الجوي و271 من الطائرات الحربية بالإضافة إلى 248 مروحية، وفق البيان نفسه الذين لم يتسنّ التحقق من صحة البيانات فيه من مصدر مستقل.

واعترفت روسيا بتكبدها خسائر خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر إلا أن حصيلتها تقل كثيرا عن الحصيلة الأوكرانية.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author