بوتين يتحدث عن السبب “الحقيقي” للحرب وتركيا تجد حلا للمسيّرات الانتحارية بأوكرانيا
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسباب ومبررات إعلانه الحرب على أوكرانيا، في حين أعلنت شركة تركية مصنعة للطائرات المسيرة أنها تعمل على تطوير مسيّراتها بهدف التصدي “للمسيّرات الانتحارية” في أوكرانيا.
وعن أسباب الحرب، قال بوتين خلال منتدى نقاشي مع خبراء دوليين، أمس الخميس، إن سعي أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) لا يتوافق مع المصالح الأمنية لروسيا، بالإضافة إلى فسخ كييف خطة سلام لمنطقة دونباس (شرق أوكرانيا) كان قد تم الاتفاق عليها بوساطة ألمانية فرنسية.
وأضاف الرئيس الروسي أنه مستعد لإجراء مفاوضات سلام مع أوكرانيا، وذلك بعد مضي أكثر من 8 أشهر على الحرب رغم ما وصفه برفض كييف إجراء مثل هذه المحادثات تحت تأثير الولايات المتحدة.
وكان بوتين أعلن في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي ضم 4 مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الفدرالي الروسي، وعرض إجراء مفاوضات في كلمة ألقاها أمام الكرملين آنذاك. في المقابل، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما يقضي برفض إجراء محادثات مع بوتين.
وفي إشارة إلى الهجوم الذي أمر بشنه على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي قال بوتين إن أوكرانيا تقاتل دون مراعاة لجنودها وتسجل خسائر أكبر بشكل ملحوظ من خسائر روسيا.
لعبة خطيرة
ورأى الرئيس الروسي أن الغرب يراهن على السيطرة على العالم في لعبة وصفها بالخطيرة، وأشار إلى أن بلاده لا تعتبر نفسها عدوا للغرب، مضيفا أن موسكو تحاول الدفاع عن حقها في الوجود في مواجهة الجهود الغربية لتدمير بلاده، حسب تعبيره.
وأشار بوتين إلى أن خطر استخدام السلاح النووي يبقى قائما ما دامت هناك أسلحة نووية، مؤكدا أن العالم يدخل عقدا هو الأكثر خطورة منذ الحرب العالمية الثانية.
في المقابل، قال البيت الأبيض إن تصريحات بوتين ليست جديدة ولا تشير إلى تغيير في أهدافه الإستراتيجية، بما في ذلك في أوكرانيا.
بدوره، كشف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن إستراتيجية الدفاع القومي الأميركي، وقال إنها تصف روسيا بأنها تهديد خطير، معتبرا أن ما وصفه بالعدوان الروسي يمثل تهديدا فوريا وحادا للمصالح والقيم الأميركية، كما أشار إلى أن الصين تعد التحدي الأساسي لبلاده، لكن النزاع معها ليس حتميا أو مرغوبا فيه، حسب قوله.
وقال أوستن إن استخدام روسيا سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا قد يؤدي إلى متغيرات في المجتمع الدولي، مضيفا خلال مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن استخدام موسكو سلاحا نوويا سيقابل برد كبير.
وأكد أن الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على نية بوتين استخدام قنبلة قذرة في الحرب في أوكرانيا، وأن أوكرانيا لا تخطط بدورها لاستخدام قنبلة قذرة.
إستراتيجية الدفاع القومي
وتتضمن إستراتيجية الدفاع القومي الأميركي أيضا مراجعة للإستراتيجية النووية والدفاع الصاروخي.
وتدعو الإستراتيجية إلى العمل على تعزيز الردع الأميركي حيال الصين بوصفها التحدي الأول للبنتاغون.
كما تسعى الإستراتيجية إلى الحيلولة دون سيطرة الصين على مناطق حيوية لتحقيق أهداف تهدد المصالح القومية للولايات المتحدة، وتعتبر أن روسيا تشكل تهديدا حادا يتمثل في حربها على أوكرانيا.
وفي السياق، قال مسؤول رفيع في البنتاغون إن واشنطن ستكون مضطرة للمرة الأولى في التاريخ إلى ردع قوتين نوويتين هما الصين وروسيا.
حرب المسيّرات
وفي سياق آخر، ومع تكرار اتهام كييف موسكو باستخدامها طائرات مسيرة حصلت عليها من إيران في قصف أهداف مدنية -خاصة في العاصمة كييف خلال الأسابيع الماضية- أعلنت شركة “بايكار” التركية المصنعة للطائرات المسيرة أنها تعمل على تطوير مسيّراتها بهدف التصدي “للمسيّرات الانتحارية” في أوكرانيا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة خلوق بيرقدار إن شركته تأمل أن تتمكن “قريبا” من التصدي للطائرات المسيرة “الانتحارية” في أوكرانيا، مثل “الطائرات المسيرة الإيرانية التي تشغلها روسيا والتي باتت تهدد مؤخرا البنية التحتية الحيوية”، وفق تعبيره.
وأضاف بيرقدار لوكالة الأنباء الألمانية خلال معرض دفاعي في إسطنبول “سيتم تزويد طائراتنا (بيرقدار تي بي-2) و(آقنجي) قريبا بصواريخ جو-جو، ليس فقط للاشتباك مع طائرات مسيرة، ولكن مع الطائرات المعادية الأخرى، نحن نجري اختباراتنا”.
ونجح الجيش الأوكراني إلى حد كبير في استخدام طائرات “تي بي-2” المسيرة من إنتاج شركة بايكار ضد الجيش الروسي منذ فبراير/شباط الماضي، وعلى الجانب المقابل تتهم كييف موسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية انتحارية من طراز “شاهد 136”.
وقال بيرقدار “نحن ندعم أوكرانيا بشكل كامل للدفاع عن سيادتها”، مضيفا أن الطائرات الانتحارية بطيئة وصاخبة وتنتشر على ارتفاعات منخفضة، مما يجعلها “أهدافا سهلة”.
وتنفي طهران باستمرار اتهام كييف لها بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة، كما أكدت أكثر من مرة أنها لا تدعم الحرب الروسية ضد أوكرانيا.