انطلقت بالعاصمة الجزائرية مساء اليوم الثلاثاء أعمال القمة العربية الـ31، بحضور القادة والزعماء العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك تحت شعار “لمّ الشمل” إثر انقطاع دام 3 سنوات، استمرت خلالها الانقسامات حول ملفات إقليمية عدة.
ويناقش المشاركون من القادة والزعماء العرب وثيقة “إعلان الجزائر” التي توافق بشأنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم على مدار 3 أيام.
وتتصدر القضية الفلسطينية أهم بنود الوثيقة وجدول أعمال القمة، كما تتضمن الوثيقة بنودا بالأمن العربي، والأزمات في 6 دول عربية تعاني من غياب الاستقرار.
وتُعقد القمة يومي الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار “لمّ الشمل”، ويشهد التمثيل الرسمي في قمة الجزائر نحو ثلثي القادة العرب، بجانب تمثيل منخفض لـ5 دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.
وفي كلمته في افتتاح القمة، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن شعار القمة العربية في الجزائر “لمّ الشمل” يختزل ما نعيشه من شعور بضرورة تجاوز الأسباب التي أدت إلى أوضاعنا الحالية.
وأضاف أنه يمكننا تجاوز أسباب الفرقة والمضي قدما نحو مستقبل أفضل لأمتنا العربية بل وللعالم، والعمل على الاتفاق معا على التكاتف والتعاضد.
وأشار إلى أن الأمة العربية تمر بظرف دولي استثنائي وغير مسبوق من حيث حجم التحديات وتعدد أبعادها، موضحا أن جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا والتغيرات المناخية كلها أزمات أربكت الأمة العربية.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الرئيس التونسي إنه لا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وأكد “سنمضي قدما لترسيخ المصالحة لمواجهة الاحتلال وإبلاغ الصوت الفلسطيني الواحد للإنسانية كلها”.
وفي الشأن الليبي، دعا الرئيس التونسي “الأشقاء في ليبيا إلى لمّ الشمل وتحقيق المصالحة الشاملة”.
وفي ختام كلمته، قال الرئيس سعيّد إن “تونس تسلم رئاسة القمة العربية للجزائر في ظرف غير مسبوق من حيث حجم التحديات وتوالي الأزمات”، وأضاف أننا “مطالبون بالخروج بقرارات عملية وتحديد المشاريع والبرامج الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وعقب تسلمه رئاسة القمة العربية، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمته إن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية بالغة التعقيد والحساسية، مشيرا إلى أن الأمة العربية تشهد أزمات تتزامن مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف أنه “يتعين علينا جميعا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة”، وذلك في ظل “ظاهرة الاستقطاب التي تسهم بقدر كبير في تصعيد الأزمات، وتلقي بظلالها على دول عدة، خاصة أمننا الغذائي”.
وشدد على أنه في ظل الأوضاع الدولية الراهنة تبقى قضيتنا المركزية الأولى هي القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن قوات الاحتلال تقتل الأبرياء وتهدم منازل الفلسطينيين وتحاول تغيير المعالم التاريخية للقدس.
ودعا الرئيس الجزائري إلى تشكيل لجنة اتصال عربية لمخاطبة الأمم المتحدة لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، مشددا على تمسك القمة “بمبادرة السلام العربية باعتبارها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية”، وقال إنه “يتعين علينا إزاء عجز الأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين مضاعفة الجهود ودعم الفلسطينيين”.
وفي ملفات أخرى، دعا الرئيس تبون “الأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن إلى الحوار من أجل التوصل لحلول توافقية داخلية”.