ترامب شكك بنتائج انتخابات التجديد النصفي قبل أن تبدأ ومخاوف من وصول أصحاب نظرية "الانتخابات المزورة" لمناصب حكام الولايات (الفرنسية)

ترامب شكك بنتائج انتخابات التجديد النصفي قبل أن تبدأ ومخاوف من وصول أصحاب نظرية "الانتخابات المزورة" لمناصب حكام الولايات (الفرنسية)

واشنطن- قبل ساعات من انطلاق التصويت فيها، نشر الرئيس السابق دونالد ترامب -اليوم الثلاثاء على منصة “TRUTH”- منشورا قال فيه “هيا نذهب مرة أخرى! أمام انتخابات مزورة!”.

ويثير هذا المنشور شكوكا على شرعية انتخابات التجديد النصفي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والحاسمة، خاصة على مقعد قد يحدد اتجاه أغلبية مجلس الشيوخ.

 

ولم يقدّم ترامب أي دليل على اتهاماته، وأرفق فقط مقالا نشره موقع إخباري يميني لم يظهر به أي دلائل على وقوع أي تزوير. وبدلا من ذلك، أثار المقال شكوكا غير مدعمة بقرائن حول مصداقية الاقتراع الغيابي (البريدي) التي لم تشرحها المقالة بوضوح.

ولا يشارك الرئيس السابق ترامب في هذه الانتخابات، إلا أنه يكرر ما كرره قبل وأثناء وعقب الانتخابات الرئاسية عام 2020 التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن.

ولم يقتصر الأمر على الرئيس ترامب خلال هذه الجولة الانتخابية التي يتصارع فيها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، على كل مقاعد مجلس النواب الـ435، إضافة إلى 35 مقعدا من مقاعد مجلس الشيوخ المئة، إلى جانب مئات السباقات الأخرى على مناصب حكام الولايات ومناصب قضائية وتنفيذية مختلفة.

وتاليا 5 أسئلة نجيب من خلالها عن معنى التشكيك بنتائج الانتخابات الحاسمة اليوم، واختلاف آليات الطعن فيها، ومعنى وصول أصحاب نظريات التزوير لمقاعد الحكم والتشريع بناء عليها:

 

 

لماذا تعتبر ولاية بنسلفانيا مهمة وحاسمة، وما معنى التشكيك فيها؟

يرى الكثير من الخبراء أن ولاية بنسلفانيا قد تحسم الصراع حول السيطرة على أغلبية مجلس الشيوخ، حيث يملك كلا الحزبين حاليا 50 مقعدا، مع ترجيح نائبة الرئيس كامالا هاريس لكفة الديمقراطيين.

وبسبب طبيعة عملية إدارة الانتخابات بالولاية والتي لا تسمح بالبدء في عد أو إحصاء بطاقات الاقتراع البريدية إلا مع يوم الاقتراع الشخصي اليوم الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، قد لا تعلن النتائج في بعض الدوائر سريعا عقب انتهاء موعد التصويت.

وذكر لي تشابمان القائم بأعمال رئيس الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، لشبكة “إن بي سي نيوز”، أن الأمر قد يستغرق أياما لإكمال فرز كل الأصوات.

ويدعم ترامب بقوة المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية دوغ ماستريانو الذي يستمر في تكرار أن انتخابات 2020 مزورة، وأنها شهدت عمليات تزوير واسعة سمحت بفور بايدن رغم حصول ترامب على عدد أكبر من الأصوات.

ويسيطر الجمهوريون على أغلبية المجلس التشريعي المحلي بالولاية، والذي رفض مؤخرا تمرير قانون يسمح للمقاطعات بالبدء في فرز وإحصاء بطاقات الاقتراع البريدي في وقت أبكر من صباح يوم الانتخابات. كما رفض الجمهوريون تبكير فرز وإحصاء بطاقات الاقتراع الغيابية الخاصة بأفراد الجيش والمواطنين المقيمين خارج الولايات المتحدة.

 

وتقليديا، لا تعلن سلطات الانتخابات الأميركية رسميا في كل ولاية على حدة -نظرا لطبيعتها اللامركزية- أسماء الفائزين، أو إجمالي الأصوات الرسمية ليلة الانتخابات. وبدلا من ذلك، تقدم وسائل الإعلام -خاصة شبكة مراسلي وكالة أسوشيتد برس- توقعات غير رسمية تستند إلى بيانات غير كاملة، لكنها تكون دقيقة في أغلب الأحوال.

 

لماذا يشكك حلفاء ترامب بنتائج الانتخابات قبل أن تبدأ وما معنى رفضهم لها؟

ويخوض المرشحان الديمقراطي جون فيترمان، والجمهوري محمد أوز سباقا متقاربا للغاية على مقعد مجلس الشيوخ بالولاية.

وخلال الأيام الماضية، ركز مذيع شبكة فوكس الإخبارية الشهير تاكر كارلسون على سباق الولاية، وكرر أنه من المستبعد أن يفوز المرشح الديمقراطي بسبب حالته الصحية، إذ تعرض لسكته دماغية قبل أشهر تؤثر على قدرته في الوقوف والتحدث لفترة طويلة أمام الجمهور.

 

لماذا يستعد الحزبان للطعن بنتائج الانتخابات قبل أن تبدأ، وهل يمكن تزويرها فعلا؟

وتشير بيانات لجنة الانتخابات الفدرالية إلى جمع الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لأكثر من 121 مليون دولار منذ انتهاء انتخابات 2020، مخصصة لتكاليف التقاضي وإعادة الفرز في الانتخابات النصفية 2022.

ودفع رفض الرئيس السابق دونالد ترامب نتائج انتخابات 2020 الرئاسية، وادعاءه تزويرها، إلى زيادة شكوك الكثير من الجمهوريين في نزاهة العملية الانتخابية الأميركية برمتها.

 

وتاريخيا، يكاد يكون من النادر أن تنجح محاولات تغيير نتائج الانتخابات بعد إعلانها. وعلى سبيل المثال، رفع الرئيس السابق ترامب 62 دعوى قضائية أمام محاكم فدرالية والمحكمة العليا ومحاكم عدد من الولايات التي تقاربت فيها النتائج، وحكم فيها مئات القضاة ممن عينهم ترامب نفسه، إضافة لمن سبقه من الرؤساء الأميركيين من كلا الحزبين، ولم يغير أي منهم النتيجة أو يكشف عن أي تزوير كبير ذي معنى.

وتزداد مخاوف الأميركيين من زيادة التشكيك المسبق في نتائج الانتخابات النصفية، وهو ما دفع بالحزبين الديمقراطي والجمهوري للاستعداد للتعامل مع سيناريوهات استثنائية حال قرروا الطعن في بعض نتائج انتخابات 2022.

ويُعد تزوير الانتخابات أمرا نادر جدا في الولايات المتحدة، ولم يكن يثار حول مصداقية الانتخابات أي شكوك قبل ظهور دونالد ترامب وتشكيكه في انتخابات 2020. وتجري كل ولاية انتخاباتها على حدة، ولا توجد جهة فدرالية مركزية تشرف على الانتخابات.

وعلى الرغم من وجود العديد من الضوابط الإجرائية في كل ولاية لضمان فوز المرشح الحاصل على أغلبية أصوات الناخبين، دفعت حادثة الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 بهدف عرقلة التصديق على نتائج انتخابات 2020، ورفض الكثير من المرشحين التعهد باحترام نتائج انتخابات 2022؛ لتصور إقدام عدد من المرشحين الخاسرين على رفض النتائج هذا العام.

 

لماذا تختلف آليات الطعن بنتائج الانتخابات بين الولايات وهل يمكن أن يؤثر هذا الاختلاف على نتائجها؟

تختلف آليات الطعن في نتائج الانتخابات بحسب الولاية، ولكن بشكل عام يجب أن يتم ذلك في غضون عدد معين من الأيام بعد الانتخابات، ويمكن للمرشح طلب إعادة فرز الأصوات.

 

في بعض الولايات، لا يمكن للمرشح طلب إعادة فرز الأصوات إلا إذا كان الفارق في الأصوات بين المرشحين أقل من نسبة مئوية معينة. في تكساس -على سبيل المثال- لا يمكن للمرشح طلب إعادة فرز الأصوات إلا إذا كان فرق أصواته عن أصوات خصمه أقل من 10%، وعادة يتكلف المرشح دفع تكلفة إعادة الفرز.

وفي ولايات أخرى، يتم تفعيل إعادة الفرز تلقائيا، وتحمل الولاية تكلفتها عندما يكون الفارق في أصوات المرشحين ضئيلا جدا. وفي ولاية مينيسوتا، على سبيل المثال، يحدث هذا عندما تكون نتائج بعض السباقات في حدود 0.25%، ويمكن للمرشح طلب إعادة فرز الأصوات ودفع ثمنها إذا كان الهامش أكبر من ذلك.

وفي بعض الولايات، لا يمكن للمرشحين الخاسرين طلب إعادة فرز الأصوات، لكن الولاية تجري تلقائيا إعادة فرز للأصوات إذا كانت النتائج ضمن هامش ضيق. ففي فلوريدا، على سبيل المثال، هذا الهامش هو 0.5% من إجمالي الأصوات المدلى بها لبدء إعادة فرز تلقائية آلية.

 

هل سيؤثر وصول “منكري النتائج” من الجمهوريين على الانتخابات الرئاسية عام 2024؟

لا تؤدّي عمليات إعادة الفرز أو التقاضي في كثير من الأحيان إلى تغيير نتائج الانتخابات. وتشير البروفيسورة لونا أتكيسون الأستاذة بجامعة ولاية فلوريدا، إلى أن “أكبر شيء يقلقني هو أن مسؤولي الانتخابات المحليين الذين يُطلب منهم التوقيع والتصديق على نتائج الانتخابات، لن يفعلوا ذلك”.

جدير بالذكر أن هناك عشرات المرشحين من الجمهوريين من منكري انتخابات 2020، ممن رفضوا التعهد باحترام نتائج الانتخابات الجارية.

 

وفي حال فوز هؤلاء المرشحين أو بعضهم، فستؤول إليهم مهمة إدارة انتخابات 2024 الرئاسية في بعض الولايات والمقاطعات.

ومن الأمثلة على هؤلاء: دوغ ماستريانو المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية بنسلفانيا، وكاري ليك لمنصب حاكمة ولاية أريزونا، وجو لومباردو لمنصب حاكم ولاية نيفادا، وعشرات غيرهم.

وسيلعب هؤلاء دورا كبيرا في وضع قواعد إجراء الانتخابات، والضوابط لضمان نزاهتها، وهو ما قد يؤدي لعواقب حقيقية من خلال زرع عدم الثقة في النظام الانتخابي الأميركي.

المصدر : الجزيرة

About Post Author