قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن ولاية بنسلفانيا قد تنتخب الدكتور محمد أوز عن الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ، مما سيجعله أول سيناتور مسلم في تاريخ الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن المسلمين في الولاية دعوه في عدة مناسبات إلى المساجد للتحدث عن مدى تأثير الإسلام في حياته، إلا أنه لم يلبّهم، مضيفة أن أوز أقرّ في إحدى المقابلات السابقة بأنه مسلم صوفي.
ويتنافس أوز مع المرشح عن الحزب الديمقراطي جون فيترمان في معركة شرسة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، من شأنها أن تقرر أي الحزبين سيحكم سيطرته عليه.
ولتحقيق الفوز على خصمه، يسعى أوز للتواصل مع الناخبين عبر التقرب إليهم بخلفيته الإسلامية، بما يبدو أنه تناقض كبير، طبقا لتقرير الصحيفة الذي أعده مراسلها للشؤون الدينية ليام ستاك.
غير أن الصحيفة تزعم أن هوية الدكتور أوز الشخصية والسياسية لا تجعله مناسبا للاضطلاع بدور الشخصية العامة المسلمة التي تصنع التاريخ وتكسر الحواجز.
ويُعرِّف أوز نفسه على أنه مسلم علماني، وقد قام بتربية أبنائه الأربعة على عقيدة زوجته المسيحية، ونادرا ما يناقش معتقداته الدينية على الملأ، وهو ينتمي إلى الحزب الجمهوري على عكس معظم المسلمين الأميركيين.
وينظر رفاقه المسلمون إلى بعض آرائه النادرة حول الإسلام على أنها تنطوي على معاداة للإسلام، بما في ذلك تحذيره من فرض تعاليم الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة.
على أن “الجفاء” الذي يشعر به العديد من المسلمين تجاه أوز ينبع من دعمه الصريح للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعلن ذات مرة أنه سيفكر بجدية في إغلاق المساجد بالبلاد، وسبق أن أعرب لأحد محاوريه عن اعتقاده بأن “الإسلام يكرهنا”.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن أوز قد يكون السيناتور المسلم الأول الذي يدين بصعوده السياسي لشخصية نشرت الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) على نطاق أوسع من أي زعيم أميركي آخر.
وسبق لمحمد أوز -وهو جراح قلب ومؤلف اشتُهر على مدى سنوات بكونه شخصية تلفزيونية- أن قدم توصيفا لجانب من حياته الروحية التي شكلها مزيج من الأفكار المتباينة لوالده المتدين ووالدته العلمانية التي جاءت انعكاسا للانقسامات داخل وطنهم الأم تركيا، حسبما أفاد تقرير الصحيفة الأميركية.
فقد صرّح في مقابلة أجرتها معه قناة “بي بي إس” (PBS) عام 2009: “لقد عانيت كثيرا جراء هويتي الإسلامية، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى وجود وجهتي نظر مختلفتين تماما داخل عائلتي بشأنها”.
وكشف في نهاية الأمر أنه اعتنق علمانية والدته، وشعر بالانجذاب إلى الصوفية.
ونقلت نيويورك تايمز في تقريرها عن داليا مجاهد مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم بالعاصمة واشنطن، قولها إنها شعرت كما لو أن الدكتور أوز “تبرأ” من خلفيته.
وطبقا لدراسة أعدها المعهد المذكور، يعد 10% من المسلمين الأميركيين أنفسهم من الجمهوريين، فيما يرى 46% من المسلمين أنهم ديمقراطيون، و40% مستقلون.
وفي تعليقها على ذلك، ترجّح داليا أن كثيرا من الأميركيين المسلمين مستقلون، ومن ثم فهم لا يشعرون بميول تجاه أي من الحزبين السياسيين (الجمهوري والديمقراطي).
وتضيف أن كثيرين منهم يعارضون مواقف الديمقراطيين إزاء قضايا مثل الزواج بين الشواذ جنسيا والضرائب، بينما ينفرون بشدة من الحزب الجمهوري منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن، والتي أدت إلى سنوات من التنميط العنصري والمراقبة الحكومية للمسلمين.
ومضت الصحيفة في تناولها لعلاقة محمد أوز بعقيدته الإسلامية، ونقلت عنه القول -في مقابلة مع إحدى الإذاعات في مايو/أيار الماضي- “نحن لا نريد الشريعة في أميركا.. أنا مسلم علماني”.