في ظل حكومة يمينية متطرفة.. البرغوثي يقترح على الفلسطينيين 3 خطوات لمواجهتها وفضحها
رغم أن السياسات التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية هي نفسها في تعاطيها مع الشأن الفلسطيني، فإن عودة بنيامين نتنياهو، إلى الحكومة والتركيبة الوزارية التي يتوقع أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، تفرض تحديات على الفلسطينيين، لا سيما في ظل تصاعد وتيرة المقاومة وأشكالها.
ولا يستبعد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن تلجأ حكومة نتنياهو اليمينية إلى التصعيد مع الفلسطينيين من خلال محاولات ضم وتهويد الضفة الغربية، والتهويد داخل المسجد الأقصى.
وعودة نتنياهو في نظر البرغوثي تعني موت موضوع حل الدولتين وموت المسار التفاوضي بشكل عام، وذلك بعد أن دفن اتفاق أوسلو.
وأمام الواقع الإسرائيلي الجديد، لا يملك الفلسطينيون، وفق البرغوثي، سوى اعتماد مقاربة تتكئ على 3 خطوات، أولها إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الصفوف على نهج مقاوم للاحتلال، وثانيا العمل على فضح الحكومة الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بتصنيف حزب إيتمار بن غفير فاشيا، وثالثا إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في اختيار قيادته بحرية وديمقراطية، وحقه في أن يصوّت للمقاومة، كما صوّت الإسرائيليون للفاشية ولليمين المتطرف.
وقد أصبح أمام الفلسطينيين فرصة للمطالبة بإلغاء عملية التطبيع التي استخدمت ضد القضية الفلسطينية وكانت خنجرا في ظهر الفلسطينيين، وفق البرغوثي في تصريحه لبرنامج “ما وراء الخبر”.
والملاحظ أن الأنظار مسلطة على حكومة نتنياهو القادمة بسبب تطرفها حتى في نظر الإسرائيليين أنفسهم. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد سرّبت تسجيلا صوتيا للرئيس إسحاق هرتسوغ، قال فيه إن العالم بأسره مفزوع من عضو الكنيست المتطرف (بن غفير). وأضاف -بعدما ظن أن الميكرفون أمامه قد أُغلق- أن الحكومة القادمة قد تواجه مشكلة بشأن المسجد الأقصى.
ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تكن ترغب في عودة نتنياهو إلى الحكومة، فإنها تجد نفسها اليوم ملزمة بالتعاطي معها، وهو ما أكده المتحدث السابق باسم الخارجية السفير بي جي كراولي، إذ قال إن واشنطن ستتعامل مع هذه الحكومة وفق السياسات التي ستنتهجها.
وحسب السفير، فإن نتنياهو سيحاول تجنب القيام بأمور قد تسبّب توترا في علاقات واشنطن وتل أبيب، وعليه أن يقدم تنازلات، وقال إن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس أعطت بعض النفوذ للرئيس بايدن، وهو ما يجعله يملك أوراق ضغط على إسرائيل.
وكان ديوان الرئاسة الإسرائيلية أبلغ مكتب زعيم الليكود نتنياهو قرارَ الرئيس هرتسوغ تكليفه بتشكيل الحكومة، وجاء القرار إثر حصول نتنياهو على توصية 64 نائبا في الكنيست الجديد بذلك.
وكان هرتسوغ قد أشار إلى أن ملف القدس وإمكانية توزير اليميني المتطرف (بن غفير) ستشكل تحديا كبيرا للحكومة المرتقبة.
وحسب ما كشف الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي يوآب شتيرن لبرنامج “ما وراء الخبر” فإن نتنياهو بحاجة إلى بن غفير.