بموازاة قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة تشنه إيران على مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة شمالي العراق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات بلاده ضد حزب العمال الكردستاني وحلفائه شمالي سوريا والعراق لن تقتصر على الغارات الجوية.

وأضاف أردوغان أنه ستُجرى نقاشات بشأن إشراك قوات برية في العملية، وأن المهمة تتلخص في القضاء على المنظمات الإرهابية، وفق تعبيره.

 

وأشار إلى أن روسيا لم تلتزم باتفاق سوتشي بشأن تطهير المنطقة من الإرهابيين، وأن تركيا سبق لها أن أكدت أنها لن تصمت إزاء ذلك، وهو ما حدث بالفعل، حسب قوله.

وفي سياق الحديث عن العلاقات التركية الأميركية، قال أردوغان إن تركيا والولايات المتحدة الأميركية تنضويان تحت مظلة الناتو، لكن واشنطن أرسلت رغم ذلك آلاف الآليات والأسلحة إلى ما سماها منطقة الإرهاب في سوريا، وبناء عليه أبلغت أنقرة الولايات المتحدة امتعاضها من إرسالها أسلحة إلى إرهابيين في سوريا منذ عهد أوباما، لكن الإدارات الأميركية اللاحقة استمرت في هذا المسلك، وفق قوله.

احتمال وارد

وعن احتمال تحول القصف التركي إلى عملية برية، أوضح الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية الدكتور سعيد الحاج -في حديثه لحلقة برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2022/11/21)- أنه من الناحية النظرية باتت العملية البرية التركية في سوريا شبه حتمية، ولكن الواقع العملي قد يحول دون ذلك، إذ ترى تركيا أن عمليات مكافحة مواجهة حزب العمال الكردستاني لم تصل إلى نهايتها بعد.

وكان من المفترض أن تكون عملية “المخلب- السيف” الجوية رسالة رد وردع لعملية إسطنبول حسب رأيه، مشيرا إلى أن الخيار الجوي موجود ولكنه لا وجود لضمانات بأنه سيتم اللجوء إليه، خاصة أن تركيا تحاول دائما الحديث مع الدول الفاعلة (أميركا وروسيا وإيران) لتكون عملياتها دون عقبات وبأقل تكلفة ممكنة.

 

وفي ظل العلاقات التركية الأميركية القوية لا بد من وجود ضوء أخضر من واشنطن بشأن أي تحرك تركي على الأرض، وهناك توقعات بأن تركيا تحاول إقناع كل من أميركا وروسيا بأهمية القيام بعملية برية سريعة، للتمكن من ردع قوات “قسد” وحزب العمال الكردستاني والرد بشكل قوي على تفجير إسطنبول، حسب ما ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني.

وعن السياق العام، رأى العناني أن هناك شعورا تركيا بمبررات لهذه العملية يمنحها موقفا قويا بدل القناعة الأميركية والروسية الماضية بأنه ليست هناك حاجة لها، خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، فضلا عن الحاجة الماسة على المستوى الإقليمي التي تقوي موقف أنقرة ليكون لها المجال مناسبا للقيام بالعملية في الشمال السوري.

يذكر أن تصريحات أردوغان السابقة تزامنت أيضا مع قصف متبادل بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بعد يوم من إطلاق تركيا عملية عسكرية تحت اسم “المخلب- السيف” ردا على التفجير الذي ضرب إسطنبول قبل نحو أسبوع.

كما أشار وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى أن 3 أشخاص -بينهم طفل- قتلوا إثر سقوط قذائف على منطقة قرقميش التابعة لولاية غازي عنتاب، وكان والي المدينة قال إن القذائف استهدفت المناطق السكنية، وأُطلقت من مناطق سيطرة ما تعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي وصفها بالإرهابية.

المصدر : الجزيرة

About Post Author