أكد مصدر رسمي تركي للجزيرة أن تركيا أنجزت كافة التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية البرية المحتملة شمالي سوريا، مشيرا إلى معلومات عن انسحاب القوات الأميركية من بعض المواقع.

وقال المصدر إن هدف المرحلة الأولى من العملية العسكرية هو السيطرة على تل رفعت ومنبج وعين العرب كوباني التي تسيطر عليها حاليا وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تعد المكون الرئيسي لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية.

 

وذكر المصدر نفسه أنه تم إبلاغ الجانب الروسي عدم قبول تركيا ما سماه الانتشار الشكلي لقوات النظام السوري في مناطق “قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضاف المصدر التركي أن بلاده أكدت للجانب الروسي على ضرورة حلّ “قوات سوريا الديمقراطية”، أو إخراجها من مناطق النفوذ الروسي شمال سوريا.

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة ووجودها في المنطقة، قال المصدر التركي للجزيرة إن الجانب الأميركي أبدى تفهمه للمطالب التركية، وأضاف أن المعلومات المتوفرة لدى تركيا تشير إلى أن الأميركيين انسحبوا من بعض المواقع.

وأكد المصدر أن العمليات العسكرية ستنفذ بشكل دقيق ومن دون أي تهديد لسلامة القوات الأميركية والروسية، وفق تعبيره.

 

أهداف تركيا

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن العملية العسكرية البرية قد تبدأ في أي وقت وفق ما تحدده الأولويات، وإن الأمر يعتمد على تقييم المراجع المعنية، بحسب تعبيره.

وأكد قالن أن تركيا لم تستهدف حتى الآن أي جنود أميركيين أو روس، وأن هدفها الوحيد هو وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

وأوضح المتحدث التركي أن أنقرة تطالب بأن تكون الوحدات الكردية في مناطق تبعد 30 كيلومترا عن الحدود التركية، وأن تتوقف عن محاولة التسلل إلى تركيا.

ورأى قالن أن العمليات العسكرية التركية قطعت الطريق على تأسيس “ممر إرهابي” من الحدود العراقية وصولا إلى البحر المتوسط.

 

وتزامنت هذه التصريحات مع تجدد القصف التركي على مناطق بشمال شرق سوريا، حيث أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن المدفعية التركية قصفت مواقع لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، في قرى بمحيط عين العرب كوباني وبلدة تل رفعت بريف حلب.

 

وأطلقت تركيا قبل أيام عملية “المخلب-السيف” ضد الوحدات الكردية بشمال وشمال شرق سوريا، بعد أن اتهمتها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول وأوقع 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.

وشنت القوات التركية ضربات جوية وبرية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة، وأكد مسؤولون أتراك أن الضربات أسفرت عن مقتل المئات من المسلحين الأكراد.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر، أمس الثلاثاء، إن واشنطن تواصل اتصالاتها مع الجانب التركي بشأن التصعيد في شمال شرق سوريا، وإن وزير الدفاع لويد أوستن سيتحدث مع نظيره التركي خلوصي أكار قريبا.

وتابع قائلا “نحث على ضبط النفس وسط التوترات في تلك المنطقة، فحصول اجتياح بري سيهدد بشكل كبير ما أنجزه العالم ضد تنظيم الدولة، وسيزعزع الاستقرار في المنطقة“.

وأكد رايدر أن واشنطن تعترف “بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة حيال الأعمال الإرهابية داخل حدودها”، لكنها تواصل في الوقت نفسه “دعم قوات سوريا الديمقراطية في القتال ضد تنظيم الدولة”.

 

تقليص الدوريات الأميركية

وأشار المتحدث الأميركي إلى أن الولايات المتحدة قلصت دورياتها شمالي سوريا، لأنها تجريها “بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية التي قلصت بدورها دورياتها”.

وأضاف “نواصل التركيز على محاربة تهديدات تنظيم الدولة، ولم تتضاءل قدرتنا في ذلك الإطار، لكننا قلصنا دورياتنا في الوقت الحالي”.

 

في هذه الأثناء، طالب قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي واشنطن بتوجيه “رسالة تحذيرية أقوى” إلى أنقرة، بعد حشدها “تعزيزات غير مسبوقة” عند الحدود مع سوريا.

كما قال عبدي، بعد اجتماعه بقائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو في مطار القامشلي العسكري (شمال شرقي سوريا)، إنه طلب من الروس ضرورة إيقاف الهجمات التركية، مضيفا أن “ما هو واضح حتى الآن أن الأتراك مصرّون على شن العملية البرية”.

وبشأن التعاون مع النظام السوري، قال عبدي إن قواته لن تعتمد على الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري “الضعيفة نسبيا” في التصدي للضربات الجوية التركية، بحسب وصفه.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author