بعد أزمة الطاقة التي سببتها حرب روسيا على أوكرانيا.. هل تكون الطاقة الخضراء بديلا عن النفط والغاز؟
يحاول فيلم “الطاقة.. نظام جديد” أن يبحث عن سبل لمعالجة أزمة الطاقة العالمية، ويطرح حلولا مستقبلية ويناقش الوضع السياسي والجيوسياسي الذي سيطرأ على الساحة العالمية مع التحول إلى مصادر طاقة جديدة.
وبحسب الفيلم الذي بثته الجزيرة بتاريخ (2022/12/2)، فقد لعب النفط في القرن الماضي دورا كبيرا في تشكيل العلاقات بين القوى العظمى، وأيضا في التأثير على قرارات مصيرية كخوض الحروب من عدمه، حيث كان النفط عصب الحياة، وكان الاعتماد عليه في الصناعات اعتمادا كليا.
غير أن العالم ولتجنب الاعتماد على مصدر واحد للطاقة في الحياة وبعد تجارب عدة خاضها أظهرت خطورة الاعتماد على مصدر واحد فإنه بدأ يتجه نحو مصادر جديدة للطاقة، وتبرز في هذا المجال أوروبا بشكل قوي، إذ تسعى إلى البحث عن طرق أخرى لاستخراج مصادر طاقة بديلة تعرف بالطاقة الخضراء.
ويعالج الفيلم موضوعا مهما من الناحية الجيوسياسية بعد أن أثبتت الحرب في أوكرانيا أن الاعتماد على مصدر واحد للطاقة سيرهن قارة أوروبا كلها لروسيا، ومن هنا جاءت فكرة تنويع مصادر الطاقة، خاصة الطاقة المتجددة.
لكن الطاقات المتجددة نفسها بحاجة إلى مصادر نادرة وغير متوفرة بأحجام واحتياطات كبيرة مثل الليثيوم والكوبالت، وهذه المعادن تتركز بشكل كبير في الصين تليها أستراليا وأميركا اللاتينية وصربيا، مما يجعل الاعتماد عليها مثار خوف وتوجس كما في الحالة الروسية على مستوى الغاز.
وزار “الفيلم” أحد مناجم التنقيب عن الليثيوم في صربيا، واستمع إلى شرح حول الصعوبات التي تواجه العاملين هناك، والأضرار البيئية المترتبة على طرق الاستخراج المعمول بها باستخدام الوقود الأحفوري الذي يسبب ضررا بالغا للبيئة.
كما أوضح مالك إحدى شركات التنقيب أنه من الصعب الحصول على الليثيوم النقي بكميات كبيرة، مؤكدا أن عمليات التنقيب الحالية ينتج عنها ليثيوم مليء بالشوائب يصعب استخدامه، ورغم أنه شدد على أن استخدام التقنيات الحديثة في التنقيب سيحمي البيئة ويضاعف الفائدة فإنه أشار في الوقت ذاته إلى أن ذلك يحتاج إلى أموال طائلة من أجل الحصول على المعدات اللازمة لذلك.
ومن خلال لقاءات مع سياسيين وعلماء طاقة وأيضا مسؤولين في الاتحاد الأوروبي لمشروع ما تسمى “الصفقة الخضراء” سلط الفيلم الضوء على التغير في الخريطة الجيوسياسية الدولية تبعا للتغير في البحث عن مصادر جديدة للمعادن تلبي حاجة الدول الصناعية في الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
وأشار كثيرون ممن التقاهم “الفيلم” إلى أن الكثير من تلك الدول تعترض على الاستغلال المفرط للمناجم بسبب آثاره البيئية، وهو ما يجعل دولا فقيرة مثل الكونغو عرضة للابتزاز والاستغلال من الدول الكبرى.