قالت صحيفة “لوتان” (LeTemps) السويسرية إن المسيرات ضربت لليوم الثاني على التوالي منشآت عسكرية على بعد مئات الكيلومترات داخل الحدود الروسية، فيما اعتبر أجرأ الهجمات التي شنتها أوكرانيا وأثارت مخاوف غربية من تصعيد جديد في الحرب.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير أعده مراسلها لويس ليما- أن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها انفجارات غامضة داخل الحدود الروسية، وإن لم يُبلّغ عن مثل هذا الاستخدام للطائرات المسيرة من قبل.
وفي تعليق على قدرة أوكرانيا على ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، نقل التقرير عن محللين عسكريين روس قولهم إنه حتى الساحة الحمراء (الميدان الأحمر) في موسكو أصبحت الآن في متناول أيدي الأوكرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسيرات “ستريش” (Strizh) تعود للحقبة السوفياتية، وهي بمثابة أهداف تدريب للطائرات المقاتلة في السبعينيات، وقد تم تعديلها -فيما يبدو- لزيادة مداها لتكون قادرة على الضرب في عمق الأراضي الروسية.
ويبدو أن تحسين المسيرات الذي وعد به الجيش الأوكراني قد سلط الضوء من جديد -حسب الصحيفة- على عيوب النظام العسكري الروسي، بعد أن حلقت هذه المسيرات مئات الكيلومترات فوق روسيا، رغم أنظمة الدفاع الجوية الروسية.
ومع ذلك، يُحجم معظم حلفاء أوكرانيا الغربيين حتى الآن عن إمدادها بأسلحة يمكن أن تضرب أهدافا على الأراضي الروسية مخافة التصعيد، حتى إن واشنطن غيرت أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة “هيمارس” (HIMARS) التي سلمتها للجيش الأوكراني، بحسب ما كشفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) مؤخرا.
وأشارت لوتان إلى أن الأميركيين حرصوا كذلك، قبل إمداد أوكرانيا بالسلاح، على أخذ تعهدات من كييف بعدم استخدام السلاح الأميركي لضرب الأراضي الروسية، وقالت إن أوكرانيا التزمت بتلك التعهدات حتى الآن.
وقالت الصحيفة إن الجيش الأميركي يخشى الآن، مع قدوم الشتاء ومعاناة القوات على الجبهات بسبب البرد القارس، أن يصبح الإغراء أكبر بالنسبة للأوكرانيين لعدم الالتزام بتلك التعهدات خاصة في مواجهة الصواريخ التي تمطر بها روسيا المدن الأوكرانية.